لم يسكنوا معسكرات ولا مخيمات.. قصة 5 مليون لاجئ يعاملون مثل المصريين في «أم الدنيا»

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 06:23 م
لم يسكنوا معسكرات ولا مخيمات.. قصة 5 مليون لاجئ يعاملون مثل المصريين في «أم الدنيا»
الاجئين فى مصر
أمل غريب

 

تستقبل مصر مئات آلاف من اللاجئيين سنويًا، من دول حدودية كالسودان وليبيا وفلسطين حتى سوريا والعراق واليمن على مر عقود من الزمن، وارتفعت نسب الاستقبال خاصة بعد الغزو الأمريكي على لعراق في مطلع القرن الجاري، مرورًا بما شهدته المنطقة من أحداث أدت إلى نزوح مئات الآلاف من أوطانهم نتيجة الفوضى التي أخلفتها ثورات الربيع العربي في عام 2011.

وفي آخر إحصائية رسمية لها، كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، عن ارتفاع عدد إجمالي اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر، ليصل عدد الأشخاص الذين تعني بهم المفوضية في عام 2019 بنحو 280,000 شخص، عبارة عن لاجئين وطالبي لجوء من العراق وإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان واليمن.

يعيش اللاجئون وطالبو اللجوء في مناطق حضرية إلى جانب المجتمعات المحلية، منهم 22 ألفا و675 لاجئا مسجلين على أراضيها، من بينهم 127 ألفا و414 سوريا، بما يعادل 57% من إجمالى اللاجئين المقيمين على الأراضي المصرية، فيما يوجد 36  ألفا و195 لاجئ سوداني، و14 ألف و564 لاجئ إثيوبي، و12 ألف و959 لاجئ من إريتريا، و10 آلاف و518 لاجئ من جنوب السودان، فضلا عن 50 ألف و25 لاجئ من 51 دولة أخرى، وذلك فى نهاية شهر يونيو 2019، بزيادة قدرها 24%.

نتيجة بحث الصور عن اللاجئين السوريون فى مصر
 

وأوضح تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة، أن شهر يناير من عام 2019 شهد قدوم 1897 لاجئ جديد إلى مصر، من بينهم 416 سوريا، بالإضافة إلى قيام 2545 لاجئ جديد بالتسجيل في مصر، من بينهم 722 سوريا، مشيرة إلى أن السوريين كان لهم النصيب الأكبر من إجمالي عدد اللاجئين وطالبي اللجوء إلى مصر، إذ بلغت حصتهم 58%، ثم تلاهم السودانيون بنسبة 17%، بينما جاء الإثيوبيون بنسبة 7%، والإريتريون بنسبة 5%، ومواطنو جنوب السودان 4%، وفيما بلغت نسبة الصوماليون 3%، بينما تساوى معهم العراقيون بنسبة 3%، ومعهما مجموع حصص باقى الجنسيات بنسبة 3%، مشيرة إلى أن 74% من إجمالي عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر، تتركز إقامتهم في القاهرة الكبرى، تليها محافظة الإسكندرية، ثم محافظات الشرقية، ودمياط، والدقهلية.

وكشف مسئول داخل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، عن أن الأرقام المعلنة من جانب المفوضية، هي الأرقام الرسمية لأعداد اللاجئين المسجلين رسمياً للحصول على المساعدات المحددة، إلا أن هناك الآلاف من اللاجئين الموجودين على الأراضي المصرية غير مسجلين لدى المفوضية.

الاجئين اليمنون فى مصر
 

وأكد مسئول المفوضية، أن القيادات المصرية سبق وصرحت بأن أعداد اللاجئين على الأراضي المصرية، بلغ 5 ملايين شخص، مشيرا إلى أن مفوضية اللاجئين لا تعلن إلا عن الأسماء المسجلة لديها في كشوفها الرسمية، مشيرا إلى أن مصر تعد بلد عبور للاجئين وراغبي اللجوء إلى دول أخرى، خاصة الإريتريين، والإثيوبيين، والعراقيين، والصوماليين، والسودانيين، والفلسطينيين الفارُّين من سوريا.

وعن عدد اللاجئين في مصر، وطريقة تعامل الدولة معهم، أوضح  وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال لقاء سابق في جينييف، مع فليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أن الإدارة المصرية ترفض فكرة عزل اللاجئين داخل معسكرات إيواء، مثلما تتعامل معهم بعض الدول الأخرى، حيث  تحرص على دمجهم في المجتمع ومشاركة المواطنين كافة الخدمات العامة التي توفرها مصر، لمواطنيها خاصة في قطاعات التعليم والصحة.

وفي نفس السياق، أكد الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن مصر، كانت ولا تزال وطنا لكل شعوب المنطقة وأفريقيا، في أوقات الصراعات والأزمات، مشيرا أن مصر، استقبلت المواطنين الكويتيين عند غزو الكويت، ثم احتضنت العراقيين بعد الغزو الأمريكي لبلادهم، وكانت ملجأ أمنا للسوريين والليبيين واليمنين ومواطني جنوب السودان وغيرهم، ومن هنا يطلق عليها «أم الدنيا»، حيث تحتضن كل الشعوب في وقت المحن.

لاجئين افارقة فى مصر
لاجئين افارقة فى مصر

 

وأوضح أنه زار معسكرات للاجئين في عدد من الدول، وشاهد أمور يندى لها الجبين، وكانوا يسكنون في عشش رديئة بلا أسقف أو في أحسن الأحوال مغطاة بالبلاستيك، وبها صرف صحي غير مغطى، وهو المشهد الذي لا يمكن أن تراه في مصر، إذ يعيش اللاجئ بجوار المصري، بل ويفتح له المجال في الاستثمارات والمشروعات التجارية والصناعية.

على الجانب الأخر، يرى النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن مصر، الدولة الوحيدة في العالم التي تستضيف لاجئين ولا توطنهم داخل مخيمات أو معسكرات للاجئين مثلما تفعل دولا أخرى، بدليل وجود لاجئين فيها من 52 دولة في العالم، لا يكادوا يشعرون بأي غريبة، مشددا على أن هناك الكثير من الفضائح تكشفت خلال الفترة الأخيرة حول طريقة التعامل الأوربي مع اللاجئين بشكل غير آدمي، مما جعلهم عرضة لعصابات الإتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، بينما في مصر، فإنها البلد الوحيد التي اختلط نسيج اللاجئين فيها مع الشعب المصري.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق