الخارجية تشد الحزام.. سامح شكري يفرض إجراءات تقشفية على البعثات الدبلوماسية حول العالم

"شد الحزام" شعار رفعته وزارة الخارجية بتوجيهات رسمية إلى كافة البعثات الدبلوماسية حول العالم بضرورة مراجعة ميزانيتها و خطتها المالية خلال الفترة القادمة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، وتنعكس على كافة القطاعات بما فيها السلك الدبلوماسي هذا القطاع الحيوي الذي كان دوما معروفا بالقطاع "الأشيك" في مصر.

وزير الخارجية سامح شكري أصدر مجموعة من القرارات والتكليفات لكافة مساعديه بضرورة تخفيض نفقات وزارة الخارجية وتبني إجراءات تقشفية كما وصفها الوزير، وذلك بما يتناغم مع التوجه العام للدولة بضغط وترشيد النفقات.

ولكن اشترط الوزير خلال تنفيذ هذه القرارات أنها تكون  دون التأثير على الأداء المتميز والراقي للدبلوماسية المصرية والتي دائما ما تحظي بتقدير واسع على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي المقابل أكد مساعدو الوزير فى لقائهم الرسمى بسامح شكرى  أن أبناء وزارة الخارجية قادرون على الاضطلاع بالمسئوليات الجسيمة الملقاة على عاتقهم في ظل هذا الظرف الصعب والدقيق، ومن أجل التغلب على التحديات الراهنة داخلياً وخارجيا.

سامح شكري وزير الخارجية عقد اجتماع  مع مجموعة من مساعدى الوزير لبحث الموضوعات والملفات المتعلقة بسياسة مصر الخارجية، بالإضافة إلي أسلوب العمل والأداء داخل الوزارة وبمختلف السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، وذلك في إطار الحرص علي المتابعة الدورية والتواصل المستمر بين وزير الخارجية ومساعديه من السفراء المسئولين عن مختلف القطاعات الجغرافية والملفات السياسية داخل الوزارة.

و من كواليس الاجتماع الذى شهد نقاش مطول حول سبل تعامل وزارة الخارجية مع التحديات المتصاعدة في المنطقة والعالم، وخطة عمل وزارة الخارجية استجابةً لتلك التحديات، بما في ذلك الجهود التي تبذلها الدبلوماسية المصرية على مختلف المحاور الإقليمية والدولية لتأمين المصالح المصرية.

المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية علق على انعقاد هذا الاجتماع و أكد أنه حوار الوزير مع مساعديه تطرق لعدة محاور في عمل البعثات المصرية في الخارج علي رأسها الترويج لخطوات برنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي تتبناه الحكومة المصرية، ونقل صورة حقيقية عن طبيعة التطورات الجارية في مصر، فضلا عن مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة ضد الوطن، والعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، والاستفادة من قوة مصر الناعمة وتعزيز الدبلوماسية الثقافية كأحد الروافد الهامة في العمل الدبلوماسي.

وشدد شكري كذلك على الأولوية المتقدمة التي يحظي بها العمل القنصلي خدمةً لأبناء مصر في الخارج.

أكد شكري أهمية العمل على ترسيخ مكانة مصر ووضعيتها المتصاعدة إقليمياً ودولياً، والتأكيد على ثوابت واستقلالية مواقفها إزاء مختلف القضايا في المنطقة، التي تستند إلى مبادئ ثابتة، أهمها الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية وإعلاء قيم العيش المشترك بين الشعوب ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وإحلال السلام وتعزيز الأمن والاستقرار.

تناول اللقاء كذلك أهمية مراجعة أسلوب تقييم أداء الدبلوماسيين بما يتناسب مع تطورات العصر ومتطلباته، وقد أشار وزير الخارجية في هذا الصدد إلى ضرورة تعزيز دور الشباب من صغار الدبلوماسيين والتفاعل مع الجهود والمبادرات التي أطلقها الرئيس لتمكين الشباب وتعظيم الاستفادة من طاقتهم المتجددة وإمكانياتهم الواعدة، وبما يساعد على طرح أفكار مبتكرة وخلاقة تساهم في تحسين مستوى العمل داخل مختلف السفارات والقنصليات، واستكشاف آفاق جديدة وغير تقليدية للارتقاء بعلاقات مصر بمختلف دول العالم على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.