طفل مريض يتغزل في طبيبته: «أحس بالفخر لأني في زمانك»
الأربعاء، 08 مارس 2017 05:55 مكتب- هيثم الشرقاوي
«أحس بالفخر والإنبهار وأشعر بسعادة لأني أعيش في زمانك.. وفي مجال عملك الذي هو إنساني قبل أن يكون مهني.. لو تكلمت عن الاسم والمعنى، فاسمك ملائكي دون غزل أو مجاملة».. كانت تلك الجملة الغزالية الأولى التي تقرأها الدكتورة نورا، في خطاب ورقي أرسل لها على مقر عملها بإحدى المستشفيات، من أحد الأطفال التي أشرفت على علاجه حتى الشفاء.
قبل بضعة ساعات من قراءة الخطاب، كانت الطبيبة تتجول بالمستشفى لتخفف الآلام عن المرضى، حتى أتاها من بعيد زميلًا يصطحب شخصًا بملابس رسمية، يحمل على كتفه حقيبة.. لحظات وكان أمامها وسمعت الطبيب صوت قائلًا: «الدكتورة نورا»، التفت في عجلة فإذ بها تجد «ساعيًا للبريد»، يعطيها خطابًا ورقيًا.. وبعد جولة من التهكم والمزاح التي تضمنت: «هو في زمن الإنترنت لسه حد بيبعت جوابات»، قررت الطبيبة الشابة أن تقرأ الخطاب في غرفة منعزلة.
كانت الجملة الأولى وما تحمله من غزل الدافع الأول إلى أن تغلق الطبيب «الجواب»، حتى رأت التوقيع في أخر الورقة على الجهة اليسرى، والذي جعلها تعود بالذاكرة مرة أخرى.. لم يكن اسم المريض هو الدافع الوحيد لعودتها لقراءة الرسالة، فما بين الكلمات التي تحمل الغزل والحب الذي نقله الطفل إليها وإحساسها بقيمة عملها، ظهرت الدوافع لديها لاستكمال الخطاب.
«أما الشخصية خلابة مثل ألوان الطيف إذا إنعكس الضوء على ذرات الماء المتهجر سنرى ألوان مختلفة مع الضوء واحد.. النار تولد حرارة وتخلف رماد، والنور يهدي إلى الطريق.. إذا اقترن الإنسان بالعلم أصبح له جاذبية تتمثل في الرقي الأخلاقي والتواضع السامي ليزداد رفعه بين الناس.. فأنت مصدر سرور وسعادة لكل من يتعامل أو يتعالج لديك»، كانت تلك الكمات كافية أن تعطي الطبيبة الشابة القدرة على المصابرة والجلد- على حد وصفها.
وتقول الدكتورة نورا طاهر، لا أجد ما أعبر به عن مدى سعادتي وخجلي في نفس الوقت، لافتة إلى أنها عندما قرأت الرسالة لم تتوقع أن يتغزل بها أحد يومًا بسبب عملها، مشيرًا إلى أن عمل الطبيب هو مداواة جراح المرضى وهو واجب، ولم تتخيل أن يتم تكريمها عليه بهذه الطريقة الرائعة- على حد وصفها.