ملتقى المحروسة الأدبي بالكويت يناقش كتاب «الطفل والشاعر والحجر»

الأحد، 28 أغسطس 2016 01:11 م
ملتقى المحروسة الأدبي بالكويت يناقش كتاب «الطفل والشاعر والحجر»

أقام ملتقي المحروسة الأدبي بالكويت ندوة لمناقشة كتاب " الطفل والشاعر والحجر " للشاعر فتحي عبد السميع والذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب أخيراً، عقدت الندوة في مكتبة الكويت الوطنية وقدم فيها الشاعران محمد توفيق ونادي حافظ دراستين نقديتين، فيما قدم الشاعر أشرف ناجي شهادة حول تجربة الشاعر المُحتفى به، وعرّج الشاعر عبد الله صبري في كلمة له على قيمة الشعر في الحياة ودوره في غسل الأرواح بماء المحبة والتسامح والانفتاح على الآخر.
أدارت الأمسية الإعلامية زينب أبو سيدو مؤكدةً أن الإبداع جسر تواصل بين الإنسانية، وجامع لقلوب الناس على ابتعاد أجسادهم.
وقالت أبو سيدو: إن الاحتفاء بكتاب الشاعر المصري فتحي عبد السميع يفتح أمامنا أفقاً رحباً على تجربة شعرية ثرية، فضلاً عن تسليط الضوء على رؤية شاعر حقيقي للحياة عموماً بكل تفاصيلها وأتراحها وأفراحها وآلام البشر وآمالهم .
ومن جانبه قدم الشاعرالمصري محمد توفيق قراءة في الكتاب بعنوان " سيرة ذاتية تجلد أعداء الشعر" متسائلاً: الشاعر هل هو هذا الكائن المسكين الذي يبدو أنه يصارع طواحين الهواء بقصائده التي ربما لا يسمعها أو يقرأها سوى ثلة من متابعيه أو محبيه أو رفاق حياته.. أم هو القويُّ العارف بأسرار القول وبلاغة المنطق الشعري الصائد للمعاني النابعة من قلب وعى وعقل اتقد وروح تسامت وصفت وغرَّبت في دروب الكون ودهاليز الوجود فاغترفت منه سحراً بديعاً يكشف أستار النفوس ويفتح مغاليق الأرواح ويخلد في ذاكرة الأزمان؟
وأضاف توفيق أن الكتاب عصي على التصنيف .. ففيما يبدو منتمياً لأدب السيرة الذاتية .. يأخذ منحى الشهادات التي تبدو مترابطة ظاهرياً لكنها منفصلة جوهرياً .. فالكاتب تحول إلى مُنَظِّر لذاته .. سارداً لتجربته الذاتية ورؤيته للشعر أحياناً .. وفي أحايين أخرى .
واختتم محمد توفيق دراسته بالقول: إذا كان فتحي أخفق أحيانأً في الإقناع بالحجة المدللة على أن الشعر يتسيد بمفرده بقية الفنون رسالة ووعياً بقيم الجمال، إلا أنه نجح في توصيل إيمانه المطلق بالقصيدة وقدرتها على هزيمة وجوه القبح، والتحليق بالأرواح إلى عالم أبهى وأرق، بيد أن نسي أو تغافل عن القول: إن الكثير من عيون الشعر العربي على وجه التحديد كانت وعاء لفكرة تعادي الإنسانية وتنحاز إلى قوى الشر والخراب.
وفي ذات السياق قدم الشاعر المصري نادي حافظ ورقته النقدية التي حملت عنوان " فتحي عبد السميع .. سيرة الشعر من سيرة الشاعر"، وقال إن الشاعر فتحي عبد السميع، في كتابه "الشاعر والطفل والحجر" تتبع الشعر، كما يتتبع صياد غزالته، يترصده أينما انزوى، ويتقمصه متى لمع وارتعش .
وأضاف حافظ رغم أن الكتاب مجموعة من الشهادات والتأملات الشخصية في الشعر، ويمكن اعتبارها أفكارا ذاتية، غير مسنودة بأسانيد علمية، إلا أنها شهادات تتميز بالحيوية والجدة، لأنها تشتبك مع الواقع اشتباكا عنيفا، ينتهي غالبا بسقوط العديد من الجثث، لقصائد شعرية كاذبة.
وأشار الى أن قضايا كثيرة، طرحها فتحي عبد السميع بين دفتي كتابه، منها مثلا ما يدور منذ فترة، عن انقراض الشعر، لكن فتحي يدافع عن ذلك مؤكدا أن الشعر أمر غريزي في الإنسان، يشبه ابتسامتنا، عندما نشعر بالمسرة، فالابتسامة سلوك غريزي لا نتعلمه، لكنها تتداخل مع الثقافة، وكذا الشعر، فالشعر ابن الفطرة والإحساس والتجربة، والقصيدة بنت الحلم، لذلك يربط فتحي بين الشعر والحلم والثورة، فالشاعر كائن حالم بالثورة على كل راكد ونمطي، وما أن تتحقق الثورة، وترسخ مظاهرها، حتى يبدأ الشاعر في الحلم بثورة جديدة، على ما رسخ. إنه قدر الشاعر، ليس باعتباره وزير إعلام القبيلة، ولا باعتباره قائدا وطنيا قوميا، ولكن باعتباره إنسانا، إنسانا فقط، يحلم بما يسعد الإنسان، وبما يغير حياته إلى الأفضل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة