تحركات أردوغان «المشبوهة» في أفريقيا قبل زيارة السيسي (تقرير)
الثلاثاء، 24 يناير 2017 06:16 ممحمود علي
يخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولة خارجية إلى القارة الإفريقية تشمل تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر، التي بدأت الأحد الماضي في تنزانيا وهي دولة تنتمي لمجموعة دول حوض النيل.
رافق أردوغان وفد من ممثلي رجال الأعمال الأتراك لبحث فرص الاستثمار في مجال الطاقة والتصدير والمنسوجات والبناء، بالإضافة إلى حث حكومة تنزانيا على غلق مدارس الداعية التركي المعارض فتح الله كولن، التي تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب على أردوغان في العام الماضي.
وتُشكّل القارة الإفريقية أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا في عدة مجالات، فبالإضافة إلى الملف الاقتصادي؛ تعيش أنقرة حالة من الرغبة في توسيع نفوذها السياسي لاسيما في إفريقيا مع قطع أي تواصل لحركة الخدمة في القارة السمراء، وتحقيق مصالحها الجيوسياسية وكسب مزيد من الدعم السياسي من هذه الدول الافريقية في المحافل الدولية، ولتضييق الخناق على الدول الإقليمية الأخرى، والتي تتصارع معها على حلم زعامة المنطقة كمصر وإيران وإسرائيل.
وتأتي هذه الجولة الإفريقية لأردوغان قبيل القمة الإفريقية التي تنعقد في أديس أبابا في الشهر الجاري ويحضرها زعماء ورؤساء افريقيا، ومن المقرر بحسب مصادر دبلوماسية مصرية أن يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس وفد مصر في هذه القمة.
ورأي خبراء أن هذه التحركات التركية لا تبتعد عن القمة الافريقية في أديس أبابا، فمن ناحية يريد أردوغان توصيل مواقفة السياسية في القمة الإفريقية من خلال الدول التي زارها، ومن ناحية أخري لتعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للقارة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، بحجم مساعدات تجاوز الـ 800 مليون دولار منذ العام 2012، حيث تستفاد أنقره من تلك المساعدات بإنشاء الجمعيات الخيرية التي تكون لها تأثير أيحابي على مصالحها السياسية.
بدوره أشار رئيس مجلس الأعمال التركي - التنزاني في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، آيتاج دينجر إلى أهمية تنزانيا بالنسبة لعالم الأعمال في تركيا كونها تتصدر دول افريقيا جنوب الصحراء من حيث جودة الأداء الاقتصادي، وقال دينغر إن تنزانيا، التي تشكل المحطة الأولى من جولة أردوغان، حققت خلال العشرة أعوام الأخيرة نموا بنسبة ستة في المئة، بدعم من قطاعات الإنشاء والمعادن والخدمات، فضلاً عن مكانتها المهمة عضواً في الاتحاد الجمركي شرق أفريقيا.
بدوره أشار رئيس مجلس الأعمال التركي - المدغشقري كير أوغلو إلى وجود العديد من الاستثمارات الفرنسية والكندية والصينية في مدغشقر، مبينًا أن الأخيرة تعد تحتاج بنية تحتية واستثمارات كبيرة جدًا.
أما رئيس مجلس الأعمال «التركي- الموزمبيقي» في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، إرهان بارود أوغلو، فقال إن بإمكان موزمبيق أن تتصدّر الدول المصدرة للغاز المسال عقب استخراج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الموجود في مياهها الإقليمية.
وعلى صعيد متصل كانت اهتمامات الإدارة التركية نحو القارة الأقريقية تعتمد بشكل ملحوظ على الدول المهمة ذو الثقل السياسي والديمغرافي والاقتصادي بالقارة، وعلى رأس هذه الدول كانت إثيوبيا، التي أصبحت واجهة للاستثمار الدولي في السنوات القليلة الماضية، التي لديها مشاريع على نهر النيل كـ«سد النهضة»؛ قد يضر بدولًا أخرى كـ «مصر والسودان».
يقول موقع ترك برس التركي إن أنقرة تسعى لفتح سفارات في 54 دولة أفريقية، ونقل الموقع عن أردوغان أن بلاده حصلت على صفة «مراقب» من قبل الاتحاد الأفريقي في ذلك العام، واكتسبت سياسة «الانفتاح على إفريقيا» التركية زخمًا جديدًا، وفي إطار هذه السياسة، زادت تركيا عدد سفاراتها في أفريقيا من 12 إلى 39 سفارة. مؤكدًا أن الهدف الرئيسي لهذه السياسة هو أن تكون أفريقيا القارة التي تملك العلاقات الأفضل مع تركيا.