حقيقة معسكرات الإرهاب في ليبيا
الخميس، 08 يونيو 2017 11:29 ص
أؤكد أن الضربات الجوية الموجعة التي وجهها الجيش المصري منذ أيام إلى عدد من معسكرات المليشيات الإرهابية في ليبيا، لم تأتي كرد فعل لمقتل عدد من الأقباط فحسب، بل نتيجة لأخطار تتعلق بالأمن القومي المصري، تراكمت على الحدود الغربية قبل شهور من سقوط القذافي، بمساعدة تنظيمات متطرفة ودول عربية وغربية، نجحت في تحويل ليبيا إلى أنقاض دولة، وبدأت في الزحف لتنفيذ هدفها الأكبر لإسقاط مصر.
وأستطيع القول إن مصر قد تنبهت إلى خطورة تلك التنظيمات الإرهابية منذ عام 2013، وتحديدًا قبل أن يتم الإفصاح عن حقيقة ما يسمى بـ«الجيش المصري الحر»، الذي تم الكشف عنه في أبريل عام 2014 من خلال استعراضًا عسكريًا نظمته تلك المليشيات في ميدان الصحابة بمدينة «درنة» الواقعة بين مدينتي السلوم المصرية وبنغازي الليبية، حيث خرجوا وهم يرفعون رايات تنظيم القاعدة، ذلك بعد أن سيطروا بشكل كامل على المدينة، وحولوها إلى مركز لتدريب الإرهابيين لضرب الداخل المصري.
وقد كان تنظيم القاعدة قد دفع في تلك الفترة بمستشار بن لادن «عبد الباسط عزوز» إلى الشرق الليبي، الذي سبق أن أرسله «أيمن الظواهري» إلى ليبيا عام 2001 لتأسيس خلايا للقاعدة هناك، إلا أنه هرب إلى بريطانيا بعد ملاحقته أمنيًا، وبعد سقوط القذافى كلفه الظواهري بالإشراف على معسكرات القاعدة في «سرت وبنغازي ودرنة» حيث قام بالفعل بتأسيس ما يسمى بـ«جيش الإسلام الحر» لاستهداف الداخل المصري.
كما دفعت القاعدة أيضا إلى الشرق الليبي بـ«إسماعيل الصلابي»، مسؤول مخابرات الإخوان بليبيا، والذي سبق أن زار القاهرة في عهد مرسى عدة مرات، وأقام في أشهر فنادق القاهرة على تفقه خيرت الشاطر، حيث نجح فى تكون واحدة من أقوى الميليشيات لاستهداف الدخل المصرى تعرف بإسم «رأف الله السحاتى» تولت بموافقة ضمنية من الحكومة المركزية مسؤولية الأمن فى منطقة شرق ليبيا بعد الإطاحة بـ«القذافي»، نظرا لما يمتلكه من رجال وترسانات أسلحة، وسجونًا يحتجز فيها معارضيه، ورغم ذلك تم إيفاده ضمن الوفد الرسمي الليبي مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي الأسبق «مصطفى عبد الجليل» إلى اجتماعات حلف شمال الأطلسي التي عقدت في الدوحة.
كما دفعت العشرات من الجماعات المتطرفة بـ الآلاف المتطرفين المصريين للمشاركة في تكوين تلك المليشيات، وأخطرهم «ثروت صلاح شحاتة» أبرز قيادات تنظيم الجهاد المصري، وأخطر المحركين للكيانات المتطرف ضد مصر في ليبيا، والذي يوصف بأنه «الأخطر» على الإطلاق بعد الظواهري، والذي تمكن الأمن المصري من اعتقاله في مدينة العاشر من رمضان، بعد دخول مصر باسم مستعار
في الوقت الذي بدأت فيه تلك المليشيات في التنامى والتجمع تحت شعارات مختلفة، في مناطق أخرى مثل «مصراته والزاوية وسرت»، وضم آلاف العناصر المتطرفة من الجهاديين والتكفيريين وأعضاء تنظيم القاعدة، من جنسيات عربية وغربية وأفريقية، جميعهم من العائدين من «سوريا وأفغانستان والعراق» قاموا بالتجميع والتدريب تحت مسميات مختلفة، داخل معسكرات «الهيشة، وخليج البردى، والفتايح» في درنه، ومعسكر «سبراطة» بالقرب من مدينة الزاوية، ومعسكر «صحراء زمزم» بالقرب من مدينة مصراتة
في الوقت الذي بدأت فيه كل الجماعات المتطرفة والدول الداعمة للإرهاب في إيفاد مبعوثيها إلى ليبيا لتقديم كل أنواع الدعم لتلك المليشيات المتطرفة، حيث تم إيفاد «أنس التكريتي» أحد قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لمعسكرات تلك الميليشيات في مارس 2014، وأوفدت دول بالمنطقة مسئولين أمنيين اجتمعوا بقيادات من تلك المليشيات فى منطقة الخليج البردى بـ "درنه" واتفقوا على دعم تلك الميليشيات بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والتقنيات الحديثة.
ووصل الأمر إلى حد خروج قيادات تلك المليشيات إلى خارج ليبيا لإتمام صفقات سلاح بدعم من دول بعينها، مثلما فعل القيادي بالقاعدة «عبدالحكيم بلحاج» الذى سيطر بمليشياته على العاصمة طرابلس بعد سقوط القذافى، حيث قام فى مايو 2014 بزيارة إلى السودان، للاتفاق على تفاصيل نقل مئات الأطنان من الأسلحة التي مولتها قطر للمتطرفين في ليبيا، وهى العملية التي تمت بعد عودة بلحاج إلى طرابلس بـ 48 ساعة، حيث تم نقل مئات الأطنان من الأسلحة من السودان إلى قاعدة «معتيقه» الجوية بطرابلس
أؤكد أن الإرهاب في ليبيا كان قد وصل إلى مرحلة أجبرت مصر على التدخل، وأن الضربات المصرية القادمة لمعاقل الإرهاب قد تمتد إلى مواقع أخرى خارج ليبيا، في حالة استمرار جماعات ودول بعينها في محاولاتها بالمساس بالأمن القومي المصري.