«القومي للترجمة» يصدر «الحجاب.. بين الحشمة والخصوصية والمقاومة»
الخميس، 16 مارس 2017 04:19 م
أصدر المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية لكتاب بعنوان «الحجاب.. بين الحشمة والخصوصية والمقاومة»، وهو من تأليف فدوى الجندي، ونقلته إلى اللغة العربية سهام عبد السلام.
يحمل الكتاب إهداءً خاصًا لكل النساء في صفحاته الأولى، يتناول القضية الشائكة مثار الجدل الدائم «الحجاب»، ولكنه لا يهاجمه أو يهاجم من تضعه، منطلقًا من ارتداء النساء للحجاب في سبعينيات القرن العشرين خوفًا من أهلهن وأشقائهن أو احترامًا لهم، ولكن سرعان ما اتسعت هذه الحركة واكتسبت قوة دفع وأشعلت شرارة جدل خلافي في الثقافة الإسلامية، كما أثارت ردود فعل لمن هم خارجها، ترواحت ما بين الحيرة والغضب، وارتفع صوت معلقي ومعلقات النسوية الغربية على وجه الخصوص بشجب الحجاب، الذي فسروه وفسرنه ارتجالاً على أنه مظهر ملموس للقهر الأبوي للنساء.
لكن معظم المراقبين والمراقبات الغربيات فشلوا في إدراك أن الكثير من النساء العربيات أخذن بالتحجب تأكيدًا للهوية الثقافية وتصريحًا ببيان نسوي عاصف علمًا بأن الحجاب له تاريخ طويل ومركب، حيث أنه لا يقتصر أمره في إزالة التهميش عن النساء في المجتمع، بل هو أيضًا يمثل تعبيرًا عن التحرر من إرث الاستعمار الكولونيالي، فالتحجب المعاصر باختصار كثيرًا ما يدور حول المقاومة.
وتعتمد المؤلفة في هذا الكتاب على عمل ميداني واسع النطاق، وعلى مصادر من الكتابات الأنثروبولوجية، والتاريخية، علاوة على مصادر إسلامية أصلية، وذلك ليتحدى الافتراض التبسيطي القائل أن الحجاب يعنى في معظم الأحوال بالاحتشام، وعزل النساء، والشرف والعار.
وكما تشير المؤلفة فإن هذه الدراسة ولدت من رحم عمل ميداني تم إجرائه على الحركة الإسلامية المعاصرة، وهي عبارة عن تحليل وإعادة تحليل لبيانات ضمنتها بحثًا مركبًا عن الإنثوغرافيا والتاريخ، النص القرآني، الحديث والتفسير، كما أن الدراسة ليست وصفًا إثنوغرافيًا للتحجب ولا دراسة لمجتمع محلى ترتدي نساؤه الحجاب، مع التركيز على النساء.
والمؤلفة هي الدكتورة فدوى الجندي، تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصلت على درجة الدكتوراه في الأنثربولوجي من جامعة تكساس بالولايات المتحدة في العام 1972، أستاذة علم الأنثربولوجي بجامعة قطر، ورئيسة قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب بنفس الجامعة، وعملت كأستاذ زائر بجامعة سوذرن بكاليفورنيا، ولها عدد كبير من الكتب والأبحاث.
أما مترجمة الكتاب، فهي سهام عبد السلام، طبيبة، باحثة أنثروبولوجية، مترجمة، ناقدة سينمائية، حصلت على الماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، من أهم أعمالها في الترجمة: «حين يكون الداء في الدواء»، «أنثربولوجيا الطعام والدواء»، «الأدب والنسوية»، و«صور ما بعد الكولونيالية».