رحلة نقل 450 كيلوجراما.. «الديدموني» أضخم رجل في مصر يكشف معاناته (فيديو)
الخميس، 27 أبريل 2017 04:59 مكتبت- فاطمة ياسر - تصوير صلاح الرشيدي
«مش عارف أتحرك ولا قادر ألعب مع أولادي، قاعد في غرفتي من 7 سنوات حتي الحمام بعمله في جردل، ولا عارف أقعد ولا حتي أقف.. مراتي عندها سرطان ثدي، وعايش بـ450 جنيهًا في الشهر من معاش وزارة التضامن الاجتماعي، وقدمنا طلب عشان يزيد ومحدش رد علينا».. هكذا بدأ محمد الديدموني، 39 عاما، ويعاني من السمنة المفرطة حيث يصل وزنه لـ450 كيلو، والملقب بـ«أضخم رجل في مصر»، حديثه، مشيرًا إلى أن الثمنة المفرطة أثرت على حركته، وتسببت له في شل نصفي خلال مدة وصلت إلى 7 سنوات.
وعن طريقة نقله من المنزل إلى المستشفى. قال «الديدموني»،الملقب بأضخم رجل في مصر، «عملية نقلي من البيت تمت عن طريق رجال إدارة الدفاع المدني بالقاهرة، الذين أتوا بـ10 رجال وقاموا بحملي والنزول بي من سلم المنزل، حتي وصلت إلى غرفتي في المستشفي.. وبعد التحضير للعملية قاموا بنقله من غرفتي لغرفة العمليات بنفس الطريقة».
ويتابع: «أنا رجل لا أمتلك سوى الدعاء لله سبحانه وتعالى كي أستطيع أن أتحرك مرة أخرى وأصبح إنسان طبيعي، وألعب مع أولادي، وكل إللي أنا محتاجه أن المعاش يزيد عشان أقدر أعيش أنا وأولادي».
«نفسي أشوفه بيمشي ويتحرك تاني، واقف على رجليه.. أنا كنت بعيط كل يوم بسبب رقدته في السرير، عاوزة أشوفه راجل طبيعي بيتحرك وبيمشي وبيلعب مع أولاده».. كانت تلك هي الكلمات التي أطلقتها الحاجة ناهد، والدة محمد الديدموني، الملقب باضخم رجل في مصر، قبل أن تملأ الدموع عينيها، مشيرة إلى أنها عانت مدة 7 سنوات - فترة علاج نجلها- بسبب عدم قدرت «الديدموني» على الحركة.
«الدنيا أغمقت في عيني أول ما رقد على السرير ومبقاش لا بيشتغل ولا حتي بيلعب مع أولاده.. كل أمنياتي في الحياة أشوفه واقف علي رجله تاني.. هو ده الأمل إللي عيشة عليه».. تضيف الحاجة ناهد.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد ضياء، استشاري جراحة السمنة بكلية طب قصر العيني، والذي تبنى حالة «الديدموني»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن «أضخم رجل في مصر»، حالة يجب الوقوف بجوارها لأنه حالة إنسانية قبل أن يصبح مرضية، قائلًا: «فبعد أن أرسل ليٌ بعض المرضى حالته قررت أن أتبنى علاجه بمساعدة 9 أطباء بتخصصات عدة من (الباطنة والكبد والقلب والتخدير وحساسية وصدر والتغذية العلاجية)»، مشيرًا إلى أن مستشفى «الصفوة في 6أكتوبر»، ساهمت في علاجه من خلال توفير سبل الراحة والعلاج للمريض، دون أن تتقاضى أجرًا.
ويضيف «ضياء»: «محمد ترك عمله وجلس في منزله بسبب إصابته بـ (الإنزلاق الغضروفي)، وترتب علي ذلك حبسة في منزله مدة 7 سنوات.. فهو يعاني من السمنة طوال عمره، وكان وزنه 200 كيلو تقريبا، إلا أن وزنه زاد بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية، حتى وصل إلى 450 كيلو».
وعلق على طرق النقل والحفاظ على صحة وسلامة «الديدموني» قبل إجراء العملية قائلا: «انتقل عن طريق الاتصال بإدارة الدفاع المدني بالقاهرة الذين ساهموا بشكل كبير في نقله، أما في المستشفي فتم تفصيل سرير خاص للحالة حتى يمكنه تحمل الوزن، وبعد النقل تم الكشف عليه من قبل أطباء عدة أبرزها التغذية والسكر وغدد، والرعاية المركز، والتخدير، وقلب وباطنة وحساسية وصدر، لتحضير وتشخيص الحالة قبل العملية، حيث أنه يعاني من مشاكل صحية عدة، ومنها مشاكل في القدم، وفقدان النفس أثناء النوم، وارتفاع في نسبة السكر، وعدم استقرار ضغط الدم».
ويقول «ضياء»: «بعد نقل محمد للمستشفى، تم المتابعة باستمرار من قبل الأطباء، ذلك لتهيئته للعملية والإطمئنان على استقرار صحته، كما تم وضعه في المستشفى 6 أسابيع قبل أن يخضع للعملية، وخسر خلال فترة التحضير والعملية ما يزيد عن 60 كيلو، واستطاع مؤخرا أن يجلس لثواني قليلة، وهذا لم يستطيع أن يفعله منذ 7 سنوات».
وأكد دكتور ضياء، أن محمد خضع لعملية «تكميم المعدة» التي استغرقت ساعتين داخل غرفة العمليات، وفي الطبيعي هي تستغرق 45 دقيقة في الحالات العادية، والحالة مستقرة ولا تعاني من أي مضاعفات بل في تحسن ملحوظ.
ويتابع: «ولكنها ليست أخر عملية سيقوم بها محمد، حيث إنه بعد فقدان 200 كيلو بعد عملية التكميم، سيخضع لعملية تحويل مسار بعد مرور سنة ونصف، وبعد الوصول للوزن المثالي سيخضع لعملية شد الترهلات، وأخر عملية هي (الإنزلاق الغضروفي)».