"مستشفى حروق أهل مصر".. الأمل لضحايا الحروق في رحلة الشفاء والتعافي
الثلاثاء، 04 يونيو 2024 03:02 م
هبة السويدي: مصابي الحروق يحتاجون الدعم النفسي إلى جانب الرعاية الطبية المتخصصة
قصص مؤثرة وأحداث مؤسفة تسببت في إصابات بالغة لأطفال وكبار، وأدى بعضها إلى إنهاء حياة مصابي الحروق، كانت وراء إنشاء مستشفى حروق أهل مصر، على يد الدكتورة هبة السويدي، لتُصبح إحدى الوجهات المهمة التي يلجأ إليها المصابين بحالات الحروق في مصر، للحصول على العلاج والدعم والرعاية النفسية التي تمكنهم من تجاوز هذه الحوادث المؤلمة.
وكشفت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى حروق أهل مصر، خلال لقائها مع الإعلامية رضوى الشربيني في برنامج "هي وبس" عن الدافع الإنساني وراء إنشاء هذه المستشفى، وهو معاناة مصابي الحروق من قلة أماكن العلاج الملائمة، ونقص الرعاية الطبية المتخصصة في هذا النوع من الإصابات الذي يتطلب وقت وجهد كبير للتعافي، فضلاً عن ندرة الكوادر الطبية المدربة في المجالات الطبية المتخصصة .
وذكرت "السويدي" خلال اللقاء قصص العديد من حالات الحروق المؤثرة التي كانت وراء التفكير في أهمية وجود هذه المستشفى ، والتي تركت بصمة عميقة في وجدانها، ومنها حكاية الطفلة ذات السبعة أيام التي فارقت الحياة متأثرة بحروق شديدة خلال حفل سبوعها، بعد ترك شمعة بجوار سريرها، ولم يتمكن الأهل من إيجاد مكان لها في غرف العناية المركزة، مما أدى لوفاتها على الفور، وكذلك التوأم اللذان توفيا بسبب حروق من مياه مغلية ولم يتلقيا العلاج المناسب بسرعة، وهو ما يعكس نقص الرعاية الطبية المتاحة لهذا النوع من الإصابات.
ومن المواقف التي شهدتها هبة السويدي ووصفتها بالمفجعة، هو قيام أحد الأمهات بمعاقبة ابنتها ذات الست سنوات بوضع أيديها وأرجلها في مياه مغلية، والتي تبنت قضيتها حتى تم حبس الأم وحُكم بنقل كفالة الطفلة إلى الأب والعمة، معتبرة أن ذلك يعد تطورًا في حد ذاته، حيث كان المجتمع في الفترات السابقة يرفض سماع هذا النوع من القصص.
أشارت "السويدي" خلال لقاءها في البرنامج، إلى أن مصابي الحروق لا تقتصر معاناتهم على نقص الرعاية الطبية المتخصصة، بل للأسف يعانون من تعرضهم للتنمر وعدم تقبل المجتمع لهم بسبب التشوهات الناتجة عن آثار الحروق، وهو ما يسبب لهم آلام نفسية تزيد من آلامهم الجسدية، ومن ثم فإنهم لا يحتاجون إلى العلاج الطبي فقط بل يحتاجون أيضًا إلى الدعم النفسي والمعنوي لمساعدتهم على تجاوز محنتهم.
وقد آمنت هبة السويدي بقدرة الأجيال القادمة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، مع قناعتها بأهمية غرس قيم التعاطف والتراحم في نفوسهم، لذلك كانت من رائدات فكرة "حصالة الخير" التي تهدف إلى توعية طلاب المدارس بأهمية مساعدة الآخرين وإشراكهم في العمل الخيري، لافتة إلى أنها اكتسبت قيم حب الخير والرحمة والتواضع والإنسانية من والديها، كما أن ما تعرضت له من تجربة شخصية مُحزنة بسبب وفاة ابنها "إسماعيل"، كانت دافع لها للمضي قدمًا في الدفاع عن حقوق مصابي الحروق، والعمل على إنقاذ الأرواح.
واختتمت الدكتورة هبة السويدي لقائها خلال الحلقة بالحديث عن طبيعة مستشفى حروق أهل مصر، وهي مستشفى مجاني غير هادفة للربح، حيث أن الأغلبية العظمى من حالات الحروق غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج، إلا أن هناك بعض الأشخاص القادرين يقدمون تبرعات لإنقاذ المصابين، هذا بالإضافة إلى العيادات الخارجية التي تغطي مختلف التخصصات الطبية، نظرًا لعدم توافر مستشفيات أو مراكز علاجية قريبة من المنطقة التي تتواجد بها المستشفى، والتي يتم توجيه ثمن الكشف بها لمستشفى حروق أهل مصر لإنقاذ أرواح المصابين. وفي الختام توجهت بالشكر لجميع المتبرعين سواء من الأفراد العاديين، أو رجال الأعمال والبنوك والمؤسسات.