الانتخابات الفرنسية.. هل تسير على نهج الأمريكية أم الهولندية؟
الأحد، 23 أبريل 2017 04:19 م
يدلي الفرنسيون بأصواتهم في الدورة الأولي في الانتخابات الفرنسية، منذ الصباح الباكر لاختيار رئيسا جديدا للبلاد، مع مرور بضع ساعات من التصويت، ربما تنقلب الموازين، ويغير الناخبين من قناعتهم تجاه المرشح الذي يرغب إعطاء صوته له، ويضطر إلي تغيير نواياه، خصوصا مع الهجمات الإرهابية التي تحدث قبل العملية الانتخابية.
لاشك أن هجوم الشانزليزيه سيستفيد منه بعض المرشحين علي حساب الآخرين، وبدورهم أطلقوا وابلا من التصريحات النارية المنددة بالإرهاب في محاولة لاستثمار هذه الواقعة، خاصة مرشحي اليمين المتطرف، ودفعهم إلي تغيير سياسة برنامجهم الانتخابي إلي الحديث عن «الإرهاب الإسلامي» وسبل مكافحته، قبل يومين من انطلاق الدورة الأولي من الانتخابات.
إيمانويل ماكرون
المرشح الرئاسي المستقل ايمانويل ماكرون (39) عاما، زعيم حركة «إلي الأمام»، يعتبر في الفترات الماضية، المرشح الأوفر حظا، وفق ما أظهرته استطلاعات الرأي التي أجرته مؤسسة «بي فى إيه» الشهر الماضي، ومنافسته بقوة لمرشحي اليمين المتطرف ماريان لوبان، وفرانسو فيون، ويرجع ذلك لتبنيه خطاب معتدل، وتعهداته بتحسين أخلاقيات الحياة السياسية والقضاء علي المحسوبية، مما دفع كثير من الفرنسيين الاقتناع به، ولكن بعد هجوم الشانزليزيه، تشير الاحتمالات أن هذه الواقعة لا تصب في مصلحة المرشح الأصغر سنا، مما تدفع الناخبين إلي تغيير نواياهم لصالح مرشحي اليمين المتطرف.
ماريان لوبان
استغلت مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، هجوم الشانزليزيه، قبل يومين من الانتخابات الفرنسية، وادعت أن الهجوم دليل على صحة رؤيتها، لافتة إلي أن مثل هذه الهجمة الارهابية ما كانت لتقع تحت عهدتها، وعلي إثرها تعهدت بترحيل المشتبه بهم أو اعتقالهم كخطوة وقائية والسعي إلي استعادة الحدود الفرنسية التي تقع حاليا «رهينة» اتفاقية شينغن، بحسب وكالة «فرانس برس».
فرانسوا فيون
مرشح اليمين، لم يفوت الفرصة هو الأخر، والذي وجد في الهجوم فرصة لرفع أسهمه، وإصدار سيل من التصريحات المثيرة ضد الجاليات المسلمة، فيما يدعيه «بالإرهاب الإسلامي»، مؤكدا أنه المرشح الوحيد القادر على مكافحته عن طريق «تجفيف منابعه» في الداخل الفرنسي عن طريق تشديد المراقبة على الخطاب الديني ونشر فكر التسامح بين المسلمين.
نوايا التصويت بعد هجمات إرهابية
يشير وسيم الأحمر، مختص بالشئون الدولية بموقع «فرانس 24»، أن التهديد الإرهابي في فرنسا ليس بجديد ولكن خطورة هذا الهجوم تكمن في توقيته ووقوعه قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن مسألة تأثير تلك العملية على نوايا التصويت مطروحة بقوة، بسبب ارتفاع نسبة الفرنسيين المترديين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وتقترب بنسبة 35% من القوة التصويتية.
الانتخابات الأمريكية
سلسلة من استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أظهرت تصدر هيلاري كلينتون وتوفقها علي دونالد ترامب، الرئيس الحالي، ولكن وقوع هجمات إرهابية قبل موعد الانتخابات، كان في صالح «ترامب»، صاحب الفكر المتطرف والذي حمل خطابا عدائيا ضد المسلمين بمنعهم من دخول الولايات المتحدة وتبنيه خطابا متطرفا دعائيا لمواجهة والإرهاب.
وفي مارس الماضي حسم المواطنين الهولنديين موقفهم من الانتخابات التشريعية، والتي لم تشهد أي أعمال إرهابية قبل إجرائها، مما دفع الناخبين إلي الامتناع عن التصويت لصالح المرشح اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، والتصويت لصالح رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، زعيم حزب الشعب للحرية والديمقراطية.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، هل يعي الناخبين الفرنسيين الدرس، ويسيروا علي نهج المواطنين الهولنديين خلال الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية وتفضيلهم التصويت لصالح مارك روته وإقصائهم مرشح اليمين المتطرف خيرت فيلدرز، الصورة الأخري لأفكار ترامب، أم يقعوا في فخ الانتخابات الأمريكية؟.