تسعير الجنيه العادل يضرب السوق السوداء في مقتل بلا عودة.. تدبير العملات الأجنبية للاستيراد بالبنوك خفض الطلب وأوقف التداول خارج المنظومة الرسمية
الأربعاء، 06 مارس 2024 03:12 م
شبه توقف شهده السوق السوداء للدولار، اليوم الأربعاء، مع قرار التسعير العادل للجنيه، ورفع الفائدة 6% تقريبا.
كتب الأمر شهادة وفاة السوق السوداء في مصر، مع اتجاه البنوك لرفع سعر شراء الدولارات ومن ثم زيادة الحصيلة الدولارية وتدبيرها لأغراض الاستيراد المختلفة ، وفي السياق التالي نرصد آخر تطورات حركة دولار السوق السوداء.
وتسبب احتقان سوق الصرف في مصر خلال الشهور الماضية وعدم تدبير الدولار في البنوك في دفع السوق السوداء إلي الانتعاش وزيادة كبيرة في المضاربة على العملات الأجنبية، لتصبح العملات الأجنبية سلعا يتم البحث عنها وشرؤها من أجل التحوط من هبوط قيمة الجنيه حتى أن سعر الدولار وسب لمستويات فوق 70 جنيها، لكن مع إعلان صفقة رأس هبط سعر الدولار والعملات بشكل متتالي لتخسر ما بين 36 إلي 40%.
ومنذ إعلان صفقة رأس الحكمة توقف التداول على الدولار في السوق السوداء بعد إعلان مجلس الوزراء ضخ استثمارات جديدة بواقع 35 مليار دولار ضمن مشروع رأس الحكمة، الأمر الذي تسبب في ارتباك كبير في السوق الموازي وعدم معرفة سعر حقيقي للعملة الأمريكية، كما غاب المشترون عن الأسواق حالياً وسط محاولات للتخلص من الدولار آلان، وهبط دولار السوق السوداء لما دون 40 جنيها ليسجل 39 جنيها وسط توقف تام لحركة البيع والشراء لحين معرفة السعر النهائي للدولار والذي يشهد هبوطا بشكل ومنذ ذلك الحين توقفت عمليات المضاربة على الدولار.
ويرى خبراء الاقتصاد، أن التحركات المستمرة في الدولار في السوق السوداء جاء بصورة مبالغ فيها بما يتجاوز السعر الحقيقي للدولار في مصر، مضيفاً أن الحلول العاجلة لهذا الأمر تتطلب ضخ استثمار دولاري وشيك وتسريع برنامج الطروحات الحكومية وزيادة المعروض الدولاري النقدي وهو ما تقوم به الدولة حاليا وتسريع توفير جزء من احتياجات الأسواق خاصة للأغراض العاجلة وهو ما سيخفف الضغط على الدولار في السوق الموازي ويشهد مزيد من الهبوط في مصر، وقد حدث ذلك بإعلان صفقة رأس الحكمة التي كانت بداية نهاية المضاربة على الدولار في مصر .
وفي مقابل حركة الدولار بالسوق السوداء شاهدنا تحرك الأسعار لكافة السلع في الأسواق، بما يوازي حركة الدولار ولم تشهد تراجع لهذه السلع مع انخفاض الدولار في السوق الموازي، وهو ما يؤكد أن هناك سعى للتربح من الأزمة لدى بعض كبار التجار، لكن مع إعلان الإفراج عن بضائع وسلع غذائية بما يصل إلي 2 مليار دولار فإن ذلك سيكون بداية للتخلص من التحركات المستمرة في أسعار السلع وكذلك الدولار.
سعر الدولار في مصر بالسوق السوداء الآن يشهد تضارب كبير ولا يوجد سعر حتى وقت صياغة ونشر هذه السطور وكان آخر سعر يسجله الدولار في السوق السوداء ما بين 43 إلي 44 جنيها، أما تطبيقات تسعير الدولار تضع أسعار متفاوتة ولا يوجد تنفيذ فعلي على الدولار في الأسواق الموازية والجميع في حالة ترقب لما تسفر عن الساعات القليلة القادمة بعد تحريك سعر الصرف في البنوك الرسمية، لأن الحصيلة الدولارية الناتجة عن هذا التعويم سيكون لها الكلمة العليا في توجيه سوق الصرف.