خلافاتهم أفشلت بورصة برلين .. وزارة السياحة تجهض محاولات الرئاسة لإنعاش الحركة السياحية
الأحد، 19 مارس 2017 09:20 مكتب - محمد زكريا
بات مؤكدا أن البعد السياسي بين الدول خلال السنوات الأخيرة يلعب دورا محوريا في ملف السياحة، بل يعد ورقة ضغط قوية تستخدم في شن حرب اقتصادية غير معلنة لتركيع لإخضاع الدول لسياسة الدول الأخرى، الأمر الذي يؤثر بصورة سلبية أو إيجابية في حجم الحركة السياحية بين الدول وبعضها، بالرغم من حنكة مؤسسة الرئاسة وجهود وزارة الخارجية وإختيارهما توقيت مناسبا لزيارة المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إلى مصر التي لم تكن مصادفة، قبيل إنطلاق بورصة برلين الدولية الأخيرة.
ورغم تنظيم حفل عالمي بمنطقة الاهرامات وإلتقاط ميركل صور فوتوغرافيا أمامها بما يسهم في دعم السياحية المصرية عالميا، إلا أن الخبراء والمستثمرين السياحيين أكدوا أن وزارة السياحة لم تستغل تلك الزيارة بصورة مثالية ببورصة برلين بل أكدوا أن الخلاف الحاد بين القطاع السياحي الخاص ووزارة السياحة تصدر المشهد خلال بورصة برلين، حيث أنه لم يتم الترويج لهذه الزيارة بشكل إيجابي مستخدمين أساليب ترويج تقليدية ونمطية وغيرمجدية.
وأكدت نورا علي، رئيس إتحاد الغرف السياحية السابق ووكيل كبرى منظمي الرحلات بألمانيا، أن وزارة السياحة لم تستغل بشكل فعال زيارة ميركل لمصر خلال مشاركتها ببورصة برلين، مشيرة إلى أن تلك الزيارة تعد دعاية ترويجية للمقصد السياحي المصري ورسالة أمان قوية للسائح الألماني.
وأوضحت نورا، أنه كان من الأجدى أن تقوم وزارة السياحة بوضع شاشات عرض كبيرة داخل الجناح المصري، ويتم عرض فيلم وثائقي بشكل مستمر عن زيارة ميركل ببورصة برلين بحيث يشاهده جميع زائري الجناح المصري.
واضافت: يجب على وزارة السياحة اتخاذ بعض القرارات خلال الفترة المقبلة، التي ستساهم في زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة من ألمانيا لمصر.
من جانبه، أعرب علي عقدة، رئيس مجلس إدارة شركة «ميتينج بوينت» وكيل منظم الرحلات الالماني بمصر عن استيائه من المشاركة الضعيفة لوزارة السياحة ببورصة برلين، مؤكدا أن الجناح المصري شهد إقبالا ضعيفا من الزائرين مقارنة بالأجنحة الأوربية الأخرى المتواجدة داخل البورصة.
وأشار عقدة إلى أن وزارة السياحة لم تستغل توقيت زيارة ميركل لمصر قبل انطلاق بورصة برلين بأيام وكان يجب تسليط الضوء بصورة ايجابية وفعالة على تلك الزيارة من خلال نشر صور ميركل أمام الاهرامات فى المجلات والصحف المهنية بألمانيا.
وطالب عقدة، الحكومة بضرورة تأجيل قرار زيادة تأشيرة الدخول لمصر من 25 إلى 60 دولار والمزمع تطبيقة شهر يوليو المقبل، موضحا أن القرار كارثي لأن الحكومة لم تمنح الشركات التي تمتلك كتالوجات دعائية فرصة لتعديل أسعارها وبرامجها التي طبعت بالفعل عن الموسم الصيفي.
وتوقع عقدة أن الفترة المقبلة ستشهد إقبالا وطلبا متزايدا من المانيا ودول شرق أوروبا على مصر وذلك يرجع إلى المجهودات الفردية وتحركات المستثمرين السياحيين لتنشيط الحركة السياحية لمصر.
وأعلن أحد المستثمرين السياحيين المشاركين ببورصة برلين - رفض ذكر اسمه- أن الصراع والخلاف الحاد القائم بين وزارة السياحة والقطاع الخاص ظهر بصورة واضحة خلال انعقاد بورصة برلين، موضحا أن مصر الوحيدة من بين الدول المشاركة بالبورصة التي قامت بعقد 3 مؤتمرات صحفية للقطاع الخاص والحكومي، مشيرا إلى أن جمعية مستثمرين البحر الأحمر قامت بعقد مؤتمر صحفي بمشاركة وزير الطيران شريف فتحي ومحافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر ولم يحضره وزير السياحة يحيى راشد، ثم تم إنعقاد المؤتمر الصحفي الخاص بوزارة السياحة بحضور وزير السياحة ورئيس هيئة تنشيط السياحة ومحمد عبد الجبار المستشار السياحي لمصر بألمانيا والوفد الرسمي المرافق لوزير السياحة ولم يحضر المؤتمر وزير الطيران والمحافظين.
وأكد المستثمر أن الدولة تدفع ثمن هذا الخلاف بسبب عدم وجود اى تكاتف او تعاون بين الجانبين لتنشيط الحركة السياحية لمصر.
بينما أوضح محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر الأسبق بألمانيا، أن الحركة السياحية الألمانية شهدت نشاطا ملموسا خلال الأشهر الماضية بسبب استئناف رحلات الطيران الألماني لكافة المقاصد السياحية، الأقصر والغردقة وشرم الشيخ، بالإضافة إلى رفع القيود التي فرضتها السلطات الألمانية على شرم الشيخ.
وأكد حجازي أن زيارة ميركل الهامة لمصر تناولتها بإهتمام وسائل الاعلام الألمانية والدولية، مشيرا إلى أن مشهد وقوف ميركل بجانب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الأهرامات يعد أفضل دعاية للمقصد السياحي المصري.
وأوضح حجازي أن وزارة السياحة قامت بعقد لقاءات ومؤتمرات ناجحة خلال انعقاد بورصة برلين، مضيفا أن الترويج للمقاصد السياحية ملف مشترك بين القطاع السياحى الخاص والحكومي.