"تصفية حسابات".. "صوت الأمة" تكشف بالمستندات تفاصيل خطيرة في أزمة نقص البنسلين.. هل تورطت وزارة الصحة؟

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 05:07 م
"تصفية حسابات".. "صوت الأمة" تكشف بالمستندات تفاصيل خطيرة في أزمة نقص البنسلين.. هل تورطت وزارة الصحة؟
أزمة نقص أدوية البنسلين في الأسواق

- وزارة الصحة كانت تعلم بالأزمة قبل حدوثها بـ 3 شهور
- خطاب من "أكاديما انترناشيونال" لإدارة الصيدلة للتحذير من الأزمة 
- مليون ونصف وحدة بنسلين كانت بالأسواق في أبريل الماضي بعد أن ترك شعراوي "أكاديما انترناشيونال"
- الدكتورة ألفت غراب رئيس الشركة العربية للأدوية صنعت الأزمة.. و"تصفية الحسابات" كلمة السر 
 
"تصفية حسابات.. يدفع ثمنها الأطفال"، جملة ربما تلخص تفاصيل أزمة نقص دواء "بنسيتارد" الخاص بالحمى الروماتيزمية، والتي نشبت قبل 5 أشهر، دفع على مدارها الثمن أطفال مرضى وأسرهم بلا ذنب، كما ضاعت المسؤولية المباشرة بين اتهامات متبادلة بين أطراف عدة، ووسط تجاهل وتخاذل مريب من المسؤول الأول وهو وزارة الصحة، التي لم تقدم تفسيرا واضحا للأزمة أو سبل لحلها، ولم تستجب لتوسلات الأهالي، أو تتأثر بتأوهات الأطفال.
 
وزارة الصحة المسؤول الأول عن "علاج المصريين وصحتهم"، تحولت إلى مقعد المتفرج، وراحت الاتهامات تحاصر "مدحت ص.ش" رئيس مجلس إدارة شركة "اكديما" الحكومية للأدوية السابق، رغم أن المستندات الخاصة بالقضية والتي حصلت عليها "صوت الأمة" تؤكد أن وزارة الصحة كانت تعلم بالأزمة قبل حدوثها  بـ3 أشهر، بخطاب رسمي وصل إليها من إحدى جهاتها الرسمية، أي أن المسؤولين بوزارة الصحة ظلوا طوال 90 يوما يترقبون الأزمة دون أن يحركوا ساكنا حفاظا على "قلوب الأطفال"، ودون أي رادع من ضمير أو محاسبة، ما يعزز طرح فكرة "تصفية الحسابات" بين أطراف توصلت "صوت الأمة" لعدد منهم.
 
"مدحت ص.ش"، أحد المتهمين في القضية، تقول المستندات إنه قام عبر شركة "اكديما انترناشيونال"، وقبل إقصاءه عن منصبه، بتوريد مليون وحدة بنسلين إلى الشركة المتحدة للصيادلة لتوزيعها على الأسواق، إضافة إلى باقي الشركات الموزعة، وأن هذه الكميات تكفي حاجة الأسواق ما لا يقل عن 3 شهور فقط، ما يؤكد أن الأزمة مصطنعة، ويتحمل مسؤوليتها عدد من الأطراف الأخرى التي ظلت تراقب وتنتظر، وليس "مدحت ص.ش" وحده.
 
غادر "مدحت ص.ش" شركة "اكديما"، وتولت الدكتورة ألفت غُراب محله، وبين يديها وفي أدراج مسؤولي الصحة في مصر مستندات تؤكد أن هناك أزمة "بنسلين" ستحدث، ما يدعو للتساؤل، ماذا فعلت؟، وما هي الإجراءات التي اتخذها المسؤولون بوزارة الصحة لتجنب الأزمة، الإجابة لا شئ سوى الانتظار، تاركين لنا السؤال، لماذا؟. 
 
بتعقب "صوت الأمة" لخفايا الأزمة وكواليسها إيمانا بدورها في كشف الحقائق كلها دون مواربة، وعرضها على الجمهور، ومحاولة الإجابة على السؤال الأخطر "لماذا؟، حصلت على معلومات موثقة بمستندات رسمية، تكشف أن "مدحت ص.ش"،  ما هو إلا ساتر تخفت وراءه الأطراف الحقيقة لأزمة البنسلين، في حين أن وزارة الصحة وأطراف أخرى سوف تكشف عنها السطور القادمة، هم من وقفوا وراء الأزمة.

هل تورطت وزارة الصحة في صناعة أزمة البنسلين؟
 
وزارة الصحة، ادعت أن رئيس "اكديما انترناشيونال" السابق المتسبب في توقف استيراد البنسلين، إلا أن المستندات –حصلنا على صورة ضوئية منها-  أكدت أن شركة "اكديما" وردت في شهر أبريل الماضي مليون وحدة بنسلين إلى الشركة المتحدة للصيادلة لتوزيعها على الأسواق، إضافة إلى باقي الشركات الموزعة، وأن هذه الكميات تكفي حاجة الأسواق ما لا يقل عن 3 شهور فقط، مع الوضع في الاعتبار أن رجل الأعمال "مدحت.ص" ترك إدارة الشركة في نفس الشهر، وكانت وزارة الصحة والشركة القابضة برئاسة ألفت غراب، على علم بكل تلك المعلومات، الأمر الذي يطرح سؤالاً: "لماذا لم تتحرك الوزارة والشركة القباضة قبل انتهاء البنسلين من الأسواق؟".
 
8
 

ألفت غراب "اللغز"

التحريات والمستندات تؤكد أن هناك متهماً رئيسياً في القضية، هو رجل الأعمال "مدحت.ص"، وهناك علامات استفاهم كثيرة تدور حول الدكتورة ألفت غراب رئيسة شركة "اكديما القابضة"، والتي تعلم تمام العلم أن العقار الحيوي يتم توفيره من قبل 7 شركات أدوية، ما بين الإنتاج والتصنيع المحلي، من بينها 6 شركات تابعة لوزارة قطاع الأعمال تحت مظلة الشركة القابضة للأدوية، وهي عاملة في تصنيعه محليًا بعد استيراد المادة الخام؛ وهي شركة النيل وشركة مصر والنصر وسيد التابعين للشركة القابضة للأدوية، إضافة إلى شركة تصنيع أخرى، وهي شركة المهن الطبية التي تتبع شركة أكديما القابضة، فضلًا عن وجود شركتين أخيريين تتبع نفس الشركة قائمتين على الاستيراد من الخارج، وهما "اكديما إنترناشونال وأكتوبر فارما" التابعتين للشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الدوائية "أكاديما القابضة".

المرأة اللغز في أبريل 2017 – وقت بداية الأزمة – قامت بتغيير رئيس مجلس إدارة شركة أكديما إنترناشيونال، "مدحت. ش"، ووقف نشاط استيراد الأخيرة لحين الكشف عن العلاقة بين الشركات وتأخر سداد المديونيات، وذلك من خلال تشكيل لجنة لفحص تلك الأمور، ووفقاً لما كشفته المستندات فإنه كانت هناك بعض المديونيات على شركة أكديما إنترناشيونال قبل أن يترك رئيس مجلس الإدارة السابق منصبه بسبب أزمة تدبير العملة، وأيضًا بسبب أن جزءا كبيرا من أموال الشركة، كان يتم توجيهها لبناء مصنع "الهرمون" الذي اُفتتح قريبًا، كون أول إنتاج له يُغطي معظم مديونيات الشركة، في حين أن المورد الأجنبي للبنسلين يُحول إليه جزء من قيمة الرسائل الاستيرادية المطلوبة وجزء آخر من المستحقات القديمة عن طريق شركة تكنوفارما، كونها الوكيل التجارى للشركة.

 
1
 

الكارثة الكُبرى تمثلت في إرسال الدكتورة ألفت غُراب، وفد من شركة أكديما إنترناشيونال إلى المورد الأجنبي في الصين، وإبلاغه بأن رئيس مجلس إدارة الشركة السابق تتم ملاحقته قضائيًا، وأن مُستحقاته السابقة لدى شركة تكنوفارما، التي يرأسها أيضًا "مدحت. ش"، رئيس مجلس إدارة اكديما انترناشيونال السابق، وهو ما أدى في النهاية إلى إيقاف التعامل مع المورد الصيني وعدم توريد العقار بسبب سوء إدارة اكديما القابضة للأزمة وتصفية حسابات شخصية على حساب المريض، والذي يؤكد ذلك نصوص العقد المبرم بين اكديما انترناشيونال وشركة تكنو فارما، يشير إلا أنه ليس من حق الأخيرة الاستيراد إلا بموافقة شركة اكاديما، ما يؤكد عدم مسؤلية "تكنو فارما" عن الأزمة، بحسب تصريحات وزارة الصحة.

 
2
 

لم تقف الكارثة عند هذا الحد، فقد كشف مستند – حصلنا على صورة منه- صادر إلى إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، عن التحذير من وجود أزمة بنسلين بالأسواق، والذي يحذر من قدوم أزمة بنسلين بسبب توقف المفاوضات مع المورد الصيني، وأن رئيس مجلس إدارة شركة "تكنوفارما" خاطب رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة في 19 نوفمبر 2017، يحذر من حدوث أزمة في عقار البنسلين، وكذلك موافقته على استيراد شركة "أكديما إنترناشيونال" لـ900 ألف "فيال" بنسلين من المورد الأجنبي مباشرة دون أدنى مسئولية من الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، كون "تكنوفارما" الوكيل الحصري لهذا المُستحضر ولا يحق لغيرها الاستيراد.

 
3
 
 
 
4
 
 

 

تعليقات (2)
الفساد له ناسه
بواسطة: جزاكم الله خيرا
بتاريخ: السبت، 16 ديسمبر 2017 08:42 ص

الف شكر علي التوضيح والكوره في ملعب القضاء

لا لقتل الاطفال
بواسطة: abdelsalam
بتاريخ: السبت، 16 ديسمبر 2017 05:23 م

يجب استعمال القوة الغاشمة ضد هؤلا القتلة بسبق الاصرار والترصد

اضف تعليق