قطار رمضان .. الشراقوة يعشقون البط والدجاج والمحشى في أول أيام الصيام .. وعزومات "البيت الكبير " أبرز مظاهر شهر الصوم

يتميز الإفطار في محافظة الشرقية بمذاق خاص ، حيث يحرص الشراقوة علي العزومات والولائم في اليوم الأول من شهر رمضان ، حيث يعرف بيوم الولائم، فلا تخلو مائدة من البط والدجاج والمحشى " محشي "ورق العنب والكوسة والبذنجان "، وهى مأكولات اشتهرت بها المحافظة فى أول أيام الصوم، خاصة داخل القرى، نظرًا لاعتماد الأهالى على تربية الطيور فى منازلهم فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم.

وتستعد ربة المنزل لليوم الأول من الشهر الكريم منذ الصباح بتجهيز المائدة، التى تضم البط والدجاج، حيث يجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة (الطبلية)، فيكون الرجال فى جانب والنساء فى جانب آخر، وسط جو ملىء بالبهجة، وبعدها يتم تناول الكنافة والقطايف والمهلبية.

ومن العادات التى لم تنقطع طوال شهر رمضان ويواظب على إقامتها أهالي محافظة الشرقية هي إقامة المآدب الرمضانية بشكل متكرر طوال الشهر الكريم، حيث يستضيف بيت العائلة "البيت الكبير" جميع أفراد العائلة فيتم لم شمل الأسر مع الأصدقاء والأحباب.

أما عقب صلاة التراويح فيحرص الشراقوة علي الاجتماع فى جلسات روحانية بدوار القرية لتلاوة القرآن الكريم وتنظيم امسيات للأذكار ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتمتد السهرة حتى قرب موعد السحور.

وتشهد ملاعب القرية اقبالا كبيرا من الشباب بعد تناول الافطار للمشاركة فى الدورات الرياضية فى خماسيات كرة قدم والشطرنج وكرة اليد وتنس الطاولة.

ويحرص كبار العائلات فى القرى على شراء اللحوم والطيور وتقديمها لأقاربهم فى اطار حرصهم على استمرار كرم الشراقوة.

ويتميز أهالي الشرقية بالكرم الشدديد، خاصة وأنهم أصحاب واقعة " عزومة القطار علي الإفطار"، حيث كان أحد القطارات يمر على قرية من قرى المحافظة وتعطل، وكان ذلك قبل ميعاد الإفطار بوقت قصير، فما كان من أهل هذه القرية إلا أن قاموا بأخذ إفطارهم وأسرهم وذهبوا لمكان تعطل القطار ووضعوا إفطارهم أمام كل من كان فى القطار، وتناول الجميع وجبة الإفطار فى صورة إنسانية رائعة، ومن هنا أصبح يقال على الشراقوة أنهم هم الذين "عزموا القطار على الإفطار".