منافسة شرسة على الولايات المتأرجحة.. «ترامب» يركز على المناطق الغربية و«هاريس» تغازل الريفيين
السبت، 14 سبتمبر 2024 01:45 مهانم التمساح
استمرت حرب تكسير العظام في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس الأسبق ترامب و"هاريس" نائب الرئيس الحالي جو بايدن ، إذ تواجه هاريس تحديات كبيرة في رفع نسبة المشاركة بالانتخابات بين سكان المناطق الريفية فى الولايات المتأرجحة، بينما يهدد ترامب بزيادة الفارق لصالحه.
ويخشى بعض المشرعين الديمقراطيين والمنظمين المحليين أن يكون أداء هاريس أسوأ من الرئيس جو بايدن في المقاطعات الريفية والمجاورة للريف، بعد أن تمكن من استعادة بعض الأرض في عام 2020 بعد هزيمة ترامب الساحقة في عام 2016.
ويواصل مرشحا الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس جولاتهما الانتخابية فى الولايات الحاسمة والمتأرجحة التى تلعب دورا كبيرا فى سباق هذا العام، حيث كثف المرشح الجمهورى نشاطه الولايات الغربية بينما أبقت منافسته الديمقراطية تركيزها على واحدة من أكبر جوائز الولايات الحاسمة فى الشرق، وهى ولاية بنسلفانيا.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس ،الأمريكية أن هاريس وترامب يتجهان مباشرة إلى الولايات المتأرجحة التى يأملان فى قلبها لصالحهما هذا العام، ويحاول كلاهما توسيع طريقه الضيق نحو الانتصار فى حملة رئاسية متقاربة.
وكانت هاريس زارت ولاية نورث كارولينا يوم الخميس وعقدت فعاليتين فى شارلوت وجرينسبور بعد أن عززت معنويات المؤيدين لها بأدائها القوى فى المناظرة، بينما اتجه ترامب غربا إلى توسون بولاية أريزونا.
وقال ترامب خلال مشاركته فى فعالية انتخابية فى ولاية أريزونا المتأرجحة، الخميس، قال: "لقد حققنا نصرا هائلا على الرفيقة كامالا هاريس"، مستخدما لقبا ساخرا من منافسته نائبة الرئيس الأمريكى، وتعمد نطق اسمها الأول بشكل خاطئ. وجاء تصريح ترامب على الرغم من الانتقادات الواسعة لأدائه فى المناظرة الرئاسية من قبل المحافظين والتقدميين على حد السواء.
في الوقت نفسه جدد ترامب إلقاء اللوم على مديرى المناظرة، وشكا من سوء التعامل الذى تلاقه منهما، إلا أنه أوضح عدم رغبته فى إجراء مناظرة أخرى، وقال إنه لن يكون هناك مناظرة ثالثة، وذلك بعد مناظرته الاولى مع بايدن والثانية مع هاريس .
وكعادته هاجم ترامب المهاجرين، وجدد مزاعمه التى رددها خلال المناظرة بأنهم ياكلون الحيوانات الأليفة للسكان. وبعد ساعات من كلمته، شهدت مدينة سبرنجفيلد بولاية أوهايو اضطرابا بعد أن أخلت السلطات مبنى حكوميا ومدرسة لتليقها تهديدا بوجود قنبلة.
وسُلطت الأضواء على سبرينجفيلد في الأيام الأخيرة بعد انتشار قصص على وسائل التواصل الاجتماعي عن مهاجرين من هايتي في المدينة يأكلون الحيوانات الأليفة للسكان، والتى ذكرها ترامب خلال المناظرة الرئاسية لدعم موقفه من الهجرة على الرغم من كشف زيفها.
وعن خططه للاقتصاد، وعد ترامب بعدم فرض ضرائب على مزايا الضمان الاجتماعى وعدم فرض ضرائب على الإكراميات، وأعلن لأول مرة رغبته فى إنهاء الضرائب على العمل الإضافى.
وواصل ترامب إثارة حفيظة الجمهوريين، حتى حلفائه. فبعد استياء من أدائه خلال المناظرة وعدم تركيزه على تقديم رسالة واضحة، أعرب بعض الجمهوريين عن غضبهم من ظهور الرئيس مع ناشطة يمينية متطرفة وجهت هجمات عنصرية ضد هاريس.
وصاحبت الناشطة لورا لومر ترامب خلال مشاركته في إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، ووقفت على مقربة عند لقاء ترامب ومرشحه لمنصب النائب جى دى فانس مع رجال الإطفاء فى مدينة نيويورك. وفى العام الماضى، نشرت لومر فيديو على منصة إكس، وصفت فيه هجون 11 سبتمبر على الولايات المتحدة بانه عمل داخلى.
وقبل أيام، شنت لومر هجوما عنصريا على هاريس ذات الأصول الهندية، وقالت لومر إنه لو فازت هاريس، فإن البيت الأبيض ستكون رائحته "كاري"، وسيتم تسهيل خطابات البيت الأبيض عبر مركز اتصال. وفى يوليو الماضى، وصفت لومر هاريس بالعاهرة المدمنة للمخدرات .
وقال السيناتور ليندسى جراهام، الجمهورى عن ولاية كارولينا الجنوبية فى مقابلة مع الصحيفة إن تاريخ تصريحات لومر مقلق للغاية، معربا عن أمه بحل هذه المشكلة. وقال إنه يعتقد أنه لا بد من الحديث عن الأشياء التى يهتم بها الناس، وهذه القضية، بحسب اعتقاده لا تساعدهم.
من جانبها، كثفت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مساعى حشد مزيد من الدعم بين الناخبين، الذين افتقد الحزب الديمقراطى تأييدهم لهم لفترات طويلة، ومن هؤلاء الريفيين وسكان المناطق القروية.
وبحسب ما ذكرت مجلة بولتيكو، فإن هاريس طرحت أهدافها التفصيلية الأولى لأمريكا الريفية فى محاولة لجذب مزيد من الناخبين الذين سيساعدون فى تحديد نتيجة انتخابات أمريكا 2024 المقررة فى نوفمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأهداف، التى وردت فى وثيقة من صفحتين، هى أبعد ما وصلت إليه هاريس فى حياتها المهنية لتحديد كيفية تعاملها مع السياسة الخاصة بالمجتمعات الريفية، وتأتى تزامنا مع زيارة يقوم بها المرشح الديمقراطى لمنصب النائب، الحاكم تيم والز، لمدينة واوساو بولاية ويسكونسن، فى إطار عمله كمبعوث خاص إلى المناطق الريفية فى الولايات المتأرجحة فى السباق النهائى. بينما تتجول هاريس نفسها فى بعض مقاطعات بنسلفانيا الريفية المؤيدة للجمهوريين بشكل عام، كجزء من حملتها فى الولايات الحاسمة على مدى الأيام القليلة المقبلة.
وكجزء من خططها الأوسع، فإن حملة هاريس تعد باستثمارات فيدرالية جديدة للمجتمعات الريفية حال فوزها، وتحذر من أن سياسات ترامب لن تراعى المناطق الريفية، وفقا للوثيقة التى حصلت عليها مجلة بولتيكو.
وتقول المجلة إن هاريس، التى عينت مؤخرا مسئولة للتواصل مع المناطق الريفية، تحاول كسب أصوات الناخبين المتشككين غير الحاسمين وسكان المناطق القروية والبلدات الصغيرة الذين يميلون للديمقراطيين، الذين قد لا يصوتون فى الانتخابات.
ومن خلال قيامها بذلك، فإنها قد تتمكن من تقليص بعض النقاط المئوية من هامش تفوق ترامب فى الولايات المتأرجحة فى السباق شديد التقارب بينهما.
وتعد أريزونا من ولايات ساحة المعركة فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التى يسعى كلا المرشحين لتأمين الفوز بها فى نوفمبر لتسهيل الطريق للوصول إلى البيت الأبيض.