الأزهر والأوقاف.. ومشايخ الدم
الخميس، 13 أبريل 2017 05:31 ص
من هنا ينبت الإرهاب.. من داخل زوايا القرى والنجوع والحواري.. من داخل المساجد التي يسيطر عليها السلفيون والإخوان.. من أعلى المنابر التي يحتلها مشايخ الدم والفتنة والتحريض، وسط حالة من الغياب التام لشيوخ وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، الذين شغلوا الرأي العام بحديث طويل وممل وباهت عن تجديد الخطاب، دون أن يقدموا خطة واضحة مفهومة شارحة، تاركين مشايخ الفتنة؛ أمثال يوسف القرضاوي وياسر برهامي ووجدي غنيم، يبثون سمومهم في كل بيت وحارة وشارع.. ينشرون فتاوى تحريضية يومية عن القتل والفتنة، تقابلها كلمات استهجان وشجب لهذه الفتاوى الشاذة التي تحصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا في بيئة غاب شيوخها وعلماؤها وتركوا الساحة لغيرهم.
تركوا مكانهم لمشايخ وصفهم الرسول الكريم منذ مئات السنين بالأئمة المضلين، وهو ما ورد في الحديث الذي رواه أبي ذر عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، حينما روى حديثا دار بينه وبين الرسول الكريم، وسأله: يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من المسيخ الدجال؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الأئمة المضلون».. كلمتان لخص بهما الرسول الكريم حال مشايخ الدم الذين ملأوا الدنيا بفتاوى شاذة وتحريضية على القتل وسفك الدماء.. مشايخ تركوا الدعوة وتفرغوا لعمليات التحريض على الكراهية والقتل.. مشايخ سيطروا على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر في غيبة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف التي تركت منابرها المختلفة لمجموعة من المعتوهين وتفرغ قيادات المؤسسات الدينية للحديث المتواصل عن تجديد الخطاب الديني منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن يقدموا مشروعا واحدا للمناقشة عن كيفية تجديد الخطاب الديني.
تركوا الشباب فريسة سهلة لفتاوى شاذة من ياسر برهامي والقرضاوي وغنيم، استطاعوا من خلالها سلب عقول الشباب، وتحويلهم إلى مجرد آلة تقوم بتنفيذ أغراضهم، فتحول الشباب إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة وفي أي مكان يرغب فيه مشايخ الدم.. يتم توجهيهم بسهولة غريبة بعد أن سيطروا عليهم بسحر غريب يمارسه مشايخ الدم، بعد أن وجدوا منابر المساجد يسيطر على بعضها مجموعة من السلفيين والإخوان الذين تفرغوا للسيطرة على عقول الشباب في غيبة من وزارة الأوقاف التي اكتفت بالاهتمام بالمساجد الكبرى في القاهرة، ووضعت عليها مشايخ لا يتحدثون إلا في أمور تافهة وسطحية وساذجة لا أعرف عن جهل أم عن عمد.. تركوا القضايا الجوهرية وموضوعات الشباب إلى الحديث عن دخول الحمام بالقدم اليمنى أم اليسرى.. وهل يلقي الرجل السلام على منزله إذا دخل المنزل ولم يجد أحدا.. متناسين الحديث عن القضية الجوهرية وهي الشباب وكيفية استغلال طاقاتهم وحمايتهم من مشايخ الدم وأفكارهم المسمومة التي يبثونها ليل نهار على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى بعض المنابر في القرى والنجوع.. أهملوا الحديث مع الشباب حول وسطية الإسلام وتحريم القتل.
أيها السادة الجالسون على كراسي وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.. انزلوا الشارع.. خاطبوا الشباب.. تحدثوا معهم ... حدثوهم عن الدين الإسلامي.. حدثوهم عن آيات القرآن الكريم التي ترفض القتل وسفك الدماء.. حدثوهم عن الآيات التي ذكرت الأقباط وأوصت بهم خيرا وأنهم أهل كتاب ويجب معاملتهم معاملة حسنة.. حدثوهم عن السيدة مريم العذراء البتول وكيف خصص الله سبحانه وتعالي سورة كاملة باسمها تعظيما لها.. فكيف نسمع لمن يصف الأقباط بالأعداء.. قدموا لهم أحاديث الرسول الكريم التي تكشف مشايخ الدم والضلال الذين اعتلوا منابر المساجد في الري والنجوع والزوايا.. لا تتركوها لياسر برهامي وأتباعه.. اكشفوا لهم خطط الجماعات الإرهابية والتمويل الذي يحصل عليه مشايخ الدم مقابل كل فثوي تحريضية بالقتل وكل عملية إرهابية.. اجعلوا منابر المساجد مكانا للمراجعات الفكرية.. اكشفوا لهم بالدليل مشايخ الدم والقتل، كما كشفهم الرسول منذ مئات السنين.. حاربوهم بالفكر.. حجتنا قوية وحججهم ضعيفة.. الحلول الأمنية لا غني عنها.
ما يفعله الجيش والشرطة فوق طاقة البشر.. لكن لا ينبغي أن يترك شيوخ الأزهر والأوقاف الساحة لرجال الجيش والشرطة وحدهم في معركة يمكن أن تنتهي في وقت أقل إذا تحركت المؤسسات الدينية معهم.. التكاتف مطلوب.. والتحرك ينبغي أن يكون سريعا يا شيوخ الأوقاف والأزهر.. اعتلوا منابر المساجد والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. خاطبوا الشباب فهم أمل مصر فلا تتركوهم فريسة سهلة لمشايخ الدم.