حق الست مهدور دايما.. حتى عيد الأم أتحول لبيزنس استهلاكى ورشاوى للمدرسات
الثلاثاء، 21 مارس 2017 12:00 ص
ومثلما اختزل دور المرأة فى كثير من الأشياء وفقدت معها حقوقها، أصبح عيد الأم يوم استهلاكى يستخف بدورها، فبدلا من أن يكون يوم نعبر فيه عن مشاعرنا، انقلب الهرم وأصبح أهم ما فيه هو المادة والعرض والطلب في السلع المهداه إليها ، ودور الميديا والدعاية والأفلام أهم بكثير من الأم، أما هي فلا ترغب سوي الابتسامة الصادقة والحضن الدافئ الذي يحمل الاعتراف بالجميل يعوضها عن نسيانها على مدار السنة.
منذ بداية الشهر تشهد الشوارع حركة مستمرة بالمحال التجارية من أجل عيد الأم، الهواتف المحمولة لا تخلو ولا تهدأ من رسائل التخفيضات والمميزات لهذه السلعة أو تلك، إعلانات وضعت على المحال تقدم أقل الأسعار من نظارات وأدوات المطبخ، والأجهزة الكهربائية، وفضة وذهب وكل ما يلزم الأسرة ، ومحلات الزهور تستعد وتمتلئ بكل الأنواع والألوان، ومحلات الحلويات بدأت بمضاعفة الإنتاج، كل ذلك من أجل عيد الأم، لتصبح هناك حالة من " تسليع المشاعر" يقوم بها المجتمع الاستهلاكى التى أخرجت ذلك اليوم عن معناه الحقيقى.
أصل فكرة عيد الأم:
أصل تلك الفكرة تعود إلى الصحفى الراحل على أمين، حينما قام بطرح فكرة يوم للاحتفال بعيد الأم، لتذهب له إحدى الأمهات تحكى معاناتها التى عاشتها بعد موت زوجها وكيف تحملت وكرست حياتها من أجل أبنائها حتى تخرجوا من الجامعة، واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها، فكتب مقالة يقترح تخصيص يوم يكون بمثابة رد لجميل الأم التى تتحمل الكثير منذ لحظة حملها وحتى تقابل روحها الخالق، ليكون يوم يتذكر فيه الأبناء أمهاتهم، والرجال أزواجهم، وتقدم الهدايا كرمز وتعبير عن صدق المشاعر، لكن مع الوقت أصبحت الهدايا هى الأساس الذى يبروز المشاعر الزائفة، فلا تجد اليوم من يتحدث عن تشديد القيود على الزواج الثانى احتراما لدور الأم الذى سرعان ما يصفها زوجها بالجماد بسبب انشغالها فى تربية الأبناء، ولا من يردع جحود الأبناء وغير ذلك.
عبء الهدايا على الأطفال، وأهم حاجة هدية الميس:
ولم تقف هدايا عيد الأم عند هذا الحد، بل أصبحت ضرورة على الأطفال أيضا، فمع اقتراب ذلك اليوم تفتح حصالات الأطفال ليقسم نصف للأم وآخر للمدرسات وكذلك الخالة والعمة والجدة، لينفذ ما بها من نقود ويكمل الأب باقى المبلغ، حيث إن ماكينات الصرف تكون على موعد مع رؤية كل كروت السحب فى ذلك اليوم، وعن هدايا المدرسات فقد تحولت من أشياء رمزية تعكس وفاء الطلاب، إلى رشاوى مقنعة، فلم تعد وردة بسيطة تعبر عن معنى وقيمة بل أصبحت طقم كاسات وتحف وأشياء تحمل مغالاة مادية، لتخرج بعض المدرسات تتفاخر بما حصلت عليه من غنيمة جراء ذلك اليوم.
هدية الحماة:
ويأتى الشخص الأهم فى ذلك اليوم، وهو الحماة، التى يجب أن تحصل على أغلى وأثمن الهدايا، حتى لا تخرج طاقات غضبها فى الزوجين، فعلى الرجل شراء ما يرضى حماته وكذلك الزوجة، وقد تطلب بعض الحموات الذهاب والشراء بنفسها.
اتبرع وفرح أمك:
ومع اقتراب ذلك اليوم تتكرر إعلانات التبرع على شاشات التليفزيون، تدعو الأبناء للتبرع لمستشفيات أو للغارمات لتصبح صدقة جارية تصل إلى روحها، وهو نوع من تحويل اليوم عن مساره بطريقة تمتزج بالدعاية الدينية.