أكدت الإعلامية لميس الحديدي أن الشغل الشاغل للناس الآن هو كيفية التعامل مع تصريحات ترامب وكيفية مواجهتها، وتابعت: "ناس كثيرة في مصر قلقة، والسؤال الذي نواجهه هو: هل سنحارب؟ وما الضغوط التي قد تُمارَس علينا حتى نقبل عرض ترامب؟ وهل من الممكن أن نغيّر مواقفنا تحت وطأة هذه الضغوط؟".
وأضافت خلال برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة ON: "في حقيقة الأمر، هذه هي الحالة التي يريدها الرئيس ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهي أن نصاب بالهلع والخوف، مع رفع سقف التفاوض إلى آفاق غير متوقعة، فنكون مستعدين للتنازل تحت التلويح الدائم إما بالعقوبات أو بالمساعدات، حتى إذا جلسنا معه على طاولة المفاوضات نقبل بالحد الأدنى مما كنا نريد".
وأشارت إلى أن طريقة ترامب معروفة لدى رجال الأعمال في المفاوضات، ويدركها رجال الأعمال في مصر وفي كافة دول العالم، قائلة: "هذه طريقة تفاوض أي رجل أعمال في أي مكان في العالم، وهي طريقة معروفة؛ حيث يتم رفع السعر حتى أصل إلى السعر الذي أريده، فتكون قد تنازلت أنت عن طلباتك".
وتابعت: "منذ وصول ترامب إلى الحكم وهو يستخدم هذه الطريقة في تطبيق قرارات تنفيذية داخليًا ودوليًا، عبر الظهور الدائم وهو ممسك بالقلم، وكأنه يتخذ قرارات حاسمة، بهدف إصابة العالم كله بالهلع والفزع، ونجح في ذلك إلى حد كبير".
وشددت على أنه على أرض الواقع، لم يتحقق شيء، قائلة: "لكن على الأرض، لا شيء حدث، ولم يصل إلى أي شيء سوى خروج واشنطن من عدد من المنظمات الدولية، وهذا ما تم تفعيله بالفعل، أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فترامب يتعمد أن يكون المواطن العربي أو المسؤول العربي في حالة رد فعل طوال الوقت، متسائلة: هل نلحق بالرد على التهجير أم توسيع مساحة إسرائيل أم صفقة ريفييرا الخاصة بشواطئ غزة؟ أو أن أمريكا ستستولي على غزة؟ أو إرسال قوات إلى غزة؟".
وأضافت: "كل لحظة ننام ونستيقظ لنجد تصريحات جديدة تصيبنا جميعًا بالفزع، ولا نعلم على أي منها نرد، صحيح أن بعض التصريحات شهدت تراجعًا من قبل ترامب أو إدارته، لكن يبقى الهدف من هذا العبث هو إصابتنا جميعًا بالهلع، ومن ناحية أخرى، ترسيخ فكرة التهجير وتغيير الحد الأدنى من التفكير، بحيث يتحول التفاوض من إقامة الدولة الفلسطينية وحدودها إلى جعل فكرة التهجير خيارًا مطروحًا للنقاش".
واستطردت: "نحن جميعًا نقع في فخ هذا التفكير، وهو نوع من الابتزاز الذي يبعدنا عن جوهر القضية والهدف الرئيسي، وهو إقامة الدولة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة".
وشددت قائلة: "رغم كل ذلك، هذا لا يعني أن نتعامل مع هذه الأمور بتهاون أو تفاهة، بل على العكس، علينا أن نأخذ كل هذه الطروحات، سواء العبثية أو غير العبثية، بجدية، ونواجهها ونطرح بدائل، خاصة أن إسرائيل على الأرض تُمارس القوة الغاشمة مستغلة الضوء الأخضر الممنوح لها من قبل ترامب، في محاولة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، ونرى ما يحدث في المخيمات، مثل جنين وغيرها، بالإضافة إلى تماديها في عرقلة شحنات المساعدات والتلويح المستمر بالمزيد من الضغوط".