القتل بأمر الأسياد
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 10:59 صكتب - إسلام ناجى
«الأسياد أمرونى أقتل» كلمة ترددت على لسان أشخاص قدموا أحد ذويهم قربانًا لإرضاء الجان، فبرروا جرائمهم البشعة- التى يحركها الجشع والطمع أو اللإضطرابات النفسية فى الأساس- بالأنصياع للأسياد وتنفيذ طلباتهم خوفًا من غضبهم واتقاءً لشرورهم، وفى السطور التالية ترصد «صوت الأمة» أبرز وقائع بذل دماء الأقرباء تقرباً للشيطان.
أوهم أحد الدجالين «سمير» بوجود كنز فرعونى تحت منزله الصغير، وحثه على التنقيب عنه بمساعدة الجان، فوافق على عرضه من فوره إلا إنه لم يجد شيء، ومرت أشهر دون فائدة، وعندما اتهمه بالنصب وأراد استرجاع أمواله حرضه على التضحية بدماء أحد أقاربه لإرضاء الأسياد وفك السحر، وبالفعل استدرج «سمير» شقيقته الصغرى إلى منزله، وقتلها.
لم يكتف «سمير» بذبح أخته، بل قطعها بمعاونة زوجته وأبنائه، ووزع أشلاءها على عدد من الأكياس البلاستيكية تمهيدًا لوضعها فى الأماكن التى حددها الجان، ففصل اليدين فى كيس وحدهما، وكذلك فعل مع الصدر والبطن والقدمين، وألقت الزوجة بعض الأكياس فى ترعة الفرايحة أمام المنزل فى سرياقوس بالقليوبية، بينما رمى «سمير» باقى الجسد بين الزراعات.
جنية صغيرة
توفت والدة «فرح» عقب وضعها بأيام قليلة، فقرر الأب السفر إلى كفر الشيخ ليربى طفلته بين أشقائه ووالدته، ولم تمر بضعة أشهر حتى بدأت الاضطرابات النفسية تظهر عليه، وحاول إلقاء نجلته من الشرفة لولا ابنة شقيقه أوقفته، فصممت والدته على إرسال حفيدتها لعمتها بـ «قلين» خوفاً عليها من وساوس أبيها، وفى يوم قطع 50 كيلو ماشياً على الأقدام ليرى صغيرته ويلعب معها.
قبل عودة «محمد» إلى المنزل، توسل إلى شقيقته حتى يأخذ «فرح» معه، لكنها أبت، فتدخل زوجها وأعطاه الطفلة، وحال سيره بجوار شريط القطار عاودته الوساوس مرة أخرى، وسمع صوتًا فى أذنيه يردد أن نجلته جنية، فقذفها على الأرض ثم دهسها بقدمه، ثم رفعها عن الأرض وكشفت ظهرها فلم ير أثرًا لارتطامها، وأمره الصوت بالتخلص منها، فوضعها على القضبان الحديدية، وشاهدها تدهس.
برهان الولاء
برهان الولاء
عاد المزارع من عمله، وجلس فى غرفته ينتظر انتهاء والدته من إعداد الطعام، عندما سمع صوت الأسياد يتسلل إلى أذنيه، ويطالبه بتهشيم رأسها وتقديمها قربانًا، كبرهان منه على ولائه لهم، فاستل فأسه، ودخل على أمه المطبخ، وانهال عليها بالضرب حتى تخضبت يداه بدماء أمه التى سقطت تحت قدميه مفارقة الحياة، وإلى جوارها طبق مكرونة قد أعدته له.
خرج المزارع إلى الشارع، يمسك فى يديه فأسًا ملطخًا بالدماء، ويلوح بها للجيران مرددًا «قتلت أمى.. قتلتها»، بالإضافة إلى بعض العبارات الأخرى غير المفهومة التى وجهها إلى شخص يقف إلى جانبه ولا يراه غيره، وعلى الفور بلغ أحد المارة ضباط قسم شرطة منشأة القناطر بالقليوبية، وبالإنتقال إلى محل الواقعة، تمكنوا من إلقاء القبض عليه، وعرضه على النيابة العامة.
القرين القاتل
عُرف عن «محمد» بعض الأفعال الغريبة، إلا أن قتل والدته بدون تمهيد مسبق كان الأغرب على الإطلاق، فالحداد البسيط حاول إيذاء نجلته مرات عدة، فقص شعرها قبل حرقه تنفيذًا لأوامر قرينه كما يزعم، وشوه بشرتها الناعمة بالماء المغلى، والملاعق الساخنة، فضلاً عن ترديد بعض الكلمات الغريبة، وتناول اللحم النىء، وغيرها من التصرفات غير السوية.
وذات يوم جلس «محمد» برفقة والدته وابنته لمتابعة الدراما التليفزيونية فى منزلهم بالسويس، وما هى إلا دقائق قليلة حتى هب واقفًا يصيح بكلمات غريبة قبل أن ينقض على أمه، ليبرحها ضربًا على مرأى ومسمع من صغيرته، ولما حاولت الجدة الدفاع عن نفسها، لف يديه حول عنقها وأحكم إغلاقها حتى فارقت الحياة، فخرجت الطفلة إلى الشارع تستنجد بالناس، وبضبطه، ألقى اللوم على قرينه.