خريطة الزلزال الوشيك تحتنا ومن حولنا !
السبت، 20 فبراير 2016 03:48 م
لا يجوز أن نضع الغمامة علي العيون وعلي العقول ، وان ننكفئ علي الهموم الداخلية ، التي هي في المقام الأول فعل خارجي بامتياز !
والحق أن ما نحن فيه ، وسنكون فيه ، من ضائقة إقتصادية ، ومخاطر ارهابية ، علي الحدود الغربية مع ليبيا ، وعلي الحدود الشرقية مع الفلسطينيين ، ولا أقول الاسرائيليين للأسف الشديد ، هو جزء قليل جدا مما تجري فصوله ، متراكضة في الجبهة الشمالية لمصر ، الجبهة السورية .
ماذا يحدث هناك مخيفا لنتوقعه هنا ، عندنا ، مؤلما ؟!
في الداخل أنذرت حكومة المهندس شريف اسماعيل باجراءات اقتصادية موجعة ، ستنال بالتأكيد من الطبقة المتوسطة التي انحني ظهرها من شدة التحميل عليها ، والحكومة ستتخذ جراحات اقتصادية وهي مضطرة ، بسبب ما يجري حولنا وفوقنا .
السؤال مرة أخري : ماذا يجري هناك مخيفا ، لنترقبه هنا موجعا أو مرعبا !؟
يمكن وضع المقدمات المنطقية المتتالية فيما يلي لنفهم خريطة حركة الدبابات والمدافع علي الارض ، ومسارات القاذفات الروسية في السموات السورية ، والتداخل غير المفهوم للاشقاء في السعودية مع الأتراك في سوريا ، ولن اذكر اسم دولة حقيرة صغيرة ضالعة في التآمر :
أولا : أدي نجاح القوات السورية الوطنية في معركة حلب وسقوط مدينة تل رفعت في أقصي الشمال بالقرب من الحدود مع تركيا ، نجاح جوهري تحقق بغطاء روسي من الغارات العنيفة المنتقمة ، الي تراجع ما يسمونه بالجيش الحر أي جيش الخيانة .. الذي بات يتحدث عن صمود يحاوله لكنه ليس متأكدا منه !
ثانيا : لابد من الاعتراف بأن النصر المتتالي لقوات سوريا الديمقراطية المؤلفة أساسا من الأكراد والمتحالفة مع الجيش العربي السوري الوطني ،بات يثير غيظ وخوف وكمد أردوغان ، ومن المفروض ان معركة بلدة "أعزاز"القريبة جدا من الحدود مع تركيا ، سوف تشكل مصير المواجهة الخفية بين أنقرة وموسكو فوق هذا الجزء من الاراضي السورية . ويلفت النظر أن تركيا لما قصفت بالمدفعية وحدات الأكراد ووحدات الجيش السوري ، سارعت كل من أمريكا ، وفرنسا ، بمطالبتها بوقف الضرب والقصف في الاكراد وفي الجيش السوري الوطني معا ، رغم ان تركيا عضو في حلف الاطلنطي ، وحليف للولايات المتحدة .
ثالثا : تحصل القوات الكردية علي التسليح الأحدث والتدريب الأفضل ، من روسيا ومن أمريكا ، بل ومن بريطانيا، بعد أن برهنت هذه القوات علي قدرة هائلة وشجاعة ملحوظة في إلحاق الهزائم بداعش ، خصوصا في جبال سنجار ، وفي عرب كوباني المتاخمة لتركيا . ومعني هذا أن الروس والغرب متفقان علي مناصرة الأكراد وعدم التعرض لهم علي حساب علاقتة الغرب بتركيا .
رابعا : لايقاتل الاكراد بضراوة في هذه المناطق حبا في بشار الأسد ، ولكن حلما في الحصول علي شريط حدودي مواز لجنوب شرقي تركيا حيث يعيش بنو قوميتهم الكردية داخل تركيا ، ويتطلعون لدولة ، أو حكم ذاتي كامل .
خامسا : تكشف التحركات العسكرية الروسية عن هدفين أساسيين ..١-
أن روسيا تعاقب تركيا بالفعل بعد اسقاطها المقاتلة الروسية السوخوي وقتل طياريها ، وتدفع الي حدودها بعدوها اللدود ،الأكراد ، وتزعزع بذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي التركي . وفي الوقت ذاته تسعي روسيا الي جر أنقرة الي معركة داخل الأراضي السورية ، تلقي فيها موسكو بمخزون الانتقام والرغبة في رد الإهانة التركية.
٢- تختبر موسكو بتحركاتها العسكرية المتصاعدة ثبات البيت الأبيض ، وكلما توغلت في هذه الثبات ، مضت الي ماهو أبعد لتأكدها أن اوباما لايريد أن يغادر البيت الابيض ، تاركا لخلفه وطنا في حرب مع قوة عظمي ، تسترد عافيتها ، وتمارس سياسة خارجية بالجيوش المدججة بميراث مرير من الغرب ، سبب تفكيك الامبراطورية السوفيتية
سادسا : الفصل الهزلي المبكي في مسرح العمليات الدولي هذا هو إصرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية علي تكرار أخطاء ناصر والقذافي وصدام حسين ونابليون ، بأن تخرج من حدودها ، بجيوش وسلاح وفلوس ، في حروب تستنزف البشر والاقتصاد وتخلف المرارات . والحق أن كثيرين يستقبلون بالدهشة والحيرة تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير بان المملكة سوف ترسل قوات برية لازاحة بشار ان لم يتحرك المجتمع الدولي ، راجع نص كلمته أمام ١٩ دولة في مؤتمر الأمن بميونخ بألمانيا ، وهو مارد عليه رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف بان أي غزو بري لسوريا سيعني حربا شاملة وحذر من نشوب حرب عالمية ثالثة !
في اليوم التالي تراجعت حدة الجبير وأنقرة ، والدويلة الحقيرة الثالثة ، بأنهم ما كانوا ليدخلوا وحدهم ، إنما في اطار تحالف تقوده أمريكا !!
معني الكلام اشعال حرب عالمية ثالثة وأخيرة بين الروس والصين وكوريا الشمالية وربما ايران من ناحية وبين الغرب من ناحية أخري ..
حرب سيكون الرابح الوحيد فيها هو الشيطان الذي سوف يرقص علي أنقاض الكرة الارضية ابتهاجا .
سيضيع العرب تجت الأرجل والبيادات من كل الأجناس ، ويسود الظلام ابديا . تخوض المملكة حربا في اليمن طال حرثها ، وربما تقترب من النصر ، لكنه نصر مراوغ ، لأن روسيا وايران تساعد الحوثيين ، عقابا للرياض علي دورها في مساعدة جيش الخيانة المسمي بالحر !
استمرار الحرب في الجنوب حرث للقدرة العربية السعودية ومعها الأشقاء في الإمارات، وفي البحرين وفي الكويت ، وتخوض المملكة حربا في الشمال ضد الجيش الوطني العربي السوري بحجة أنها أحن علي السوريين من رئيسهم ، وأنها ستغيره حبا فيهم .. فماذا لوفعل غيركم فيكم الفعل ذاته حاشا لله ؟!
ولو مددنا البصر كرة ثالثة ناحية الجبهة الليبية ، سنري العجب ، حيث الخطر داهم ومحدق بمصر ، وتتسارع دقات الحرب علي داعش في ليبيا ، بتحالف فرنسي بريطاني تقوده إيطاليا المستعمر التاريخي لليبيا ، وهاهي الفرصة حانت والتاريخ يستدير ليعرض المشهد ذاته !
تلك هي أبعاد الصورة ثلاثية ، فما هي النتائج والتداعيات ؟
نحن المصريون في مواجهة مع التاريخ ومع المستقبل ، فإن خسرنا القادم ، صرنا في الماضي ذكري ورمزا علي سوء القراءة وسوء الطوية ، وسوء العقل . علينا أن نتماسك وان نعمل وان نعتمد علي أنفسنا ، وعلي الآ نزج بقواتنا فيما لا ناقة لنا فيه ولا جمل .
البعض حولنا يحارب روسيا بالوكالة عن الغرب ، من شبابه وامواله ، لكن التاريخ برهن دوما علي ان المتغطي بأمريكا عريان كما ولدته أمه !
الزلزال وشيك ، فماذا نحن فاعلون ؟!