تخوفات من «سكتة تكنولوجية» جديدة تضرب العالم.. عطل تقني أم هجمة سيبرانية؟

الأحد، 21 يوليو 2024 01:10 م
تخوفات من «سكتة تكنولوجية» جديدة تضرب العالم.. عطل تقني أم هجمة سيبرانية؟
هجمات سيبرانية

مع العطل التقني الذي ضرب العالم الجمعة الماضية، وأدى إلى اضطرابات في جزء كبير من الاقتصاد العالمي، بعد توقف المطارات والأسواق المالية وبعض الصحف الكبرى، تسلل إلى كثيرون تخوفات من استخدام التكنولوجيا كشكل من أشكال الحروب لاسيما بعدما دخل التقدم التكنولوجي في عصرنا الراهن جميع مناحي الحياة.
 
فبخلاف الحروب التقليدية التي تعتمد على الميدان العسكري، والدبابات والجنود والذخائر والأسلحة المستخدمة في معارك ضاربة، باتت الحروب التكنولوجية أو ما يعرف بالسيبرانية داخل المعادلة بقوة، لاسيما وأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح مستخدم في كل المؤسسات التنفيذية والاقتصادية في العالم، ما أثار تخوفات من وقوع أخطاء قد تؤثر على مستقبل بعض البلدان.
 
ومع الحديث عن أن سبب المشكلة التي شهدها العالم الجمعة الماضية، كانت بعض التحديثات التي أدت إلى خلل فني على أنظمة تشغيل "مايكروسوفت ويندوز"، وهو ما كشفته شركة الأمن السيبراني الأمريكية كراود سترايك بعدما استبعدت فرضية الهجوم الإلكتروني أو حدوث مشكلة أمنية في تكنولوجيا المعلومات.
 
ورغم النفي القاطع بعدم صلة الحروب السيبرانية والهجمات التكنولوجية مع ما حدث من عطل فني مؤخراً، لا زالت الأسئلة المطروحة بقوة على الساحة ما هو مستقبل العالم في ظل تخوفات من الاستخدام التكنولوجي الخاطئ؟.
 
 
علَّق الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، على العطل التقني العالمي الذي وقع أمس بأنه: «أكبر انقطاع لخدمة الإنترنت في تاريخ تكنولوجيا المعلومات وهذه حقيقة نتجت عن خطأ فني جسيم في النسخة التي قامت شركة كراود سترايك بتحديثها وبالتالي تضررت الخوادم التي تعمل على أنظمة مايكروسوفت».
 
وتابع «عزام»، خلال مداخلة هاتفية له على شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن نظام تشغيل مايكروسوفت هو الأكثر انتشارا واستخداما في العالم وبالتالي الكثير من القطاعات التي تعتمده في استخدامها خرجت عن الخدمة، مثل هيئة المطارات الإسبانية.
 
وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات، إلى ما أكدته شركة «مايكروسوفت» من أن الحادث لم يقع بسبب أمني أو هجوم إلكتروني، مشددا أن ما حدث جرس إنذار للعالم وهذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وبالتالي فالأنظمة المعلوماتية لابد تكون على قدر كبير من المرونة.
 
من جانبه قال مصطفى أبو جمرة، خبير تكنولوجيا وأمن الملعومات، إنَّه بعد توقف دام ساعات بسبب عطل رقمي عادت الخدمات الإلكترونية حول العالم للعمل بشكل طبيعي، لافتًا إلى أنَّ العطل الرقمي تسبب في تكدس وتأخر العديد من الرحلات الجوية وتوقف بث هيئات إعلامية وتضرر شركات الشحن والبنوك حول العالم، نتهيك عن خسائر اقتصادية بالمليارات.
 
وتابع «أبو جمرة»، خلال مداخلة هاتفية له على شاشة «إكسترا نيوز»، أنَّ العطل التقني العالمي هو حدث جلل ويعد أكبر توقف في العالم للتكنولوجيا منذ بداية عصر التكنولوجيا إلى الآن، أي أنه تاريخي، مستطرداً: «لا اعتقد أن العطل سيدفع العالم للتراجع عن الاعتماد على التكنولوجيا، ولكن بالطبع سيحدث مراجعات كثيرة وتصحيح».
 
وأوضح أنَّ نظم الكمبيوتر في العالم، وخاصة المستخدمة بالمطارات والبنوك والمعاملات المالية كافة، هي Non Stop System أي نظام غير قابل للتوقف أو الأعطال ويعالج نفسه بنفسه، وما حدث عرفنا أن هناك أخطاء كبيرة لابد من مراجعتها حتى لا تتكرر مرة أخرى، ولكن مسيرة الرقمنة والميكنة والتقدم التكنولوجي للعالم لن تتراجع.
 
ورغم كل ذلك، لا زالت نظرية المؤامرة تسيطر على العالم أجمع في أعقاب العطل التقني العالمي الذي أوقف المطارات والمصارف والمؤسسات الإعلامية.
 
لكن رئيس شركة كراود سترايك المشغلة لـ"ويندوز"نفى المؤامرة وعلق على ما حدث في العالم ووصف بأنه "سكتة قلبية": "تعمل الشركة بشكل نشط مع العملاء المتأثّرين بالخلل الموجود في تحديث محتوى واحد لمضيفي ويندوز. ولم يتأثر مضيفو ماك ولينوكس".
 
وأضاف: "هذا ليس حادثاً أمنياً أو هجوماً إلكترونياً. لقد تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح".
 
وعلقت الحكومة الألمانية على العطل المعلوماتي الذي ضرب قطاعات عديدة عبر العالم، وأشارت أنه ناجم عن "تحديث فيه خلل" أجرته مجموعة كراودسترايك الأميركية للأمن السيبراني لأحد برامجها المعلوماتية.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية محمد عطا إن الشركة وفرت "حلا لاحتواء" المشكلة للشركات المتضررة التي لم تذكر "أي مؤشر إلى هجوم سيبراني".
 
 
كما أكدت شركة مايكروسوفت أن السبب الأساسي الذي تسبب في الانقطاع العالمي تم إصلاحه، موضحة أن التأثير المتبقي لا يزال يؤثر على بعض الخدمات.
 
وقالت الشركة عبر منصة "إكس" : "تم إصلاح السبب الأساسي، ومع ذلك، فإن التأثير المتبقي لا يزال يؤثر على بعض تطبيقات وخدمات " Microsoft 365".
 
 
وكان مصطلح جديد دخل على الساحة سمي بـ"الشاشات الزرقاء" أدى إلى توقف حركة الطائرات في الولايات المتحدة وعدد من الدول بسبب مشكلات في الاتصالات، حيث أعلن مطار برلين وقف الرحلات الجوية حتى الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش، كما أفادت مايكروسوفت أن المستخدمين "قد لا يتمكنون من الوصول إلى تطبيقات وخدمات مختلفة لمايكروسوفت 365".
العطل التقني العالمي
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة