عملية كرم أبو سالم.. قصف آخر معبر لإنقاذ فلسطين بانتحار سياسي
الإثنين، 06 مايو 2024 02:40 م
طلال رسلان يكتب:
لم تتوان الدولة المصرية في التدخل لإيقاف نزيف الحرب في غزة، كل أبواب القاهرة مفتوحة لجميع الأطراف لتقارب تقوده بدملوماسية سياسية غير معهودة عالميا. أنظار العالم تتجه صوت كل تحرك مصري تدفع به طرفي النزاع إلى وضع أوزار للحرب التي توشك على الانفجار فتحرق المنطقة والعالم.
على مدار الساعات الماضية، أفضت التحركات المصرية إلى نتائج إيجابية من شأنها وضع الهدنة المنشودة وتفويت فرصة إشعال المنطقة لمصالح بدت تحقق منافع سياسية لأشخاص، لا هم يقبلون بأن تضع الحرب أوزارها، ولا هم راضون بسلام ما دام سيجلب عليهم حقن دماء استمرارها يثبت وجودهم واكتمال خطة سيطرتهم على السلطة.
في وقت وصلت فيه دول العالم إلى أرضية مطمئنة فقدتها منذ عملية السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة، بوجود مصري أتاح التقاط الأنفاس وفتح بابا لهدنة ربما تقود في النهاية إلى تقسيم الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ومن ثم حقن الدماء إلى الأبد، إذ بعملية كرم أبو سالم واستهداف الجانب الإسرائيلي لتقوض الجهود وتدفع إلى نقطة الصفر التي تعني الدمار والتهجير.
كخنجر مسموس في ظهر دبلوماسية السلام، لا يمكن وصف عملية كرم أبو سالم إلا بهذا الوصف. أو بدا الأمر وكأنه انتحار سياسي يقضي على فلسطين وشعباها دون تحريك جفن من الاحتلال، وكأنك تقدم له الضوء الأخضر لقتل وتهجير الأبرياء ومن ثم نسف القضية على طبق من ذهب.
كل المؤشرات أكدت أن الحرب المستعرة كانت في طريقها إلى التجميد. عشرات التصريحات التى أعلنتها وتعلنها مصادر مسئولة وعلى صلة مباشرة مما يجرى كانت تؤكد أن مصر في طريقا إلى احتواء الأزمة. قبل أن يفجرها قصف معبر كرم أبو سالم.
إسرائيل نفسها على لسان وزير الحرب قالوا إنهم يشهدون للتحرك المصري إيجابية منقطعة، حتى نتنياهو الذي من مصلحة بقائه على رأس الحكومة لم يخف موافقته أيضًا على الخطوط العريضة، المراقبون للمفاوضات التى تقوم عليها مصر أكدوا أن الوصول إلى خط النهاية أصبح وشيكًا.
قصفت عملية كرم أبو سالم معبر الوصول إلى وأد الصراع وإنقاذ ملايين الأبرياء، قبل المعبر الإنساني الذي تمر منه المساعدات كرئة بديلة للشعب الفلسطيني، لنقف الآن منتظرين جولة دمار جديدة تبدو أعنف وأكثر حدة مما مضى.
