مصيدة الصعود إلى «صعدة».. الحوثيون بين مطرقة الأرض السعودية وسندان الجيش اليمني

الخميس، 05 يوليو 2018 03:00 م
مصيدة الصعود إلى «صعدة».. الحوثيون بين مطرقة الأرض السعودية وسندان الجيش اليمني
عناصر من الجيش اليمني
حازم حسين- وكالات

عقب أسبوع حافل من العمليات العسكرية الناجحة في الحديدة ومحيطها، والنجاح في السيطرة على المطار والمحاور المؤدية إليه، وأقف الجيش اليمني وقوات التحالف العربي العمليات في الحديدة، تمهيدا لتطويرها على محاور أخرى.

في وقت لاحق واصلت القوات اليمنية المدعومة بإسناد من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، تحركها على المحاور الشمالية باتجاه صعدة، وشرقا باتجاه صنعاء، في إطار تتبع ميليشيات الحوثيين واستهداف معاقلهم الكبرى.

عمليات الحديدة أسفرت عن إحكام الخناق حول الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وقطع خطوط الإمداد والتمويل الآتية من الدوحة وطهران عبر مطار وميناء الحديدة، مع السيطرة على المطار وفرض أطواق أمنية في المياه الإقليمية والدولية، بشكل خصم كثيرا من قوى الميليشيات وقدراتها العسكرية ومرونتها في التحرك والمناورة.

أحدث الانتصارات التي أحرزتها القوات اليمنية جاءت على محور محافظة "صعدة"، فبحسب العميد ياسر الحارثي، قائد اللواء 102 بالجيش اليمني، فإن قوات الجيش المدعومة بإسناد من التحالف نجحت خلال الساعات الأخيرة في السيطرة على سلاسل جبال "مزهر" والطريق المؤدية إلى قرية مزهر في "صعدة" شمالي اليمن.

خلال الأيام الماضية، تخوض وحدات الجيش اليمني، مدعومة بإسناد مباشر من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، اشتباكات ومعارك موسعة على عدد من المحاور في محافظة صعدة ومحيطها، وشهدت هذه العمليات المتواصلة نجاحات كبيرة للقوات اليمنية في مواجهة ميليشيات الحوثيين، أبرزها تحرير عدد من المواقع في الطرق المؤدية للمحافظة، وعلى جبهة الملاحيظ في مديرية الظاهر جنوب غربي صعدة، وهي أحد المعاقل الرئيسية المهمة وشديدة التحصين للحوثيين.

في تصريحات نقلتها قناة العربية الإخبارية اليوم، يقول العميد ياسر الحارثي، إن "قرية مزهر تطل على مديرية باقم من جهة الشرق، ولا تفصلهما إلا مسافة تقل عن 5 كيلو مترات، والقوات اليمنية تسعى حاليا لاستعادة القرية من الحوثيين تمهيدا للتقدم نحو باقم" مشددا على أن وحدات الجيش تتجنب الإضرار بالمدنيين، ولا تتورط في قتل طفل أو شيخ أو امرأة، كما يفعل إرهابيو الحوثيين الذين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.

على محور آخر، نجحت الكتيبة السادسة بالجيش اليمني في السيطرة على عدد من المرتفعات الجبلية و"التباب" في محيط مركز مديرية باقم، بحسب ما أكده الرائد مشعل البيل،قائد الكتيبة، مشيرا إلى استمرار المعارك والاشتباكات المباشرة، واستمرار تقدم القوات الرسمية في الطرق المؤدية لقرية مزهر.

خسارة الحوثيين للقطاع الأكبر من الساحل الغربي، بخسارة مناطق شاسعة في الحُديدة ومحيطها، يدفع الميليشا باتجاه آخر ملاجئها، سواء في صنعاء المتاخمة لـ"الحديدة" أو في صعدة بأقصى الشمال، والأخيرة تمثل فخًّا كبيرا للحوثيين، في ضوء متاخمتها للأراضي السعودية، وصعوبة الحركة والمناورة فيها، والأهم صعوبة فتح خطوط إمداد لدعم العناصر المتحصنة داخلها، خاصة مع السيطرة على محافظات الجوف وعمران وحجة المتشاركة معها في الحدود.

النجاحات الأخيرة على محاور الحديدة، وفي الطريق باتجاه صعدة ومحيطها، والسهولة التي يتقدم بها الجيش اليمني، تؤكد تراجع القدرات العسكرية واللوجستية للميليشيات الحوثية، بشكل ربما يقود خلال الأسابيع المقبلة لإحكام الحصار حول عناصر الميليشيا في العاصمة صنعاء، وهي أكبر وآخر معاقلهم المهمة، وبسقوطها ستخسر تجمعات الحوثيين الظهير وخط الإمداد الأكبر، وستتحول وحداتها إلى جيوب متفرقة ومعزولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق