قم للمعلم وفه التبجيلا.. «العيب في أحمد شوقي»

السبت، 06 مايو 2017 02:14 م
قم للمعلم وفه التبجيلا.. «العيب في أحمد شوقي»
أمير الشعراء، أحمد شوقي
إسلام ناجي

قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا.. بهذه الكلمات عبر أمير الشعراء، أحمد شوقي عن مكانة المعلمين المرموقة، وضرورة احترامهم تقديرًا لعظمة رسالتهم التعليمية إلا أن ما يحدث حاليًا في المدارس بمراحلها المختلفة يقلب الآية، ويبدل البيت الشعري الجميل إلى آخر ينكل بالمعلمين، والدليل على ذلك هو ما ترصد «صوت الأمة» من أبرز وقائع اعتداء الطلاب على أساتذتهم داخل أسوار المدرسة، دون مراعاة لحرمة المكان أو مكانة الإنسان.

سيجارة

وقف "محمود" على باب لجنة الامتحان بالعياط يشرب سيجارته، وينفث الدخان في الهواء، قبل أن يطفئها على الأرض بحذائه الأسود مع إعلان المدرس بدأ امتحان اللغة الفرنسية، ليمضي إلى مقعده في هدوء، ويقترب منه أحد المراقبين ويمد إليه يديه بورقة الامتحان، وكراسة الإجابات، وما هي إلا لحظات حتى ألتفت الطالب عن يمينه وعن يساره يسأل زملائه عن "قلم جاف" إضافي، ليتمكن من تدوين إجابته القليلة على الورق الأبيض، فيصيح به المراقب الآخر ويطالبه بالنظر في ورقته، لينظر له "محمود" بلا مبالاة، وهو يسحب أحد الأقلام من أمام زميله المجاور.

اعتدل الطالب العشريني في جلسته، وأخذ يتصفح أسئلة الامتحان بضيق، قبل أن يخرج علبة السجائر من بين طيات ملابسه، ويشعل إحداهن على مرأى من الجميع غير مراعٍ لحرمة المكان وقوانينه، فصاح به المراقب ثانيةً، لكن هذه المرة يأمره بإطفاء السيجارة، فلم يعيره الطالب أي اهتمام هذه المرة أيضًا، ليقترب منه المراقبين الثلاث محاولين إجباره على إطفاء السيجارة حتى لا يتعرض للعقاب، فاعتدى عليهم "محمود" بالسباب والضرب قبل أن تتدخل الخدمات الأمنية المعينة على المدرسة وتتمكن من السيطرة على الطالب وضبطه.


الغش

سهر "إسلام" برفقة أصدقائه على القهوة بعدما أقنع والده أنه ذاهب لحضور درس المراجعة النهائية فى المركز التعليمى القريب من المنزل، واحتمال يعرج على بعض زملائه ليستذكر معهم دروسهم تحضيرًا للامتحان، فوافق الأب المسكين على الفور، ودعا له بالنجاح والتوفيق، ليعود الطالب بعد منتصف الليل منهك القوى بسبب لعب كرة القدم لثلاث ساعات متواصلة، فدخل إلى غرفته، وألقى بنفسه على السرير وغط في نوم عميق قبل أن يؤرقه صوت والدته عندما حاولت إيقاظه فى الصباح الباكر للذهاب للمدرسة.

دخل "إسلام" اللجنة على وجهه أمارات النوم، فجلس في مقعده منتظرًا توزيع ورقة الأسئلة، التي ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يتأكد أنه ساقط في المادة لا محالة إلا أن الشيطان وسوس له بالنظر في كراسة زميله بحثًا عن إجابة مُرضية تساعده على النجاح في هذه المادة، وما أن شرع في تنفيذ وساوس شيطانه حتى شعر به الأستاذ، ونهره عن فعلته، لكنه لم يستسلم وحاول تكريرها مرة أخرى عندما طفح الكيل بالمراقب، وهدده بإلغاء الامتحان، ما استفز "إسلام"، فتناول كوب زجاجي وضرب به الأستاذ على وجهه.


شقاوة

اعتاد "أحمد" إحداث المشاكل في المدرسة، فلا يمر يوم إلا ويعود إلى منزله مبكرًا حاملاً بين يديه طلب استدعاء ولى أمر، وآخر بفصله ثلاث أيام، وعجزت أسرته على تقويم سلوكه بشتى الطرق، بداية من المناقشة وصولاً إلى الضرب حتى أن الأمر كان يصل فى بعض المرات إلى الطرد من البيت، ولم تؤتٍ أى طريقة ثمارها مع الطالب الشقي، ووصلت به الجراءة إلى الاعتداء على موجه إحدى المواد أثناء تواجده في الفصل، لمعاتبته له على التأخير عن موعد الحصة، وتوجيه بعض الأسئلة التعليمية له.

لم يرحب "أحمد" بأسئلة الموجه، وأعتبرها تدخلاً سافرًا في حياته الشخصية، واعتدى عليه بالضرب والسباب وعندما حاول أحد المدرسين الفصل بينهما، لم يسلم من الإهانة واللكمات أمام التلاميذ وحتى بعد انتهاء اليوم الدراسي، وأثناء خروج الأستاذ من المدرسة متوجهًا إلى منزله، فوجئ بـ"أحمد" أمامه، ويتعدى عليه بالضرب مرة أخرى حتى سالت دمائه على أعتاب المدرسة، فضلاً عن تهديده بالقتل، وبتدخل القوة الأمنية المعنية بتأمين المنطقة، ونقل الأستاذ إلى المستشفى غارقًا فى دمائه، شُخصت حالته على أنه اشتباه ما بعد الارتجاج.


لبانة

بعد نزوله من المنزل، توجه إلى محل البقالة لشراء بعض الحلويات لتسليته فى الطريق إلى المدرسة، ومن ضمن المشتريات كان هناك علبة لبان لتغيير رائحة فمه الكريهة، وبعد انتهائه من تناول أحد المشروبات الغازية وشرائح البطاطس المقلية، ألتقط حبتى لبان برائحة النعناع من العلبة، وتناولهما أثناء دخوله الفصل، وجلس فى مقعده إلى جانب صديقه المقرب، وأخذا يتحدثا فى كل الأمور التي حدث وربما لم تحدث بالأمس؛ للفت انتباه بعضهما البعض حتى دخل أستاذ مادة اللغة العربية وطلب منهما التوقف عن الحديث والانتباه للشرح.

لم يهتم "محمد" بنصيحة الأستاذ، واستمر فى حديثه إلى صديقة بصوت عالٍ، ما أعاق المدرس عن استكمال شرحه، فطلب منهما الخروج من الفصل وإنهاء حديثهما فى مكتب ناظر المدرسة لكن الطالبان لم يحركا ساكنًا إلا "محمد" الذي لم يتوقف فمه عن التحرك منذ دخوله إلى الفصل إثر مضغه لحبات اللبان، فأمره الأستاذ بإلقاء اللبانة فى القمامة والانتباه للدرس، فشعر "محمد" بالإهانة، وقرر الانتقام لنفسه أمام جميع الطلاب، فاعتدى على أستاذ اللغة العربية بالضرب، وأصابه بجروحه فى أماكن متفرقة فى جسده قبل أن يفر هاربًا.

موضوعات متعلقة

«الكرسي المنحوس» .. جامعة الأزهر «مبيعشلهاش رئيس»

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة