أطفال مصر في شم النسيم: «لا إرهاب يهمنا ولا خوف يلمنا»
الإثنين، 17 أبريل 2017 02:11 مكتبت– منال العيسوي - تصوير خالد كامل
بعفوية شديدة وبعيدا عن جدل السياسة وفعل الإرهاب الغاشم الذي ظن أنه سيفسد على المصريين فرحتهم، خرج النساء والأطفال تحت شعار واحد «الحياة حلوة وهنفرح فلا إرهاب يهم ولا خوف يلم». لم يتفقوا على شعارهم هذا مسبقا، ففي كل ربوع المحروسة خرج آلاف المصريين ليستمتعو ويقذفوا جبهه الإرهاب.
هذا الشبل الصغير الذي تخلى عن كل ملابسه باستثناء «الشرط القماش» الذي صنعته له «أمه» من بواقي الأقمشة وتبتت عليه باستك متين لا يسقط منه وسط مياه الترعة وحتى لا تتحول نزهته لسخرية بين أقارنه الذين اتفقوا مساء أمس أن هويس بلدتهم سيشهد مباراتهم في الاستحمام.
قبل شم النسيم بيوم، أعدت نساء القرى احتياجاتها لليوم، من فسيخ ورنجة وبطاطس مقلية وبيض مسلوق و«شوية فول مدمس» وطبعا البصل والخس أساسي، ولا يمنع الأمر من فطيرتين مع قطعة جبنه قديمة، وبالقرب منها جلس الزوج يحضر سنارة الصيد والكوتشينة والدمانو، فاليوم طويل وجيرانه سيشاركونهم النزهة المجانية وسط الزراعة وحدائق الموز.
فيما بدأ الأطفال، كلا يعربن على صديقه أن يأخذ الكرة وينفخها عند أقرب عجلاتي بمنطقته، ومع بزوغ الفجر خرج الجميع كلا يعرف وجهته ليستمتعوا بجمال الطبيعة ورائحة الغيطان والزرع فالربيع عاد وعادت معه الحياة البكر.
لم تغير برامج التوك شو والحديث عن الإرهاب وأفعاله المشينة من خطط النساء والأطفال في الاستمتاع باليوم، فالحياة حلوة والكل يهرول لانتهاز الفرص للفرحة.
بالقرب من هويس البلدة الصغيرة بدأ مارثون الحياة والجري واللعب بين الكل نساء وأطفال ورجال، فهؤلاء يجلسون للعب دور الطاولة، والأخريات تتسامر وتلف السندوتشات للصغار فيما تفترش الأخريات الأكل ليقم الجميع بالأكل الجماعي، ثم تتجه النساء لغسل الأطباق ووضع الشاي في البراد الألمونيوم الذي وضع على «البوتجاز ذو العين الواحدة» ليشربه الرجال بعد الغذاء، فيما جلست الفتيات تراقب اخواتها الصغار وهم يلعبون في الماء.
وبعد قليل من الوقت يقوم الشباب بالمشي سيرا على الأقدام بطول الأرض الزراعية، أو استئجار عجله كلا يلبس طقية المولد ممسكا بزمارة يصدر منها صوت نفيرا قد يكون لغته لجذب انباه فتاه تسير وسط صديقتها حين تفزع من صوت النفير ليضحك الجميع ضحك طفلين معا.
وعلى هامش المشهد هناك بائعي الطبل والزمامير وغزل البنات والملانه والترمس فهم أصحاب مهن موسمية ترتبط بالأعياد.
المشهد لا يختلف كثيرا من مكان لآخر، مع اختلاف الأماكن الجغرافية على الساحل، أو على حمامات السباحة، أو على هويس البلدة الريفية، فشم النسيم عيد مصري 100% يضم نسيج المجتمع بالكامل، ولن يفرقه الإرهاب أو غيره.