تنظيم «المرابطون».. يتزعمه «سفاح» على منهج القاعدة

الأحد، 13 نوفمبر 2016 09:35 ص
تنظيم «المرابطون».. يتزعمه «سفاح» على منهج القاعدة
محمد ربيع


 

اشتباكات استمرت لفترات من الزمن، بين تنظيمين إرهابيين، الأول «الملثمون» والثاني «جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» في منطقة الصحراء الكبري، انتهى المطاف بهما إلى تحالف زاد عن عام ونصف، انتهى بعدها بالتحام تحت مسمى جديد «المرابطون».  

 

«المرابطون» جماعة مسلحة أعلنت تأسيسها في 2013، تعد من أنشط الفصائل الإسلامية المسلحة بشمالي مالي والصحراء الكبرى، لكنها شهدت خلافات تنظيمية بين مكونيْها كادت تعصف بها، يتولاها في الوقت الحالي الإرهابي مختار بلمختار.

 

النشأة

 

في 23 أغسطس 2013، تأسس الجماعة بعد قرار المختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس» زعيم جماعة «الملثمون»، و أحمد ولد العامر المكنى «أحمد التلمسي» زعيم جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، عن دمج الجماعتين.

 

البيان التأسيسي لتلك الجماعة أوضح أن بلمختار يسعى لتأسيس دولة إسلامية وتوعد فرنسا بمهاجمة جيوشهم وتدمير مخططاتهم ومشاريعهم، داعيًا إلى «ضرب المصالح الأجنبية الموجودة في كل مكان».

 

التطور الهيكلي  

قرر بلمختار والتلمسي بعد اجتماعات عديدة على ألا يتولى أحدًا منهم إمارة التنظيم الجديد، على أن يتولاه المصري أبو بكر المهاجر، وذلك لأفضليته في صفوف القاعدة  حيث سبق له القتال في أفغانستان مرتين، الأولى نهاية الثمانينيات ضد الاتحاد السوفيتي، والثانية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ضد القوات الأمريكية.

 

لكن رئيس اللجنة الشرعية لجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، حماد ولد محمد الخير المكنى «أبو القعقاع» رفض حينها مبايعة «المهاجر»، فتم إخراجه من الهيكل الجديد بعد قبول بيعة رئيس مجلس شورى التنظيم عدنان أبو الوليد الصحراوي، فعُيّن عضوًا في مجلس شورى التنظيم الجديد، بينما رفض حماد البيعة وترك التنظيم نهائيًا.

 

أبو القعقاع كان يتولى مسئولية الإفتاء في حركة «التوحيد والجهاد»، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقد اعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط.

 

كذلك يعتبر سلطان ولد بادي- أحد النشطاء العرب سابقًا بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي- حيث كان يقود الحركة قبل أن ينشق عنها، منذ أكثر من شهر إثر خلافات مع بعض القادة الآخرين، ويلتحق بحركة أنصار الدين.

 

في فترة لم تتجاوز السنة، قتل أبو بكر المصري في إبريل 2014، في هجمات للقوات الفرنسية، وأصبح منصب الأمير شاغرًا، وقع الاختيار على أحمد ولد العامر التلمسي، كأميرًا جديدًا للتنظيم.

 

 ويعد أحمد التلمسي من أبرز قيادات حركة التوحيد والجهاد وهو أمير كتيبة أسامة بن لادن.

وذلك بعد رفض بلمختار تولي القيادة، لكن في نهاية 2014 اغتالت القوات الفرنسية «التلمسي»، فشغر منصب الأمير مجددًا للمرة الثانية خلال 15 شهرًا.

 

في ليلة مقتل أحمد التلمسي، كان بالمختار خارج منطقة أزواد مع عناصر من مجلس الشورى، فسارع أبو الوليد الصحراوي إلى أخذ البيعة من أعضاء الشورى الموجودين معه في شمال مالي وأعلن نفسه أميرًا للتنظيم، وهنا عادت حالة الاستقطاب الثنائي من جديد داخل صفوف الجماعة، بين فريقي «الملثمون» و«التوحيد والجهاد».

 

بعدما رفض بلمختار ومن معه من عناصر جماعته، إمارة الصحراوي، واعتبروها غير شرعية، وقالوا إن الصحراوي لا يزال شابًا تنقصه الحنكة والتجربة الكافية، فضلًا عن أن مدرسته الفكرية والإيديولوجية لا تلائم نهج التنظيم وتميل إلى التشدد والتهور، حسب بيانات تداولتها مواقع جهادية عن خلافات التنظيم.

 

تمسك أبو الوليد الصحراوي، ببيعته أميرًا للتنظيم، وبدأ في تسيير شئون التنظيم، انطلاقًا من موقعه الجديد، لكن الطرفين أبقيا على هذا الخلاف الداخلي في أوساطهما دون أن يخرج إلى العلن لمدة خمسة أشهر.

 

غير أن اتصالات ومشاورات بدأها المختار بلمختار مع قيادة  «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تهدف إلى دمج تنظيم «المرابطون» في القاعدة من جديد، وهو الامر الذي أظهر الخلاف إلى العلن، فقد سارع أبو الوليد الصحراوي بإعلان بيعة جماعته لتنظيم الدولة الإرهابي داعش بزعامة أبو بكر البغدادي.

 

مبايعة داعش وتنصيب بلمختار

في تاريخ 13 مايو 2015، خرج أبو الوليد في بيان مصور، أعلن فيه البيعة لداعش ودعا  ما أسماهم بالجماعات الجهادية إلى مبايعة الخليفة، وسرعان ما خرج في بيان أخر أعلن فيه عدم وجود أي صلة تنظيمية بين جماعة "المرابطون" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مؤكدًا سيطرته على شئون التنظيم.

 

سارع بلمختار في الظهور، مؤكدا أن بيعة الصحراوي لا تلزم شورى المرابطين، لكونها مخالفة صريحة البيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم.

 

وبعدها بشهرين انقلب التنظيم على نفسه وعزل أميره عدنان أبو الوليد الصحراوي ونصب مختار بلمختار أميرًا جديدًا، الذي أكد بدوره على تمسكه ببيعة تنظيم القاعدة، ومنهج أسامة بن لادن.

 

بلمختار الدموي

«بلمختار» صاحب تاريخ حافل بالدماء، حيث شارك في عدة هجمات منها، الهجوم على ثكنة لمغيطي بولاية تيرس زمور، موريتانيا في 4 يونيو 2005، قتل خلالها 18 عسكرياً موريتانياً.

 

وفي  7 أبريل 2006  نفذ كمين ضد الجمارك في منطقة «الشبوبة» أودى بحياة 13 جمركيا وجرح 8 أخرين.

 

وفي ديسمبر  2008 قام باختطاف دبلوماسيَين كنديَين يعملان في الأمم المتحدة.

 

وفي 2013 هاجم 40 عنصر من كتيبة «الموقعون بالدماء» على موقع للغاز في عين أميناس في جنوب شرق الجزائر، حيث قتلت الحارس واحتجزت العمال من الجنسيات الغربية وأخلت سبيل العمال الجزائريين، وظهر في اليوم التالي متبنياً العملية، مبدياً استعداده للتفاوض بشرط وقف القصف على أزواد، وعارضاً في نفس الوقت على الأمريكان إمكانية إطلاق الرهائن الأمريكيين المحتجزين في عين اميناس مُقابل إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن والدكتورة عافية صديقي المسجونين في أمريكا، إلا أن القوات الجزائرية رفضت التفاوض، حيث هاجمت الموقع وقتلت 29 مهاجمًا وقبضت على 3 من المهاجمين وخلصت الرهائن وقُتل أثناء عملية التحرير 37 أجنبياً من مختلف الجنسيات.

 

في مايو  2013 استهدفت كتيبة الموقعون بالدماء – أسسها بلمختار، بالتنسيق مع حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا في عمليتين متزامنتين قاعدة عسكرية في منطقة أغاديس، كبرى مدن الشمال النيجري، إضافة لشركة اليورانيوم الفرنسية آرافافي منطقة أورليت، مما أدى إلى قتل 23 شخصا من بينهم 18 جنديًا نيجريًا وعدد آخر من الجرحى، وسُمَّيت هذه العملية بـ«غزوة أبو زيد» نسبة إلى القيادي في قاعدة المغرب الإسلامي عبد الحميد أبو زيد الذي قُتل في مالي.

 

أبرز العمليات

ومن أبرز العمليات التي تبنتها الجماعة الهجوم الذي استهدف مطعما في باماكو العاصمة المالية يوم 6 مارس 2015 وأوقع خمسة قتلى بينهم أوروبيين، وأصيب فيه نحو ثمانية أشخاص بينهم عسكريان سويسريان.

 

وفي نوفمبر2015، عاود التنظيم استهداف مالي  في هجوم على فندق راديسون بلو  بباماكو، ذهب ضحيته أكثر من عشرين شخصا قبل أن تحرر القوات الخاصة الرهائن.

 

وأعلن تنظيم المرابطون مسؤوليته عن عملية احتجاز الرهائن بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي يتزعمها الجزائري يحيى أبو الهمام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق