دينا الحسيني تكتب: مصر والسودان.. أمن قومي واحد

الأحد، 09 أبريل 2023 09:12 م
دينا الحسيني تكتب: مصر والسودان.. أمن قومي واحد
مصر والسودان

على مدارعقود لعبت مصر والسودان أدواراً استراتيجية في الملفات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التحديات الأمنية سواء تلك المٌتعلقة بأمن الحدود أو الأمن المائي، إذ تتشارك القاهرة والخرطوم في كافة التحديات الأمنية والجيوسياسية باعتبارهما شقين لوطن واحد تجمعه روابط وأواصل تاريخية لم يستطع أحد على مر العصور النيل من قوتها، وسبق وأن أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أمن واستقرار السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

أما على الصعيد الشعبي، تحظى العلاقات بين شعبي البلدين بترابط منذ قديم الأزل منها المصاهرة، والاندماج تحت راية حكم واحد، وفي العصر الحديث سبق وأكد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن مصر مصالحها العُليا تتحدد بثلاث دوائر خارجية، العربية والإسلامية والإفريقية، ومن هنا تتضح الأهمية الكبرى للسودان بالنسبة لمصر لكونها تقع في كافة تلك الدوائر، هذا بخلاف كونها دولة حدودية مع مصر أمنها من أمن مصر والعكس صحيح.

في فترة أراد فيها الشعب السوداني التغيير وتحرك من أجل ذلك بدأ من نهاية 2018 لم تكن القاهرة في موقف المتفرج مع تصاعد حدة الأحداث، بل أكدت في عديد من المناسبات على مساندتها كل ما يقرره الشعب السوداني لمستقبل بلاده، وبلورت رؤيتها الصادقة من خلال محاولات حثيثة للتقريب بين وجهات نظر الأطراف السودانية، وتهيأت المناخ السياسي للحوار السوداني - السوداني على أرض القاهرة بإستضافة كافة الأطراف السودانية دون تدخل.

منذ ذلك الحين وبدأت مرحلة جديدة يزداد فيها الإدراك المصري السوداني بوحدة الأهداف والمصير ووجوب التنسيق لتجنُب أية سيناريوهات غير مرجوه، وهو ما تُرجم على أرض الواقع من خلال زيارات متبادلة رفيعة المستوى بين الطرفين، من بينها زيارات لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان ونائبة محمد حمدان دقلوا واستهدفت تلك الزيارات تعزيز التعاون بين  شعبي وادي النيل في المجالات كافة ودون أي استثناءات.

كما تُعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي السودان دليلاً على عمق العلاقات المصرية السودانية وحرص الرئيس السيسي بأن تكون أول جوله خارجية له عقب  إعادة انتخابه لولاية ثانية إلى السودان الشقيق، حيث قام بـ 6 زيارات إلي الخرطوم، كما كان السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى ايضاً والتي تضمنت الجزائر وغنيا الاستوائية أيضاً.

لطالما كانت مصر والسودان دولتين مؤيدتين للسلام في مختلف القضايا والأزمات لكن ذلك لا يغني عن تدريبات عسكرية مشتركة يجريها الطرفين بشكل شبهه دوري من بينها "نسور النيل 1،2"، والمعروفة باسم " حماة النيل" إيماناً منهما بأهمية القوة في الدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية أياً ما كانت.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق