ملوك الأكل الشعبى فى مصر المحروسة

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 12:00 م
ملوك الأكل الشعبى فى مصر المحروسة
المطعم
السعيد حامد

تعج مصر بمطاعم المأكولات متعددة الجنسية والنشأة، لكن ظل المطبخ المصرى صامدًا وقويًا فى وجه كل «غزوات الأكل»، التى أتت مع الغزو العسكرى والثقافى لبلاد النيل، وكتب التاريخ مليئة بقصص الأكلات، التى ارتبطت بالزعماء والسياسيين، فللمطبخ المصرى تاريخ طويل يضرب فى أعماق التاريخ، حتى أن امتزاجه بالمأكولات المستوردة لم يزده إلا سحرًا وجمالًا.. قصة نجاح وثقها القدماء المصريين على جدران المعابد الفرعونية.
 
بدأ المطبخ المصرى فى الظهور لأول مرة، والسيطرة على مطابخ العالم مع المصريين القدماء، خاصة مع وفرة المواد والمنتجات الزراعية والغذائية، كونه اعتمد على الزراعة وتربية الماشية، لذا قدم المصرى المئات من أصناف الطعام الشهى الساحر، الممزوج بالعسل والزبد والفواكه واللحوم، ما مكنه من التواجد على كل موائد الطعام.
 
فى السطور التالية نقوم بجولة، نرصد فيها أشهر مطاعم الأكل الشعبى وأصحابها:
صبحى كابر.. قرر استثمار أمواله فى تقديم أكلات مصرية شهيرة بطريقة محترفة ولذيذة، لذا لم يكن من المستغرب أن ينال «كابر» الشهرة فى وقت ليس كبيرًا، حتى أنه أصبح قبلة الكثير من نجوم الفن والساحرة المستديرة، رغم أن مطعمه الأصلى، كان يقع فى منطقة شعبية «روض الفرج»، حتى وقت قريب قبل أن يفتتح فرعًا آخر.
 
يقول أحمد إبراهيم، مدير المطعم، إنه تأسس عام 1992، وأغلب العاملين بالمكان، يعملون منذ سنوات طويلة به، والجميع يشعر بأنه مالك المكان.
 
وأضاف: «نتميز بأن أكلنا كله من مزارعنا، ونسعى دائمًا لتطوير المطعم، ولذلك فى أيام الإجازات، يظل الإقبال كثيفًا جدًا طوال اليوم».
 
نجاح «كابر» وشهرته الواسعة، دفعت البعض إلى محاربته بالشائعات، وأثيرت أقاويل عن ضبط لحوم حمير فى ثلاجة المطعم، إلى جانب القبض على «كابر»، ما دعاه إلى الظهور فى فيديو بثه على «فيسبوك»، ليؤكد أن تلك الأقاويل مجرد شائعات، نافيًا القبض عليه.
 
وأحدث زوار كابر كان الجنرال عبدالعاطى الشهير بلقب الجنرال كفته فى واقعة طريفة التقطها شباب الفيس بوك وعلقوا عليها ساخرين من تصريح عبدالعاطى الشهير عن تحويل فيروس سى إلى صباع كفتة.
 
ناصر البرنس.. لم يكن يتخيل أحد أن تتحول عربة الكبدة، التى تقف فى أحد شوارع إمبابة إلى ماركة مسجلة، وبداية ظهور أحد عمالقة الأكل الشعبى، الذى نجح فى فرض اسمه على الساحة، حتى أن صور المشاهير، وهم يتناولون الطعام تزين جدران المطعم.
 
مطعم البرنس، نال شهرة واسعة، وأصبح قبلة الفنانين والنجوم، رغم أن المطعم يتواجد أيضًا فى منطقة شعبية، وقد تجد نفسك جالسًا على ترابيزة فى الشارع وسط ضجيج المارة و«كلاكس» الميكروباص، لكن تتكفل الرائحة النفاذة من داخل المطعم، فى عزلك تمامًا عن الضجيج.
 
واجه البرنس عدة أزمات فى رحلة صعوده إلى عالم الشهرة، أشهرها القضية التى حكم فيها عليه بالسجن 5 سنوات وكفالة 20 ألف جنيه و70 ألف جنيه غرامة، على خلفية ضبط لحوم فاسدة داخل مطعمه، وفقًا للتقرير الذى أعدته مباحث التموين حينذاك، لتتردد أقاويل عن إغلاق وتشميع المطعم، قبل أن يستأنف البرنس على قرار حبسه ويحصل على البراءة.
 
رغم النجاح الذى حققه «البرنس» بعد سنوات من افتتاحه المطعم، فإنه لا يزال يطهو بيديه، ويدخل المطبخ لمشاركة عماله فى رسم لوحات فنية، لكن باستخدام الطعام، وليقص عليهم حكاياته وقصصه مع زبائنه، ومعارفه من الشخصيات العامة والمشاهير.
 
بحة الناصرية.. منذ أن تخطو قدمك الشارع المؤدى إلى مطعم بحة لفواكه اللحوم بحى الناصرية بالقاهرة، يلفت انتباهك رائحة الفحم المنتشرة فى كل مكان،  وهو ما سيسيل لعابك، وتشعر بالجوع فورا، لتكتشف بعد ذلك أنك أمام أحد أهم المطاعم الشعبية فى مصر، إنه بحة ملك فواكه اللحوم، أو كما يطلق عليه «بحة بتاع الناصرية».
 
ساهم الفنان الكبير عادل إمام، فى الترويج لمطعم بحة دون قصد، حينما ذكر اسمه فى فيلم «التجربة الدنماركية»، ليصبح المطعم بعد ذلك من المطاعم، التى يتردد عليها نجوم الفن ومشاهير الرياضة، حتى أن شوارع السيدة زينب، تعانى حين يقرر أحد النجوم زيارة المطعم، بسبب الازدحام وتدافع المارة، وأهالى المنطقة لالتقاط الصور التذكارية معه.
 
مصطفى بحة، روى قصة نجاحه خلال برنامج «صاحبة السعادة»، الذى تقدمه الفنانة إسعاد يونس، مؤكدًا أنه كان موجودًا منذ أيام الملك فاروق، الذى أهداه جنيهًا ذهبيًا، مشيرًا إلى أن المطعم كان معروفًا لدى مشاهير الزمن الجميل، والضباط الأحرار، كانوا يتناولون السمين عنده. 
 
وأضاف أن الزعيم عبدالناصر، وكذلك الرئيس السادات، كانا من زبائنه.
 
عبده تلوث.. ربما يجد البعض الاسم غريبًا، خاصة ونحن نتحدث عن مطعم للسندويتشات، لكن الحقيقة أن عبده تلوث نجح بامتياز فى تحويل اللقب الذى أطلقه عليه زبائنه إلى اسم لمطعمه، ليكتسب بعدها شهرة واسعة، مكنته من دخول حلبة المنافسة مع المطاعم الشعبية.
 
وحكاية عبده تلوث مثل كل حكايات الكفاح، فالبداية كانت فى كشك للسندويتشات فى مدينة نصر بشارع الطيران، أطلق البعض عليه ألقاب عديدة منها «عبده تلوث»، و«عبده بكتيريا»، ليختار هو اللقب الأول، ليكون تميمة حظه وحصانه الأسود، الذى مكنه فى نهاية الأمر من افتتاح مطعم كبير، يقدم مختلف أنواع السندويتشات من الفول والطعمية حتى الفاهيتا والشاورما.
 
عبده تلوث أرجع أسباب تسمية مطعمه بهذا الاسم إلى عام 1997، قائلا: «الزبائن كانوا بيحبوا يهزروا معايا، فكانوا ينادوننى بتلوث وبكتيريا.
كشرى أبو طارق.. من الأسماء اللامعة فى عالم المأكولات الشعبية، نال شهرة واسعة، حتى أن اسمه تردد كثيرًا فى الأفلام السينمائية، وأصبح مطعمًا للسفراء الأجانب.
 
بدأ الحاج يوسف زكى، الشهير بـ «أبو طارق»، رحلة الشهرة من عربة صغيرة، ورثها عن والده، كان يتجول بها فى وسط القاهرة ليبيع الكشرى.
ورغم الشهرة التى يتمتع بها «أبو طارق»، فإنه يرفض افتتاح فروع أخرى للمطعم، مؤكدا أن جودة الخدمة التى يقدمها تمنعه من افتتاح فروع أخرى، قائلا: «أنا ما زلت حتى الآن أمارس العمل بيدى، فأنا أفتح المحل فى السابعة صباحًا، وأشرف على العمال بنفسى أثناء إعدادهم مكونات الكشرى، للتأكد من درجة طهو كل منتج بالطريقة الصحيحة».
 
عبد العاطى

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق