عن ذكرى النكبة الـ69.. فتح: محطة انطلاق لمواصلة النضال
الأحد، 14 مايو 2017 11:40 م
دعت حركة فتح، اليوم الأحد، الأطراف المتورطة في جريمة الانقسام، إلى إنهاء هذه الكارثة التي لا تقل خطورتها عن النكبة الكبرى، والعودة إلى جادة الصواب وفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية تكرس الوحدة الوطنية الحقيقية على كل المستويات.
وقالت الحركة، في بيان صدر عنها، بمناسبة ذكرى النكبة الـ69 والتي تصادف يوم غد الاثنين: «هذه الذكرى الأليمة تشكل لنا في كل عام محطة انطلاق جديدة لمواصلة المشوار النضالي وبذل الغالي والنفيس من أجل التخفيف من معاناة شعبنا العظيم».
وجاء نص البيان:
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم
تحية لكم وانتم تسطرون أروع ملاحم التضحية والبطولة والفداء على درب الحرية والاستقلال وإنجاز حق تقرير المصير، نقف اليوم أمام ذكرى أليمة على قلوبنا جميعا، ذكرى اغتصاب الصهاينة لأرضنا الفلسطينية في العام 1948، وما جرى من اقتلاع لأهلنا من قراهم ومدنهم وبلداتهم التي ولدوا فيها وترعرعوا بين جنباتها، فكان التهجير القسري لأجدادنا وآبائنا بالقوة القهرية المسلحة صاحبها أبشع المجازر الوحشية التي لم يعهدها التاريخ المعاصر، وأدت إلى حدوث تدمير ممنهج للوجود الحضاري لشعبنا و تشريده في أصقاع الأرض و إحلال شذاذ الأفاق من المستوطنين الغرباء في وطنه الطبيعي و إقامة دولة الكيان الصهيوني.
أهلنا وربعنا في كل مكان
بعد مرور 69 عاما على النكبة ما زالت الأجيال الفلسطينية المتعاقبة ثابتة على حقها في العودة إلى ديارها الأصلية باعتباره حق غير قابل للتصرف ، و بالرغم من مرور هذا الزمن فإن إرادة الحياة و الإصرار على استعادة الحقوق الوطنية المسلوبة ما تزال تمثل الأمل و الحافز المقدس من أجل استرداد أرضنا والعيش فيها بحرية وسلام ، لذلك تأتي ذكرى النكبة وشعبنا الفلسطيني أكثر إصرارا وتشبثا بحقه التاريخي في أرضه التي هُجر منها قسرا مؤكدا أن حق العودة حق فردي وجماعي لكل فلسطيني ، ولا يجوز التفريط فيه وأن هذا الحق لا يسقط بالتقادم، كما أثبت شعبنا قدرته الهائلة في مواجهة التحديات الجسام بكل ما فيها من ظلم و قهر و عدوان همجي متواصل على مدار مسرته الكفاحية المجيدة ، لم يفت في عضده كل أساليب الترويع و الإرهاب و القتل والاعتقال والتشريد، وعدونا يمعن في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات على أرضنا الفلسطينية وما تتعرض له من عمليات المصادرة في الضفة الفلسطينية، وما يجري ضد أهلنا في مدينة القدس الذين يهجرون من بيوتهم وأراضيهم بفعل مخططات عنصرية عدوانية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ليلا و نهارا، علاوة على مشاهد القتل التي تتكرر يوميا بفعل السياسة الفاشية العنصرية التي تستبيح الأرض والإنسان ودول العالم الحر تقف مكتوفة الأيدي شاهدة على بشاعة المشهد وفظاعة الجريمة دون أن تحرك ساكنا.
يا جماهير شعبنا الصامد
تأتي ذكرى النكبة هذا العام بينما آلاف الأسرى من أبطال شعبنا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وهم يسطرون ملحمة نضالية عظيمة يقاتلون فيها بخلايا أجسادهم الحية عنجهية المحتل والسجان من أجل نيل أبسط حقوقهم الإنسانية التي كفلتها الشرائع و المواثيق و الأعراف الدولية، إنها أسطورة الصمود الفلسطيني و اللوحة الكفاحية التي تؤكد يوما بعد يوم صلابة وصوابية إصرارنا على التمسك بحقوقنا المشروعة و كنس الإحتلال الإسرائيلي وإفرازاته العنصرية، نعم إن شعبنا يجند كل الأسلحة في حربنا المقدسة للحفاظ على بقائه و التعبير عن حقه في الوجود كبقية شعوب الأرض من الحجر المقدس للأمعاء الخاوية و المقاومة بكل أشكالها و حتما ستنتصر إرادة الحق و الحرية عاجلا أو أجلا و لن يضيع حق وراءه مطالب.
جماهير شعبنا العظيم
تطل ذكرى النكبة الأليمة وشعبنا يعاني ويلات الإنقسام الجغرافي و الديمغرافي و السياسي ويرزح تحت نير التقاسم الوظيفي بين إسرائيل وحماس وعباس، فيما قضيتنا الوطنية تمر بأسوأ الظروف المصيرية، غير أن ذلك لن يمنع ملايين الفلسطينيين في أصقاع الأرض من أن تتعلق قلوبهم و تتطلع عيونهم نحو قبلتهم الاولى فلسطين، وبالرغم من كل التحديات الكبيرة نؤكد على ما يلي:-
أولا: التمسك بثبات وقوة بحقنا في العودة إلى ديارنا الأصلية التي هجرنا منه، وهو حق مقدس غير قابل للتصرف كفلته المواثيق الدولية و في مقدمتها القرار الأممي (194).
ثانيا: إننا نطالب السلطة الوطنية على تكريس صمود شعبنا في أرضه.
ثالثا: دعوة الأطراف المتورطة في جريمة الانقسام و تتاجر بهموم شعبنا إنهاء هذه الكارثة التي لا تقل خطورتها عن النكبة الكبرى بالعودة إلى جادة الصواب وفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية تكرس الوحدة الوطنية الحقيقية على كل المستويات.
رابعًا: نجدد عهد الوفاء لدماء شهدائنا التي عمدت مسيرة العطاء الوطني على السير قدما لانتزاع حقوقنا الوطنية المشروعة في الحرية و الاستقلال.
خامسًا: إن ذكرى النكبة الأليمة تشكل لنا في كل عام محطة انطلاق جديدة لمواصلة المشوار النضالي وبذل الغالي والنفيس من أجل التخفيف من معاناة شعبنا العظيم.
سادسًا: نتوجه إلى كل أبناء شعبنا البطل بتقديم كل أشكال الدعم و الإسناد لأسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية، وتصعيد الفعل الكفاحي للضغط على حكومة الاحتلال الغاشم من أجل الاستجابة لمطالبهم العادلة وهم حتما لمنتصرون.
معا وسويا على درب العظماء والرواد من كواكب الشهداء الأبرار وجيش الشهداء مع وقف التنفيذ من الأسرى الميامين، نتمسك بحقنا في تقرير المصير والعودة المظفرة إلى أرض الآباء والأجداد، وليبقى شعارنا الخالد «إننا عائدون» يحمل رايته الفلسطيني من جيل إلى جيل.