«الزيبق».. كريم عبد العزيز يقلب موازين دراما رمضان 2017
الأحد، 28 مايو 2017 10:03 م
اثنان فقط بإمكانهما أن يضعا أنفسهما في مقارنة مع الرائع الراحل محمود عبد العزيز، جاهل متعجرف، وواثق يؤمن أن الوصول إلى القمة، سبيله الوحيد تسلق الجبل من سفحه.
كريم عبد العزيز وحده اختار المربع الثاني، فقبل بدور بطولة «أولاد العم»، واضعاً نفسه في اختبار، لا يقبل الخمسين بالمائة كنسبة نجاح، ولا حتى التسعين بالمائة.
بعد الإعلان عن ميعاد عرض الفيلم، هب مجموعة من الصحفيين والنقاد يسنون أقلامهم، يجلسون بجوار أوراقهم، يترقبون ليدونوا ويسجلوا، مؤكد أنهم سيجدون ما يرضي شغفهم بالتقاط خطأ أو عدة أخطاء، تقتل البطل الشاب، الذي اختار درب رجل، صعب المسير خلفه.
أفشل كريم كل مخططاتهم، فنجح بنسبة لا تقل عن 99%، أشد الواقفين على يساره حاقدين عليه، والواقفين خلفه مساندين ومؤيدين، أثنوا على العمل، وإتقانه لدوره، هو والمخضرم شريف منير، وباتت بعض جمل الفيلم «افيهات» يستخدمها الشباب في جلساتهم، وفي مشاكساتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
رفض كريم وقتها المقارنة، بينه وبين الأستاذ محمود عبد العزيز، فظن البعض أنه سيتوقف هنا، يحتفظ بما حققه من نجاح صغير، ذلك أفضل كثيراً من أن يغامر به، بإكمال السير في هذا الطريق، ولأن قمة الجبل هي الهدف، قرر كريم مواصلة السير، وبعد عدة سنوات، فاجأ الجميع بموافقته على قبول «الزيبق»، المذاع حصرياً على قناة ON E، وهو عمل يعود الفضل في خروجه للجمهور، إلى جهاز المخابرات العامة، الذي يسجل منذ تأسيسه بطولات، تحتاج إلى آلاف الأعمال الفنية لتوثيقها.
قبول «عبد العزيز» لخوض مغامرة «الزيبق»، أعادت إلى الأذهان مرة أخرى المقارنة الصعبة، في المرة الأولى كان الأستاذ حياً بجوار التلميذ يمكنه أن ينقذ الموقف إذا تأزم، أما الآن وقد رحل الأستاذ، تصبح المقارنة أصعب كثيراً، من الحلقة الأولى، استدعى الجميع الحلقة الأولى من «رأفت الهجان»، وثبتت أمامهم صورة «ديفيد شارل سمحون» أو «ياكوف بن يامين حنانيا» أو «ليفي كوهين»، الذي كان يستتر خلفهم البطل رأفت الهجان .
تدور أحداث المسلسل في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وتحديدا في 1998، وبدأت الحلقة الأولى بتعريف المشاهدين ببطلي العمل، كريم عبد العزيز، وشريف منير، ضابط المخابرات المصرية.
أوضحت الحلقة الأولى أن كريم عبد العزيز مطلق، ولديه ابن وحيد مقيم مع والدته وزوجها، ويعمل «عبد العزيز» الذي يقوم بدور «عمر صلاح الدين»، فني كاميرات، ويمر بظروف مالية وأسرية سيئة، ستضطره إلى التشاجر مع خطيب شقيقته «سهر الصايغ»، بعدما أخذ يعايره بفقره هو وأشقائه، لكونهما لم ينفقا مليما واحدا على تجهيزات شقيقتهم لعرسها، ولكونه نسي أنه بدأ حياته كأحد صبيان والد كريم في الورشة.
الحبكة الدرامية، والصورة الجيدة، والأداء الفني المميز من قبل كل أبطال العمل، وضعه على قمة الأعمال الفنية المرشحة لحصد المقعد الأول، في نسب المشاهدة، ليبقى أمام كريم عبد العزيز ورفاقه، رهاناً مهما، وهو إثبات خلال الحلقات المقبلة أنهم «قد التحدي».