الأزهر الشريف في عام

الجمعة، 01 يناير 2016 02:29 م
الأزهر الشريف في عام
الأزهر الشريف

أعلن الازهر الشريف قيامه بدورٍ مهمٍ وفعَّال خلال عام 2015 باعتباره أكبر مُؤسسةٍ إسلامية في العالم، وبعمل دؤوب ومستمر لنشر وسطية الإسلام واعتداله وتعاليمه وقيمه السمحة، ومواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحصين الشباب، وتطوير المناهج التعليمية، والدفاع عن القضية الفلسطينية، معتمدا في ذلك على العديد من الإجراءات الناجحة والخطط المثمرة على كافة المستويات من خلال برامجه وعلمائه ووعاظه ومبعوثيه وطلابه وقوافله

كما اشار بيان لمشيخة الازهر اليوم الجمعة حول جهود الأزهر على الساحتين المحلية والدولية خلال عام 2015 الى دور الجولات الخارجية واللقاءات المتكررة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي عبرت بشكل واضح عن ثقل الأزهر ودوره المهم والكبير داخليا وخارجيا وما قام به الازهر للتصدى للافكار المتطرفة وايفاد العلماء للخارج .
وأوضح البيان ان الأزهر الشريف تبنى موقفًا واضحًا وسياسة رصينة لمكافحة كافة التيارات الفكرية المنحرفة، ارتكزت على الرفض التام والإدانة الفورية والعاجلة لكافة أشكال الإرهاب، مع التأكيد المستمر على براءة الإسلام من كل ما تقوم به هذه العصابات المنحرفة، التي تنفذ أجندات خارجية وتهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتعاليمه السمحة.

كما أشار الى عقد الأزهر أول مؤتمر عالمي لمواجهة التطرف والإرهاب ودعا إليه ممثلين عن 120 دولة من مسلمين "سنة وشيعة"، ومسيحيين وبعض الطوائف الأخرى؛ للوقوف على صيغة موحدة ضد التطرف والإرهاب، إضافة الى تطوير لغة الخطاب الديني، وعقد فضيلة الإمام الأكبر العديد من اللقاءات مع العلماء والساسة والمثقفين داخليا وخارجيا ليعلن للعالم كله أن الإرهاب لا دين له وبمثابة الوباء الذي ينخر في عضد الأمة ويمزق الأوطان .

كما اتخذ الأزهر خطوات جادة لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية؛ بعقد الندوة التحضيرية لمؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية والتي شارَكَ فيها نُخبةٌ من كبارِ العلماءِ، وشَهِدَها جمعٌ كبيرٌ من المُفكِّرين والمُثقِّفين والكُتَّاب والإعلاميِّين بهدف الوصول إلى وضع الأسس السليمة للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية ، كما عقد الأزهر سلسلة لقاءات مع الأدباء والمثقفين لصياغة وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الديني .

وحول تطوير المناهج الأزهرية خلال عام 2015 اشار البيان الى النهضة التعليمية غير المسبوقة للازهر ، حيث طهرت اللجان التي شكلها الأزهر لتطوير التعليم الأزهري المناهج الأزهرية لكافة المراحل التعليمية في ثوبها الجديد بما يضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، وعقد دورات تدريبية لطلاب ومدرسي المعاهد الأزهرية بمركز تعليم اللغة الإنجليزية بالأزهر بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، لتدريس العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية، كما قدم 20 منحة للطلاب البريطانيين لدراسة العلوم الإسلامية والعربية بالأزهر.

كما انتهى الازهر من وضع إستراتيجية شاملة (طويلة – متوسطة – قصيرة) الأجل من خلال الخبراء والمتخصصين للنهوض بالأزهر الشريف تعليميا ودعويًا، وجعل العمل الميداني هو شعار العام الدراسي المقبل، وتفعيل الأنشطة الطلابية ودعم النشاط الرياضي والثقافي للطلاب في جميع المراحل التعليمية.

وأوضح البيان تشكيل الأزهر الشريف لجانًا علمية استمرت أكثر من عام ونصف تواصل العمل فيها ليل نهار لمراجعة الكتب والمناهج الدراسية لمرحلة التعليم قبل الجامعي، حيث انتهت هذه اللجان بالفعل من تطوير جميع مناهج التعليم قبل الجامعي وتم تطبيقها كاملة بداية من العام الدراسي الحالي ، ووجه فضيلة الإمام الأكبر بمراجعتها سنويا ثم تطويرها كل 3 سنوات، كما تم استحداث مادة "الثقافة الإسلامية" لتحصين الطلاب من أي فكر متطرف ، فضلا عن قيام لجان متخصصة تعمل الآن على تطوير التعليم الجامعي بالأزهر.

وفي إطار التجديد في مجال العمل الدعوي..اتخذ الأزهر الشريف خطوة جديدة من نوعها وهي فتح الباب أمام السيدات للعمل في مجال الدعوة والإفتاء حيث تم الإعلان عن تعيين 500 واعظة بالأزهر ، فضلًا عن الانتهاء من إعداد مركز الفتاوى المباشرة والذي سيتم العمل فيه قريبا للرد على فتاوى المواطنين عبر الهاتف والبريد الالكتروني ووسائل الاتصال الحديثة ويضم أكثر من 300 من علماء الأزهر الشريف ويعمل على مدار اليوم دون توقف، إضافة إلى تطوير العمل بلجنة الفتوى بالجامع الأزهر والتي أصبحت تضم حاليًا مجموعة كبيرة من علماء الأزهر الشريف.

كما أطلق فضيلة الإمام الأكبر شهر يناير الماضى بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة " مبادرة الأزهر يجمعنا" والتي استهدفت الوصول إلى 4000 مركز شباب في جميع أنحاء الجمهورية ، وذلك للتواصل مع الشباب وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة التي تحاول النيل من عقولهم؛ وقد تم تنفيذ الفعاليات الخاصة بالمبادرة من خلال 1169 برنامج في أماكن مختلفة شملت مراكز الشباب والمناطق العشوائية وغيرها في مناطق الجمهورية التي شهدت إجراء حوارات ونقاشات بين الشباب وبين القائمين على المبادرة من علماء الأزهر الشريف.

واشار بيان المشيخة الى ما قام به الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر بإيفاد "قوافل السلام الدولية" إلى العديد من دول العالم المختلفة في قارات أمريكا وآسيا وأوروبا وإفريقيا لتعزيز السلم في المجتمعات ونشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وبناء جسور الحوار والتعايش بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة وكشف زيف الإرهاب الذي يرتكب جرائمه باسم الدين الإسلامي وهو منه براء.

كما أنشأ الأزهر الشريف خلال العام المنصرم مرصدًا باللغات الأجنبية لرصـد ومتابعة وتحليل كل ما ينشر عن الإسلام وتعزيز صورته الإيجابية ، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي ترسخت في أذهان بعض الشباب ودعم السلم المجتمعي، والتعرف على مواقف واتجاهات الرأي العام العالمي تجاه مختلف القضايا التي تمس الإسلام والمسلمين.

كما دعا الأزهر الشريف في أكثر من مائة بيان إدانة إلى تجريم الممارسات الإرهابية الغاشمة التي يرتكبها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية ،وطالب المجتمع الدولي بتوحيد كافة الجهود للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية بكل السبل والإمكانات المتاحة؛ لتخليص العالم من شرورها وجرائمها، وحذر فضيلة الإمام الأكبر من أن خطر هذه التنظيمات الإرهابية لن يقتصر على الدول الإسلامية بل سيضرب بأوصاله في أوروبا وأمريكا وكل مكان في العالم.

واشار البيان الى الجولة الاوروبية للامام الاكبر الى إيطاليا وبريطانيا لعقد الحوار الأول بين حكماء الشرق والغرب بمدينة فلورنسا التاريخية وذلك بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة للتعايش السلمي وتعزيز ثقافة السلم وقبول الآخر وإعادة الثقة بين الشرق والغرب.

كما شارك الأزهر الشريف في العديد من الفعاليات المهمة لمناهضة العنف والإرهاب والتطرف في شتى بقاع الأرض منها على سبيل المثال : ملتقى" متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" بالعاصمة الأردنية عمان ، كما شارك بمنتدى شرم الشيخ لتحصين شباب الجامعات ضد التطرف والإرهاب والمؤتمر الدولي لمواجهة داعش بنيويورك ومنتدى فاس لمناهضة التطرف والإرهاب .

بالنسبة للقضايا العربية انتفض الأزهر الشريف خلال عام 2015 دفاعًا عن القضية الفلسطينية، ولم يتردد لحظة واحدة في إدانة الاعتداءات الوحشية المتكررة على الشعب الفلسطيني، بل انحاز انحيازًا تاما للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وأعلن فضيلة الإمام الأكبر مساندته له حتى استعادة كافة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف

وطالب المجتمع الدولي بسرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، والقيام بتحرك عربي ودولي عاجل مستهجنًا حرق مستوطنين لرضيع فلسطيني بنابلس ورافضًا للاعتداءات المتكررة بحق المسجد الأقصى رافضا لفكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .

كما أعرب الأزهر الشريف عن مساندته لقضية المسلمين في ميانمار (بورما) فأدان ما يحدث بحقهم من انتهاكات، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات تمثل عارا على جبين الإنسانية، وطالب أحرار العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ المواطنين المسلمين بميانمار من الاضطهاد والتهجير الذي يتعرضون له، والضغط على سلطات ميانمار، لوقف هذه الممارسات التي تخالف كل الأعراف الإنسانية والأديان السماوية.

كما دعا الأزهر إلى وحدة الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه، وأعلن دعمه لحق الشعب اليمني في الاستقرار، وأشاد بالتحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب داعيا إلى تشكيل تحالف فكري إسلامي من العلماء لمواجهة الإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق