ارتفاع إنتاج الدول المعفاة من خفض أوبك يهدد الاتفاق
الجمعة، 09 يونيو 2017 10:21 موكالات
تتعرض المعركة التي تخوضها منظمة أوبك في مواجهة تخمة المعروض من النفط لتهديد مع إغراق حوض الأطلسي بالخام غير المباع من نيجيريا وليبيا عضوتي أوبك المعفاتين من اتفاق عالمي لخفض الإنتاج.
ويقول تجار يتعاملون في نفط نيجيريا إن لديها أكثر من 60 مليون برميل من النفط غير المباع، وهو يتجاوز المستوى الذي جرى تسجيله عندما بلغ فائض الإنتاج العالمي مستوى الذروة قبل عامين. وهناك المزيد من خطط التصدير لأسبوع قادم من المرجح أن تضيف ما يربو على 50 مليون برميل.
في الوقت ذاته تضخ ليبيا كميات من الخام في الأسواق العالمية تقترب من ثلاثة أمثال المستويات التي كانت تضخها قبل عام.
وكان القليل يتوقعون تعافي إنتاج البلدين بهذه السرعة. وقد تفسد تلك الزيادة خطط أوبك لرفع أسعار النفط بعد الهبوط الذي سجلته على مدار نحو ثلاث سنوات.
ومددت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تضم 14 عضوا قبل أسبوعين اتفاقا جرى التوصل إليه في ديسمبر كانون الأول مع عدد من المنتجين غير الأعضاء بها يقضي بخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا من مستويات جرى تسجيلها أواخر العام الماضي.
بيد أن أوبك جددت أيضا إعفاء ليبيا ونيجيريا اللتين تعانيان من صعوبات جراء صراعات داخلية تسببت في خفض الإنتاج وإن كانت هذه الصراعات آخذة في الانحسار.
وقالت أمريتا سين من إنرجي أسبكتس للاستشارات "لقد أضافتا 600 ألف برميل يوميا" منذ إبرام الاتفاق الأصلي. وأضافت "هذا يمثل نصف تخفيضات أوبك".
ورفعت رويال داتش شل حالة القوة القاهرة هذا الأسبوع عن خام فوركادوس النيجيري، وهو ما جعل البلد الأفريقي يصل إلى كامل طاقته التصديرية للنفط للمرة الأولى في 16 شهرا ويؤكد إضافة نحو 250 ألف برميل يوميا للأسواق العالمية.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط أعلى مستوياته منذ أكتوبر تشرين الأول 2014 عند 835 ألف برميل يوميا هذا الشهر على الرغم من إغلاق وجيز لحقل الشرارة، أكبر حقول النفط بالبلاد، بسبب احتجاجات.
وعلى الرغم من ذلك تقول مصادر في أوبك إن دعوات ضم ليبيا ونيجيريا إلى التخفيضات لم تكسب دعما كافيا على الإطلاق. وقال محمد باركيندو أمين عام أوبك هذا الشهر إن من المبكر للغاية بحث مشاركة البلدين في تخفيضات الإنتاج.
لكن الفائض ملموس ويتدفق مباشرة إلى حوض الأطلسي.
وقال تاجر في منطقة البحر المتوسط إن إنتاج ليبيا "يرتفع في حقول عدة".
وثمة شكوك إزاء ما إذا كان البلدان سيحافظان على استمرار الإنتاج خاصة بالنظر إلى المشكلات السياسية في ليبيا.
لكن العقود الآجلة لخام برنت يجرى تداولها بانخفاض يبلغ نحو 20 في المئة مقارنة مع مستوياتها المرتفعة التي سجلتها هذا العام ودون المستوى المسجل قبل اجتماع أوبك في مايو أيار بأكثر من عشرة بالمئة.
وقالت سين "المشكلة الأكبر تتمثل في الخام الخفيف المنخفض الكبريت" مضيفة أن حوض الأطلسي ممتلئ به، وقالت "هذا هو الموطئ الذي لا تستطيع أوبك التحرك فيه بخفة".
والنفط القادم من الولايات المتحدة أيضا يبحر شرقا بحثا عن مشترين في أوروبا وآسيا وهو ما يقوض أكثر خام القياس العالمي. ويقول تجار ومحللون إن هذا الحراك يشير إلى الحاجة لمزيد من الإجراءات من جانب أوبك.
وقال جيمس ديفيس المحلل لدي إف.جي.إي "هذا يعني أن بقية المنظمة ستشهد تراجع الطلب على خامها. الأمر بسيط للغاية... إنهم بحاجة إلى خفض أعمق بهدف الحفاظ على الوضع القائم".