حقن الهرمونات.. طريقة جديدة لغش أضحية العيد
الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 10:00 صطلال رسلان
قال المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، إنه من المقرر طرح كميات كبيرة من اللحوم فى المحافظات، استعدادا لعيد الأضحى. وأضاف فى تصريحات صحفية: أن هناك استراتيجية للسكان اعتمدتها وزارة الصحة والسكان، ونعمل على خفض نسبة المواليد الفترة المقبلة.
الصدفة وحدها قادتنى إلى فتح هذا التحقيق، دقت الساعة العاشرة مساء، حينما ذهبت إلى إحدى الصيدليات الكبرى بجوار منزلى فى منطقة فيصل، لأسأل عن دواء لابنتى،.. خناقة كبيرة ربما يسمع المارون فى الشارع، تفاصيلها بوضوح، «إزاى نسيت تقولى على الحقنة يا أفندى.. أنت عارف إن عليها سحب كبير الأيام دى؟».
الدكتور أحمد الصاوى، مسئول الصيدلية، يعاتب مسئول الجرد على نسيانه كتابة اسم أو مجموعة أسماء لنوع معين من الدواء «حقن» فى الأدوية الناقصة، عرفت بعدها أن السحب عليها كبير هذه الأيام.. ما هذه الأنواع، ولماذا عليها سحب هذه الأيام بالذات، ومن يسحبها؟.
أسئلة جاوب عنها الدكتور أحمد بنفسه، بعد أن ألححت عليه لمعرفتها، وقال باختصار إن هذه الحقنة تسمى «فولون» وغيرها أنواع أخرى من حقن هرمون «الأستروجين»، يسحبها بكثرة مربو الماشية، وخاصة الخراف والماعز، قبل أيام من عيد الأضحى المبارك.
كما علمت من الدكتور الصاوى، أسماء أنواع أخرى غير حقنة «الفولون» يكون الطلب عليها شديدا قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، لدرجة أن بعض مربى الأغنام، يأخذون كراتين كاملة من هذه الأنواع، إلا أنه رفض إخبارى عن دواعى استخدام هذه الحقن للماشية.
وبالسؤال فى صيدليات متفرقة فى محافظة الجيزة، خاصة التى تشتهر ببيع الأضاحى، عن حقنة الفولون، تبين أنها من النواقص، بسبب السحب الكبير عليها، وبالطبع معها أدوية أخرى تحتوى على هرمون الأستروجين.
لماذا يستخدم مربو الماشية حقنة «الفولون» أو حقن «الأستروجين» قبل عيد الأضحى؟
المعلم عبدالقادر عزت، أحد مربى الأغنام فى منطقة ترسا، كشف لـ« صوت الأمة»، أن عددا كبيرا من مربى أغنام الأضاحى يستخدمون مؤخرا نوعا من الحقن «لا يعرف اسمه»، لزيادة وزن الأضحية قبل بيعها للزبائن، ليحصلوا على مبلغ أكبر من المال، ويفاجأ الزبون بعدها بأيام بإصابة الحيوان بحالة من الهزلان، وفقدان الشهية، ويستوجب الذبح فورا.
فى شبرا الخيمة، تحديدا أمام حى شرق شُبرا، اشتهر حسان عمران بتربية الأغنام، سمعته جيدة فى المنطقة، عندما سألناه عن طريقة الحقنة، قال «أعوذ بالله.. بيجيبوها من الصيدلية، ويضربوها فى جسم الحيوان تخليه زى الرهوان، دى بقى زى الفياجرا يا أستاذ، بتخليه نشيط ومصحصح لمدة أسبوع، ووزنه بيزيد النص تقريبا، وبعد ما يخلص المفعول خد عندك بقى، بيرجع الحيوان ميت».
وأضاف عمران، الذى أقسم بالله ثلاثا، أنه لم يستخدم مرة واحدة طريقة غش واحدة لزيادة الوزن «دى سمعة.. وأنا بحافظ عليها قدام ربنا والناس، أعرف واحد جنبى هنا فى المنطقة عنده فى المخزن بتاعه 4 كراتين من الحقن دى، بيحقن بيها كل الأغنام، والزبون يتورط ويأخد أضحية ميتة».
ممارسات كارثية
من جانبه، أكد الدكتور يوسف العبد، رئيس لجنة الدواء بنقابة البيطريين، أن تلك الممارسات كارثية على الصحة، بعدما أصبحت منتشرة بين المربين، وتوظيف أنواع من الأدوية بطريقة غير شرعية لزيادة وزن الأغنام قبل عيد الأضحى، وهذه الحقن تؤدى إلى زيادة نسبة الماء بشكل مبالغ فيه بجسم الحيوان، ويبدو أكبر حجما ضعفين عن حجمه الطبيعى.
وكشف العبد أن هذه الممارسات الخاطئة، تأتى بنتائج عكسية، وأن تأثيرها يزول من جسم الحيوان بعد 40 يوما، وينذر بكارثة، لأن لحوم الحيوانات تظل محتفظة بتأثير هذه الهرمونات، وترسبات المواد الكيميائية تظل فترة أكبر.
وأكد أن هذه الأدوية تصيب الإنسان بأمراض الكبد، ناهيك عن أمراض أخرى خطيرة، مثل انخفاض المناعة نتيجة الثقافة الخاطئة لدى المربين باستخدام هذه الأنواع من الأدوية سواء الحقن، التى تحتوى على هرمون «الإستروجين» أو غيرها.
وأضاف أنه من الصعب معرفة تأثير الحقنة على لحم الحيوان، ولا يمكن تمييز أى الحيوانات أخذ جرعة، حيث تبدو طبيعية لمدة 30 يوما، قبل عملية الذبح، وحتى بعد الذبح لا يمكن تفريق لحمها المحقون بالهرمونات من غيره، كاشفا قيام بعض ممارسى ألعاب القوى باستخدام تلك الأدوية «البيطرية» لزيادة وزنهم، وتكوين العضلات، ما يؤدى إلى أمراض كارثية، وأى جرعة خاطئة بالفعل تؤدى إلى وفاة حتمية.
طرق أخرى غير شرعية..
الملح والماء
تعد طريقة الماء والملح من أكثر الحيل التى يلجأ إليها العديد من التجار لزيادة تسمين الماشية، وتخضع هذه الحيلة عن طريق قيام التاجر بمنع الماشية من شرب الماء لفترة كبيرة، «أى إذا كان من المفترض أن تشرب الماشية كل 5 ساعات، فتتم زيادة عدد الساعات لـ10 ساعات، لزيادة حالة العطش الشديد لدى الأضحية»، وبعد ذلك يقوم التاجر بإحضار الماء، ويقوم بإضافة ملح الصوديوم على الماء، وعند ذلك يتم إحضار الماشية وتقديمها للشرب، مما يؤدى ذلك إلى تسمين الماشية وإظهارها بذلك عند البيع، وتتم هذه العملية قبل إتمام عملية البيع بساعات معدودة.
ضرب الذبيحة
وفى ظل الموسم السنوى للبيع، لم ينس التجار حيلة علاج مؤقتة للضحية المريضة، فبعد إصابة الماشية بأمراض تعهد بها إلى التمديد على الأرض، وذلك لعدم قدرتها على الوقوف، فإذا أصيبت الماشية بأمراض تجعلها تفترش الأرض، سيؤدى ذلك لتقليل سعرها أو وقف سوق بيعها وإعراض المشترين عنها، وخوفهم من الإصابة، فيلجأ الباعة إلى أساليب ضرب الذبيحة ضربًا مبرحًا، لمنعها من التمدد على الأرض، لإيهام الزبائن أنها بصحة جيدة، كما يلجأ البعض الآخر لوضع الحناء على رءوس الذبائح، لتبدو بمظهر أجمل بعد أن تغسل بالماء الحار، ما يسهل بيعها.
رفع الماشية وإغلاق أذنها
وعند انتشار طريقة «الماء والملح»، ومعرفة المشترى لما يفعله التاجر مع الماشية، لجأ التجار إلى حيلة أكثر تقدما، فتوصل أغلبية التجار إلى عملية التثمين الذاتى، وذلك بإمساك رأس الماشية ورفعها فترة تتراوح ما بين 5 إلى 8 ساعات للأعلى، بالإضافة، إلى إغلاق أذنه أثناء تلك العملية، مما تؤدى هذه العملية إلى دفع الجهاز الهضمى إلى مؤخرة الماشية، مما يظهر أنها ظلت فترة كثيرة تتغذى جيدًا، وتتم أيضًا هذه الحيلة قبل عملية العرض على المشترى بساعات معدودة.
التراب والماء
ومن الأساليب التى يلجأ إليها التجار لإيهام المشترى بأن الماشية من نوعية المواشى الصحراوية البلدى، وذلك عن طريقة خلط كمية من التراب والماء ثم يقوم التاجر برش الخليط على الأغنام ليتغير لونها، إضافة إلى إلقاء القش والأشواك الصحراوية عليها، ليظهر للمشترين أنها أغنام بلدى.