مصر تعزز مكانتها الدولية.. جهود دبلوماسية مستمرة من الرئيس السيسي

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 10:44 ص
مصر تعزز مكانتها الدولية.. جهود دبلوماسية مستمرة من الرئيس السيسي
هانم التمساح

 استطاعت الدبلوماسية الرئاسية أن تلعب دورا محوريا فى بناء جسور التعاون مع مختلف العواصم، شرقا وغربا، واتسمت تحركات الرئيس السيسي بالدهاء والحنكة خاصة فى تعزيز الحوار مع القوى الكبرى، فضلا عن الإسهام النشط فى جهود احتواء الأزمات والصراعات، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
 
 وبرز النشاط الدبلوماسى للرئاسة المصرية كإحدى الركائز الأساسية فى تعزيز مكانة مصر الدولية، والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، ودعم قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ،وشهدت  الفترة الماضية،  زخما ملحوظا وتنوعا واضحا فى الاتجاهات والتحالفات، حيث جمعت القيادة السياسية بين التحرك فى الدوائر العربية، والإفريقية، والدولية، عبر رؤية شاملة للسياسة الخارجية المصرية.
 
وتؤكد هذه  التحركات المدروسة والمتوازنة تحت الضغوط والصراعات المتتالية  و فى وقت بالغ الدقة، حجم الثقة بالنفس وبمكانة مصر الدولية ،فلم تخطئ الدبلوماسية الرئاسية بوصلتها ولم تنجرف نحو تصرف أهوج بل  نتج عنها مواقف متزنة وتحركات محسوبة، نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
 
وثمن سياسيون وبرلمانيون هذا الأداء المتميز، وأكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن النشاط الدبلوماسى المكثف الذى يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الفترة الأخيرة يعكس إدراكا سياسيا عميقا لدقة المرحلة التى تمر بها المنطقة، لا سيما فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ومحاولات فرض واقع جديد على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى .
 
واوضح محسب أن استقبال الرئيس لكل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو، فى غضون أيام قليلة، يوضح مدى التحرك النشط للدبلوماسية المصرية على الساحتين الإقليمية والدولية، لتكوين رأى عام عالمى رافض للتهجير القسرى، ومساند لوقف إطلاق النار، ولبدء عملية إعادة إعمار القطاع، فى إطار رؤية متكاملة لحل الدولتين، وفقًا للمرجعيات الدولية وحدود الرابع من يونيو 1967 ،مبينا  أن لقاءات الرئيس مع قادة الشرق والغرب تُعبر عن توازن العلاقات المصرية، وتنوع الشراكات الاستراتيجية التى تعتمد عليها الدولة المصرية فى إدارة علاقاتها الدولية، بما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية، ويمنحها هامشا واسعا من التأثير فى الملفات الحيوية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحا أن توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإندونيسيا يعكس إيمان الدول المؤثرة فى العالم الإسلامى بدور مصر المركزى فى الدفاع عن قضايا الأمة، ويمنح زخما سياسيا لموقف القاهرة الرافض للعدوان ومخططات التهجير، والداعى إلى تسوية عادلة وشاملة تحقق الأمن والسلام فى المنطقة، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
و أشاد  وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ما تقوم به مصر من جهود إنسانية متواصلة لإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بالتوازى مع التحركات السياسية والاتصالات الدولية، مؤكدا أن دعمه الشديد للجهود المصرية المبذولة من أجل توحيد الرؤى تجاه ضرورة إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، قائلا: " مصر كانت وستظل صوتا عاقلا فى المنطقة، وقوة دبلوماسية قادرة على الحفاظ على حقوق الشعوب والدفاع عنها، وبالتأكيد الحراك الدبلوماسى بقيادة الرئيس السيسى يعزز من هذا الدور، ويضع القضية الفلسطينية فى صدارة أجندة المجتمع الدولى من جديد."
 
ودعا النائب أيمن محسب، المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الجرائم والانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة وباقى الأراضى المحتلة، مطالبا بدعم الرؤية المصرية كإطار واقعى وعادل لتسوية الصراع، وبذل ضغوط حقيقية لبدء مسار سياسى جديد يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ويضع حدا نهائيا لدوامة العنف والدمار التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، مثمنا ما تقوم به مصر من جهود إنسانية متواصلة لإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بالتوازى مع التحركات السياسية والاتصالات الدولية.
 
  
و فى السياق ذاته يري الدكتور ياسر الهضيبى، عضو مجلس الشيوخ، أن الجولة الخليجية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتشمل كلاً من قطر والكويت، تحمل فى توقيتها ومضمونها دلالات استراتيجية بالغة الأهمية، وتعكس حراكا دبلوماسيا مصريا نشطا وفاعلا، لمواجهة التحديات الإقليمية المتسارعة، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، والتدخل فى مسارها الإنسانى والسياسى، مشيرا إلى أن الزيارة تأتى فى توقيت بالغ الدقة، فى ظل ما يشهده قطاع غزة من عدوان متواصل وتدهور إنسانى غير مسبوق.
 
وأ كد عضو مجلس الشيوخ  أن اللقاءات المرتقبة للرئيس مع الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، تمثل امتدادا للدور المصرى المحورى فى توحيد الصف العربى وبناء موقف إقليمى متماسك، داعم لوقف إطلاق النار، ورافض لمحاولات تهجير الفلسطينيين، ومتمسك بحل الدولتين كخيار عادل ونهائى للصراع الفلسطيني-الإسرائيلى،موضحا  أن زيارة الرئيس السيسى إلى دول الخليج لا تنفصل عن الرؤية الشاملة التى تتبناها الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الأخيرة، والتى ترتكز على بناء تحالفات استراتيجية، وتفعيل أدوات التنسيق والتشاور العربى المشترك، من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمى ومواجهة التدخلات الخارجية فى شؤون المنطقة.
 
وأكد "الهضيبي" أن مصر بقيادة الرئيس السيسى، تنطلق فى تحركاتها من ثوابت واضحة تتعلق بالحفاظ على الأمن القومى العربى، والدفاع عن قضايا الشعوب، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ما تحقق خلال الأيام الماضية من استقبال الرئيس لزعماء دول كبرى كفرنسا وإندونيسيا، ثم تحركه تجاه الخليج، يعكس توازنا دقيقا فى إدارة الملفات الدولية، ويؤكد احترام العالم لدور مصر وموقعها القيادى.
 
وشدد النائب ياسر الهضيبى، على أن القمم الثنائية واللقاءات المرتقبة مع ممثلى مجتمع الأعمال فى قطر والكويت، تؤكد أيضًا أن الشق الاقتصادى حاضر بقوة فى تحركات الدولة المصرية، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، ويعزز من تدفق الاستثمارات الخليجية إلى السوق المصرى، لافتا إلى أن العلاقات المصرية الخليجية تاريخية واستراتيجية، وتُمثل ركيزة للاستقرار السياسى والاقتصادى فى المنطقة بأكملها.
 
 
وتأتى  زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الدوحة اليوم ضمن جولة خليجية تشمل الكويت، تجسد التزام مصر وقطر بتعزيز الشراكة الشاملة بينهما، انطلاقًا من إرادة سياسية مشتركة لتحقيق التكامل والتنمية، مؤكدا أن التنسيق المصرى القطرى يشهد تطوراً ملحوظاً، خاصة فى الملفات الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها الأزمة فى قطاع غزة، وأن كلا البلدين يبذلان جهوداً دبلوماسية مكثفة لتحقيق وقف إطلاق النار الدائم، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الفلسطينيين، ودعم مسارات الحل السياسى. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق