ريو 2016- قدم: نيمار ينجح في تحقيق ما عجز عنه أسلافه وينسي البرازيليين معاناتهم

الأحد، 21 أغسطس 2016 07:27 ص
ريو 2016- قدم: نيمار ينجح في تحقيق ما عجز عنه أسلافه وينسي البرازيليين معاناتهم

لم يكن يوم السبت عاديا بالنسبة للبرازيل لان البلد المضيف نسي وقبل يوم من انتهاء العابه الاولمبية جميع مشاكله الاقتصادية والسياسية والامنية وحتى الفشل الرياضي الذي اختبره من ناحية النتائج والميداليات، وذلك بعد ان توج باللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائه اي ذهبية مسابقة كرة القدم.

واستعد البرازيليون لاستضافة الالعاب بالمظاهرات والاضرابات والمشاكل السياسية التي آلت الى اقصاء رئيسة البلاد ديلما روسيف واستبدالها وان لفترة انتقالية بغريمها ونائبها ميشال تامر، ثم ازداد غضبهم بسبب فشل رياضييهم في الارتقاء الى مستوى الطموحات خصوصا ان البلد الذي يعاني اقتصاديا انفق اموالا طائلة من اجل استضافة الحدث.

لكن نهاية الالعاب حملت معها فرحة كبيرة لهذا البلد الذي احتضن الالعاب الاولمبية الاولى في اميركا الجنوبية لان نيمار قاده اخيرا الى تحقيق الحلم الاولمبي واحراز الذهبية التي كانت تفتقدها خزائن "سيليساو".

ونجح نيمار في اختباره الاولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار اخرون مثل فافا ودونغا وبيبيتو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو والكسندر باتو، وقاد "سيليساو" الى المجد الاولمبي الذي طال انتظاره.

وكان نيمار البطل في المباراة النهائية بتسجيله هدف التقدم امام المانيا من ركلة حرة رائعة ثم الركلة الترجيحية الحاسمة التي اهدت بلاده الذهبية.

وجاء التتويج الاولمبي بنكهة خاصة اذ ان المباراة اقيمت على ملعب "ماراكانا" الاسطوري الذي عاد بالزمن الى عام 1950 عندما اعتقد البرازيليون ان لقبهم العالمي الاول في "الجيب" لكن الجمهور الذي بلغ عدده حينها 199854 متفرجا مني بخيبة كبيرة بعدما خسر "سيليساو" مباراة لقب "موندياله" امام جاره اللدود المنتخب الاوروغوياني 1-2 في مباراة كان خلالها صاحب الارض البادىء بالتسجيل.

وما زال البرازيليون يتحسرون على ذلك النهائي حتى الان رغم انهم عوضوا تلك الخيبة باحرازهم الكأس الغالية 5 مرات منذ حينها.

- نيمار يرد على منتقديه -

وسنحت امام البرازيل فرصة التعويض على جمهورها عندما استضافت مونديال 2014 على ارضها للمرة الثانية الا ان الخيبة تجددت بالخسارة التاريخية المذلة امام الغريم التقليدي المنتخب الالماني 1-7 في نصف النهائي ثم اكتملت المذلة بخسارة مباراة المركز الثالث امام هولندا بثلاثية نظيفة.

لكن نيمار ورفاقه في فريق المدرب روجيريو ميكال عوضوا على ابناء بلدهم الذين يتنفسون كرة القدم وكانوا ينتظرون هذه اللحظة طويلا حتى وان لم تكن كرة القدم من المسابقات "المهمة" في العالم الاولمبي.

واصبحت البرازيل اول بلد مضيف يتوج باللقب الاولمبي منذ 1992 حين فازت اسبانيا في اولمبياد برشلونة، كما اصبحت ثالث بلد يضم اللقب الاولمبي الى القاب كأس العالم وكأس القارات والبطولة القارية (كوبا اميركا او كأس اوروبا) بعد الارجنتين وفرنسا.

"انها احد افضل الامور التي حصلت في حياتي. هذا هو الامر. على كل من انتقدني ان يبتلع لسانه"، هذا ما قاله نيمار الذي تعرض للكثير من الانتقادات بعد المباراتين الاوليين من الالعاب ضد جنوب افريقيا والعراق (صفر-صفر) لانه لم يقدم شيئا يذكر ما دفع الجمهور الى الغناء في الملعب خلال المباراتين: "مرتا افضل من نيمار" في اشارة الى قائدة منتخب السيدات الذي خرج من نصف النهائي وفشل حتى في الحصول على البرونزية.

وانتظر نيمار حتى الدور ربع النهائي ليقول كلمته ضد كولومبيا (2-صفر)، المنتخب الذي حرمه من مواصلة المشوار مع بلاده في مونديال 2014 بسبب اصابته في ظهره خلال مباراة الطرفين في ربع النهائي، ثم تسبب بحرمانه من اكمال المشوار في كوبا اميركا 2015 بعد طرده امامه في الدور الاول.

- "الرب اعطى نيمار فرصة ثانية" -

واكتملت استفاقة نيمار في نصف النهائي بتسجيله ثنائية ضد هندوراس (6-صفر) قبل ان يقول كلمته الكبرى في نهائي التتويج ضد الالمان الذي اذلوا بلاده قبل عامين في "مونديالها".

يؤكد ميكال "انه زمن مختلف مع لاعبين مختلفين واعمار مختلفة. الجمهور يلعب دوره ونحن بحاجة الى الجمهور لاننا نواجه منتخبا المانيا قويا جدا. الجمهور يريد ما يريده، لكن ليس هناك اي رابط بين تلك المباراة وهذه المباراة".

لكن رفض ميكال الربط بين نصف نهائي مونديال 2014 ونهائي اولمبياد 2016 لا يعني ان اللاعبين لم يفكروا بتلك المباراة النكراء عندما دخلوا ارضية "ماراكانا" اليوم السبت.

"قلت لنيمار بان الرب اعطاه فرصة ثانية. الرب يحب نيمار كما يحب كل هذا الفريق"، هذا ما قاله الحارس فيفرتون الذي لعب دورا اساسيا في هذا التتويج بصده الركلة الترجيحية الخامسة للالمان، مضيفا بايمان كبير: "اللعب باركني".

ومن المؤكد ان "القدرة الالهية" ارادت تجنيب نيمار اختبار خيبة اخرى يضيفها الى الخيبات الكثيرة التي اختبرها بقميص المنتخب الوطني ان كان على الصعيد العالمي او القاري او حتى الاولمبي لانه كان الركن الاساسي في التشكيلة التي خسرت نهائي 2012 امام المكسيك.

وتجنب نيمار ان يعيش خيبة اولمبية ثانية على التوالي وان ينضم الى نجوم كبار اخرين سقطوا في النهائي ان في كان في لوس انجليس 1984 امام فرنسا، وسيول 1988 امام الاتحاد السوفياتي حين كان المنتخب يضم في صفوفه تشكيلة مرعبة جمعت روماريو وبيبيتو وكاريكا وفالدو ومازينيو.

وقد "حققت حلمي"، بحسب ما اكد نيمار بعد المباراة، مضيفا: "وان احقق حلمي في موطني هذا الامر يجعلني فخورا جدا"، متطرقا الى الركلة الترجيحية الاخيرة التي نفذها بالقول: "كل ما فكرت به وهو انه علي القيام بذلك (التسجيل)".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق