خبراء عرب يدعون من عمان لصياغة رؤية شاملة للارتقاء بالعلاقات العربية الدولية

دعا الخبراء والباحثون العرب المشاركون في الندوة، التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن بعنوان "العلاقات العربية الدولية: الواقع والآفاق"، إلى صياغة رؤية ومبادرة واقعية وبعيون عربية للارتقاء بالعلاقات العربية الدولية، وتعزيز القوى العربية على المستويين الإقليمي والدولي، واستثمار الفرص وتوحيد الرؤى العربية حول قضاياها الذاتية والخارجية.

وأكد المشاركون بالندوة أن العلاقات العربية العربية تمر بحالة من التشويه والانقسام، بانتقالها إلى حروب أهلية وطائفية في العراق وسورية وليبيا، وهو ما انعكس على العلاقات العربية الدولية بشكل سلبي، وأتاح للقوى العالمية أن تتدخل في المنطقة مباشرة ومن خلال وكلائها لتزيد حالة الاقتتال العربي عنفًا ونزيفًا بحجج الطائفية والمذهبية ومحاربة الإرهاب.

وأشاروا إلى أنه لكي يكون للعرب دور مؤثر وفعال في تحولات السياسة العالمية لا بد من استثمار الفرص وتوحيد الرؤى العربية حول قضاياها الذاتية والخارجية، وقالوا إن الأمة العربية تمتلك من التراث الحضاري والديني والثقافي، ومن مقدرات الموارد المالية والبشرية، ما يجعلها أعظم أثرًا في تشكيل ملامح السياسة الدولية الراهنة ومستقبل العالم، إذا استطاعت أن تجمع كلمتها وتوحد موقفها وتتوافق على رؤية جامعة تحدد أهدافها ومصالحها الجمعيةإقامة كما دعا المشاركون الى علاقات متوازنة بين كل من العرب والأوروبيين تأخذ في حساباتها مصالح واحتياجات الطرفين وكذا فى العلاقات العربية الافريقية، محذرين من التحول في العلاقات الإفريقية مع إسرائيل التي تسعى إلى استعادة مقعد المراقب في الاتحاد الإفريقي بالاضافة الى الاهتمام بالعلاقات العربية مع كل من الصين واليابان.

ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تكثيف الدول العربية لجهودها الرامية لتطوير العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية خلال المرحلة الراهنة التي تبدو أكثر إلحاحًا من أجل التقليل من التأثيرات السلبية التي يُمكِن أن تحدثها التغيرات السياسية الراهنة في أمريكا اللاتينية على العلاقات مع الدول العربية.. كما دعوا إلى الدخول في شراكات مع التحالفات والمنتديات التي تنخرط فيها بعض الدول اللاتينية المؤثرة وبخاصة البرازيل في إطار مجموعة البريكس والإبسا.

وناقشت الندوة التي استضافتها العاصمة عمان على مدى يومين وشارك فيها نحو 80 شخصية من الأردن، مصر، لبنان، السودان، المغرب، الجزائر، العراق وبريطانيا، 12 بحثًا علميًا متخصصًا، توزعت على أربع جلسات، سعت من خلالها إلى تقييم الموقع والدور الذي يحتله العالم العربي على خريطة العلاقات الدولية، واكتشاف اتجاهات التطوير اللازمة في العلاقات العربية العربية لزيادة الدور العربي الدولي وتطويره، ورسم السيناريوهات المستقبلية للعلاقات العربية الدولية، ومحاولة تقديم رؤى مشتركة لصياغة سياسة خارجية عربية تخدم القضايا الكبرى.

من جانبه، أكد بيان العمري المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط الأردن أن توصيات وخلاصات الندوة سترفع للقيادات العربية الرسمية والشعبية جميعًا، واستثمار إنعقاد القمة العربية القادمة في الأردن لتبني وتفعيل بعض هذه التوصيات.