عزل «إمارة الإرهاب».. تميم وأيام الفرصة الأخيرة
الأربعاء، 24 مايو 2017 01:42 م
يبدو أن الفرصة الأخيرة التي قدمتها الدول الخليجية والعربية لقطر لانضمامها مرة أخري إلى الصف العربي والرجوع عن دعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلها في الشؤون العربية انتهت، ولم تستغلها الدوحة واستمرت في فتح كافة الأبواب الداعية إلى الفوضى والتخريب وإعادة تموضع الجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط.
الفرصة الأخيرة
فبعد سحب السعودية والبحرين والإمارات سفرائهم من الدوحة قبل ثلاثة أعوام بسبب تدخلها في شئون الدول العربية ودعمها للجماعات المتطرفة وخاصة جماعة الإخوان المسلمون التي تصنفها تلك الدول كإرهابية، قدمت هذه الدول فرصة لعودة الإمارة الصغيرة إلى رشدها والتراجع عن دعم الإرهاب إلا أنها لم تنفذ ذلك وبقيت على موقفها الداعم للجماعات المتشددة.
وعلى الرغم من تنفيذ قطر لبعض المطالب العربية التي اقتصرت في إغلاق قناة الجزيرة مصر لبثها أخبار تنشر الفتنة ، إلا أن ذلك لن يثنيها عن الاستمرار في الدعم الإعلامي الكامل لجماعة الإخوان الإرهابية عن طريق مواقع وقنوات أخرى، بالإضافة إلى ذلك استمرت في تمويل واستضافة القيادات المطلوبة في الدول العربية على خلفية أعمال عنف.
عزل الإمارة
في الثلاث سنوات الأخيرة ظلت قطر تعتمد على أمريكا في فترة رئيسها السابق باراك أوباما، الذي اعتمد في سياسته الخارجية على الإسلام السياسي لتنفيذ مخططه الداعي إلى الفوضى الخلاقة بتسليم الحكم لجماعات دينية على شاكلة ولاية الفقيه في إيران في محاولة منه للسيطرة على الجماعات المتشددة وتضمنيها تحت لوائه وعدم خروجها من الشرق الأوسط، وكانت الدوحة هي رأس الحربة في هذا التوجه، وعلى الرغم من نجاح أوباما في زيادة رقعة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الدول العربية ومنها مصر حاولت أن تصد هذا المخطط، وبوصول الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب إلى الحكم تغيرت السياسة الأمريكية بناءًا على فشل قطر في تنفيذ كافة أهداف الإدارة السابقة، لتتجه مرة أخرى إلى الدول المعتدلة لنبذ جماعات الإسلام السياسي الأمر الذي أدى إلى خسارة الدوحة دورها التنسيقي بين واشنطن والجماعات المتشددة والإسلام السياسي في المنطقة.
وبعد ثلاث سنوات من سحب الدول العربية الخليجية سفرائها وتقديم كل الفرص لقطر لإثنائها عن تحركاتها البغيضة، ظهرت في القمة العربية الإسلامية الأمريكية العديد من المواقف الإعلامية والسياسية التي أظهرت التجاهل التام للأمير القطري و أول هذه المواقف هو تجاهل الإعلام الخليجي والسعودي للأمير القطري داخل قاعة المؤتمرات التي القي فيها زعماء الدول العربية والإسلامية كلماتهم في القمة الإسلامية الأمريكية، حيث توارى تميم عن المشهد لاسيما مع تحدث القادة والزعماء في القمة عن مكافحة التطرف والإرهاب الدولي، فيما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وجوب محاربة الدول الداعمة للإرهاب في كلمته خلال القمة.
وألقى أغلب رؤساء زعماء الدول العربية والإسلامية كلماتهم في القمة، والتي تضمنت ضرورة التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وإن الإسلام برئ من أعمال التنظيمات الإرهابية، فيما لم يلقى الأمير القطرى تميم بن حمد كلمة له في القمة، وهو ما عبر عن الغضب العربي والإسلامي اتجاه قطر، فيما ظهر السيسي وسلمان وترامب أثناء افتتاح المركز العالمي لـ«الاعتدال» لمكافحة الفكر المتطرف بالرياض واختفى تميم عن المشهد نهائيًا ولم يظهر إطلاقًا في أي لقطة تلفزيونية.
أمريكا وتحول وجهتها
وتظهر تصريحات الأمير القطري تميم بن حمد بالأمس محاولته استمالة الإدارة الأمريكية الجديدة إلى التوجه الداعي إلى إعادة التعاون مرة أخرى مع الدوحة، حيث قال تميم «ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العادلة تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي»، مؤكدًا «أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية».
وعلى الرغم من تصريحات تميم إلا أن الأوساط الأمريكية بدا واضحًا إنها ترفض الاستمالة مرة اخرى نحو قطر لاسيما مع تغيير السياسات الأمريكية بوصول ترامب، حيث قال وزير الدفاع الامريكي الأسبق، روبرت جيتس، إن الإخوان مثلوا أرضية لظهور حركات متطرفة كالقاعدة، وداعش، قائلًا إنهم يغيرون أشكالهم ويظهرون بالشكل الذي تريد أن تراهم عليه.
وعلق «جيتس»، الذي رأس البنتاجون من 2006 إلى 2011، على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض، ولقاءاته مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها بداية جيدة توضح أن أمريكا لم تغادر المنطقة.
وفي ندوة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، استطرد حديثه عن الإخوان شارحًا أنه قبل الربيع العربي كان الإخوان يتحدثون عن الديمقراطية والحرية حتى تولوا السلطة.. المرة الوحيدة التي وصلوا فيها من خلال محمد مرسي للسلطة، ظهرت وبسرعة صورتهم الحقيقية.
وتحت عنوان «قطر وحلفاء الإخوان»، أدارت مذيعة شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، جينا لي، ندوة لدراسة السياسات الجديدة للإدارة الأمريكية الجديدة، شدد خلالها «جيتس» على أن الغرب وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لم يولوا اهتماما بعلاقة الإخوان بالتطرف والإرهاب.
وقال: الولايات المتحدة لم تستهدف الإخوان بل استهدفنا المجموعات والشبكات الإرهابية.. الإخوان كانوا هدفا مهملا بالنسبة للاستخبارات في الغرب، ولم تكن تسعى وراء معلومات عنهم.
وأشار إلى القمم الأخيرة في الرياض، قائلًا إنه ينبغي من قبل المخابرات الغربية متابعة استخدام قنوات الإخوان وشبكاتهم في نقل الأموال إلى المجموعات الإرهابية، مضيفا شركاء الولايات المتحدة ينبغي أن يتخذوا تحركات ضد هذه الحركات في الداخل.
وحول علاقة قطر بالإخوان، قال جيتس: «قطر منذ فترة طويلة رحبت بالإخوان ولا يمكنني أن أرى دولة أخرى في المنطقة تقابلهم بنفس الترحيب.. توقيع قطر على الاتفاقية في الرياض مع الرئيس ترامب ليس جديدا، سبق أن وقعوا على نفس الالتزامات في 2014.. قطر تستجيب لطلباتنا بإقفال حسابات تابعة لحماس أو إيقاف بعض الشخصيات ولكنهم لم يتولوا زمام المبادرة أبدا».
اقرأ ايضًا: