«صوت الأمة» يرصد أعظم الأمهات اللاتي يعملن في مهن شاقة
الثلاثاء، 21 مارس 2017 10:41 صأمل عبد المنعم - مصطفى مكي
«الجميلات هن الكادحات» هذا أكثر وصف يليق بعدد من الأمهات اللاتي ضحين بأنوثتهن في سبيل «لقمة العيش» وتوفير حياة كريمة لأفراد أسرهن، حيث قام «صوت الأمة» برصد عدد من السيدات يعملن في مهن شاقة تتعارض مع كونهن «الجنس الناعم»، ولكن قدمن نموذجًا مشرفًا في هذه المهن لعل من بينها.
«أم باسم» 64 عامًا هى سنوات عمرها الذي قضته أشهر سباكة في القلعة وسوق السلاح، في العمل الذي لم يتوقف منذ وفاة والدها لتتولى مسؤولية أخواتها، وحتى تعلمت صنعة السباكة بعد انفصالها عن زوجها منذ 14 عامًا، تركها مطلقة بدون مصدر دخل، فقررت أن تخلق لنفسها عملًا وتتعلم صنعة، لم تبال بالنظرات المندهشة من طلبها الالتحاق بدورة "السباكة"، ولم تعبأ بتعليقات الجميع على سيدة ستينية تخرج يوميًّا حاملة العدة ومتوجهة إلى «حمامات» المنازل لإصلاحها، ولم توقفها محاولات السخرية أحيانا والمنافسة أحيانًا أخرى من افتتاح ورشتها الخاصة واحتراف الصنعة التى احتلت فيها «أم باسم» منزلة «البريمو» على مدار السنوات.
تفتخر أم باسم بصنعتها التي تعتبرها الوسيلة التي نالت بها حرية الإنفاق على نفسها، ولم تعتبرها يومًا عملًا تخجل منه، بل على العكس هى المهنة التى اكسبتها شهرة "أشطر سباكين القلعة" وجعلتها مثل النار على علم فى سوق السلاح.
شاركت "هند وجيه" أول فتاة مصرية في الحراسات الخاصة، حيث شاركت فى تأمين حفلات وتأمين ممثلين لإثبات أن المرأة قادرة على تقديم الكثير، وأسعى لتغيير فكرة المجتمع وتعبت كثيرًا كي أصل إلى ما وصلت إليه الآن.. وقادرة على تأمين الرجال".
قائمة السيدات اللاتي يعلمن في مهن صعبة طويلة، من بينهن «لقاء مصطفي الخولي» أول فتاة تعمل ميكانيكي سيارات بالصعيد، التي تحدت عادات وتقاليد المنطقة التي ولدت وتربت بها وهي مركز إسنا محافظة الاقصر ولم تفكر في القيود الاجتماعية التي من الممكن أن تحرمها من حبها للعمل في الميكانيكا وقررت مساعدة والدها وأن تعمل معه في ورشته, تلك الحرفة التي تعشقها منذ الصغر.
شربت المهنة من والدها وأصبح لديها زبائن يأتون إليها خصيصا من كل أنحاء الصعيد لثقتهم في شغلها.
بدأت علاقة «لقاء» مع الميكانيكا منذ الصغر عندما كان يصطحبها والدها «مصطفي الخولي» إلى ورشته الصغيرة لتصليح السيارات بمركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر.
وحصلت على شهادة الدبلوم الثانوي التجاري التي حصلت عليها إلى جانب عملها مع أبيها.
عندما بدأت في العمل مع والدها في الورشة استهجن الأمر العديد من أهالي المنطقة، ولكن سرعان ما تبدل رأيهم وأصبحوا من زبائنها المخلصين بعدما أصلحت سياراتهم ليروا أنها موهوبة فيما تفعله.
لم تكتف لقاء بما تعلمته من أبيها، ولكنها قرأت العديد من الكتب وتصفحت العديد من المواقع الإلكترونية عن ميكانيكا السيارات، وتحلم أن تمتلك في يوم من الأيام أكبر ورشة لتصليح السيارات بالأقصر.
ويتطلب منها العمل أن تسهر أحيانا في الورشة لتنجز مهامها، وتعود لقاء إلى منزل الأسرة في ساعات الليل المتأخرة كثيرا، وعلى الرغم من ذلك تحرص لقاء حين عودتها إلى منزلها أن تستبدل الشحم بالمكياج ورائحة البنزين برائحة البارفان.
كما تشارك لقاء غرفتها مع أختها و تحب لقاء أن تقضي أوقات فراغها علي جهاز الكمبيوتر تملك حساب علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كما تحب أن تلعب بعض الألعاب التي حمّلتها خصيصا على جهازها ولكن استخدامها الأساسي هو تطوير قدراتها وعلمها بميكانيكا السيارات.
وتحرص لقاء أيضا على مساعدة والدتها في أعمال المنزل دوما، وتحاول أن تذهب إلي المنزل قبل والدها لتحضر له العشاء.
ولقاء هي الابنة الصغري ولديها أختان تدرسان في المرحلة الجامعية بينما تساعد هي والدها في الورشة، الذي أعطاها مساحة لتنمية موهبة أحبتها منذ الصغر فـ«كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر» هكذا تؤمن «لقاء» ويؤكد والدها على كلامها.
هند وجيه إحدى السيدات اللاتي ينطبق عليهن هذا، حيث إنها تعلمت التعامل مع السلاح بشكل آمن، وكيفية سرعة رد الفعل وقوة الملاحظة، وتأمين المكان بطريقة سلسة من خلال فريق مدرب بالكامل وأعربت عن أملها المشاركة في أفلام الأكشن.
وعن نظرة المجتمع لها قالت: «المجتمع يعتقد أن هذه الألعاب تؤثر على جمال الجسم.. لازم البنت تقتل غريزة الخوف وتكون على ثقة بنفسها ويكون لديها رد فعل.. أنا جوايا أنثى ولا يعنى عملي بالحراسات أنني متوحشة».
نجلاء سامي، إحدى الأمهات وأول نقيبة لأصحاب التكاتك في مصر، على اعتراف الدولة رسميا بنقابتها الخاصة بأصحاب التكاتك والموتوسيكلات والتروسيكلات، وقيام محافظة الجيزة بتسليمها قطعة أرض في منطقة أرض اللواء لتولي مسؤولية تنظيم التكاتك بها.
وأبدت نجلاء سعادتها البالغة بهذا الاعتراف من الدولة، وهذا الإقبال الكبير من أصحاب التكاتك للانضمام إلى النقابة لتسهيل عملهم وتأكيد حسن نواياهم ورغبتهم الصادقة في العمل تحت طائلة القانون.
وعن أول المشاريع التي وضعتها النقابة على رأس أولوياتها في الفترة المقبلة، أوضحت نقيبة أصحاب التكاتك في تصريحاتها الخاصة لـ«صوت الأمة» أنها وضعت مشروعا بالتعاون مع كريم الخطيب المستشار القانوني للنقابة للقضاء على جرائم التكاتك التي انتشرت في مصر مؤخرا، وذلك من خلال عدة إجراءات أبرزها عمل بطاقة تعارف لصاحب التوكتوك وسائقه بصورهم الشخصية ووضعهم داخل التوكتوك كي يقرأها كل الراكبين، ويعرفوا مع من يركبون.
هذا بجانب عمل ملف لكل توكتوك داخل النقابة للتأكد من حسن سير وسلوك سائقه، وبعد عام لن يحصل التوكتوك على اعتماد النقابة إلا في حال حصول صاحبه على شهادة محو الأمية، كما سيتم منع أي شخص لم يتجاوز عمره الـ18 عامًا من قيادة التوكتوك.
واختتمت نقيبة أصحاب التكاتك تصريحاتها مؤكدة أنها لم تعانِ أبدا من كونها سيدة في قيادة نقابة أصحاب التكاتك في مصر، مشددة على احترام الجميع لها وتقديرهم لكلمتها، ولذلك وعدت بثقة أن تنتهي جميع مشاكل التكاتك في مصر خلال الفترة المقبلة.