هل البطيخ ذو القلب الأجوف آمن أم ضار بالصحة؟.. طبيب يجيب
الثلاثاء، 17 مايو 2022 02:58 مريهام عاطف
كثير من التحذيرات إنتشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي من تناول البطيخ خاصة الذي يحتوي على تجاويف تشبه الشقوق من الداخل، ويحتوي أيضًا على بذور بيضاء، وفي بعض الأحيان يظهر نسيج البطيخ على هيئة قوام ليفي ذو لون أبيض والتي تعرف باسم "البطيخ ذو القلب الأجوف" وذلك بدعوي انه سام أو يسبب السرطان .
ومع انتشار ذلك ينتاب عشاق الفاكهة الصيفية اللذيذة "البطيخ" ، حالة من الخوف والفزع تبعدهم أو حتي تسبب لهم نوع من القلق عند تناوله .
فهل بالفعل مع وجود تلك التجاويف بالبطيخ لا يجب تناوله ويكون خطر ويسبب التسمم أو السرطان؟
يجيب علي ذلك السؤال الهام والخطيرالدكتورأحمد صلاح موسى صالح، بقسم علوم وتكنولوجيا الأغذية المساعد بكلية الزراعة، جامعة أسيوط قائلا يرجع ظهور التجاويف داخل قلب البطيخ بهذا الشكل للعديد من الاسباب ففي البداية كان يعتقد أن استخدام منظم النمو النباتي المسمى Forchlorfenuron هو السبب الرئيسي أو الوحيد فى ظهور البطيخ ذو القلب المجوف، حيث أن تلك المادة الكيميائية تعمل على تحفيز نمو وزيادة حجم الثمار بشكل سريع مما يؤدي الى عدم التوازن بين نمو قشرة الثمرة من الخارج والقلب من الداخل فيؤدي ذلك إلى ظهور التجاويف داخل قلب البطيخ، وكثر الحديث عن أثار تلك المادة وعلاقتها بالبطيخ المجوف بعد ظهور أخبار إنتاج بطيخ كبير الحجم فى الصين وحدوث انفجار لثمار البطيخ بسبب التطبيق الخاطيء لتلك المادة كمنظم للنمو حيث استخدمها الفلاحون بنسبة كبيرة عن الحدود المصرح بها.
ورغم أن هناك تحذيرات من خطر تلك المادة على البيئة والإنسان إذا ما تم استخدامها بشكل خاطيء ، إلا أن تلك المادة مصرح بإستخدامها فى حدود معينة لتحفيز النمو فى ثمار الكيوي والعنب فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك مصرح بإستخدامها فى الصين، ولكن تبقى أخطاء التطبيق والإستخدام الآمن من قبل المزارعين أو الفلاحين قائمة.
وقد يرجع السبب الثاني الي زيادة النيتروجين فى التربة أو عن طريق زيادة استخدام السماد النيتروجيني ومياه الري قد يؤدي ذلك إلى حدوث التجاويف فى البطيخ وظهور تلك المشكلة إلى أن أجريت بعض الأبحاث التى تبين من خلال نتائجها عدم وجود علاقة مباشرة بين ظاهرة البطيخ ذو القلب المجوف وزيادة النيتروجين أو مياه الري.
أما السبب الثالث والأهم والذي أثبتت الأبحاث صحته إلى حد كبير هو أن البطيخ ذو القلب المجوف أو الذي يحتوي على التجاويف ينتج بصفة أساسية عن عدم التلقيح الجيد أو الكافي أثناء نمو الأزهار والثمار ويساعد على ذلك عدم كفاية عدد الأزهار المذكرة وحبوب اللقاح أو عدم توافر وسائل نقل حبوب اللقاح مثل النحل والرياح وغيرها، كما أن الظروف المناخية السيئة مثل الجو البارد وكذلك التقلب بين الجو البارد والحار أو الرطب والجاف أثناء الإنتاج تساعد على عدم التليقح الجيد ونقص إفراز الهرمونات النباتية التى تنظم النمو الطبيبعي للثمار ومن ثم يحدث خلل فى كثافة النسيج داخل الثمرة ونمو بذور غير مخصبة ينتج عنها التجاويف داخل ثمار البطيخ. كما أنه وجد أن ظاهرة البطيخ ذو القلب المجوف تكون منتشرة بنسبة كبيرة فى البطيخ الذي يزرع مبكرًا عن موعد زراعة البطيخ أو موسم الزراعة الرسمى وذلك بسبب الظروف الجوية غير الملائمة فى ذلك الوقت، يضاف إلى ذلك أن التغذية وصنف البطيخ وتركيب العناصر فى التربة مثل البورون يعتقد أن لها أثر فى ظهور البطيخ المجوف.
سلامة البطيخ
وعما إذا كان البطيخ ذو القلب المجوف آمن ويمكن أكله أم أنه ضار بالصحة؟ يشير الدكتور أحمد صالح الي أن البطيخ أمن وصحي مؤكدا أن البطيخ ذو القلب المجوف الناتج عن أسباب طبيعية مثل عدم كفاءة التلقيح وسوء الظروف المناخية أثناء الإنتاج هو بطيخ آمن وصالح للأكل دون أي أثر على الصحة.
مضيفا حتي البطيخ الذي يحتوي علي متبقيات مادة Forchlorfenuron فقد أثبتت العديد من الأبحاث التي تم إجرائها علي البطيخ أمانه حيث تم رشه تلك المادة على أزهار البطيخ بنسب محدده، ثم تم أخذ ثمار البطيخ أثناء النمو وبعد بلوغها أوزان محددة وبعد النضج وتم تقدير المتبقى من تلك المادة ووجد أن المتبقى منها فى الثمرة لم تتعدى نسبته واحد ميكروجرام لكل كيلوجرام بطيخ وهذه النسبة لا تسبب ضرر بالصحة، ومن ثم يمكن القول أنه حتى فى حالة استخدام تلك المادة فى إنتاج البطيخ فإن المتبقي منها فى الثمرة النهائية قد لا يسبب ضرر للإنسان، ويجب على الأجهزة المعنية فى مصر التحقق من استخدام هذه المادة من عدمه وضمان تطبيقها بالشكل السليم فى حال استخدامها والتصريح بها أو بغيرها من منظمات النمو النباتية والمغذيات.
ويقول الدكتور أحمد صالح أنصح كل من يريد شراء ثمار البطيخ أن يقوم بشراء البطيخ متوسط الحجم والابتعاد عن ثمار البطيخ الكبيرة جدًا.