كاتب أمريكي: "كيف ينظر دونالد ترامب إلى الأوضاع الجيوسياسية المعقدة في الشرق الأوسط؟"

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 03:26 ص
كاتب أمريكي: "كيف ينظر دونالد ترامب إلى الأوضاع الجيوسياسية المعقدة في الشرق الأوسط؟"

أعرب الكاتب الأمريكي ألان برغر، عن شفقته على ضابط الاستخبارات الموكل إليه إطلاع دونالد ترامب بإيجاز على مسائل الأمن القومي، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولفت برغر –في مقال نشرته صحيفة (بوسطن غلوب) على موقعها الإلكتروني- إلى أن هذه المنطقة شهدت تدخلا أمريكيا بالقوات الخاصة والقاذفات والطائرات بدون طيار على الأقل في أربعة حروب... هذا فضلا عما تعج به المنطقة من تحالفات سرعان ما تتغير لدرجة قد تصيب بالدوار حتى هؤلاء الميكافيليين الساخرين.

وتساءل الكاتب كيف لضابط الاستخبارات هذا أن يشرح لـترامب طبيعة الصراعات المتشابكة الخيوط في كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا والأكراد وروسيا وداعش والقاعدة وحزب الله ولبنان وغيرها؟ ربما يحاول هذا الضابط العارف بميل ترامب إلى البساطة – ربما يحاول اختزال الحكايات المتشابكة الخيوط للمنطقة من انتقام وخيانة واستراتيجيات عالية إلى مسألة رابحين وخاسرين.

ورأى صاحب المقال أن بشار الأسد ظل في السلطة فقط لأن نظام خامنئي وقادة الحرس الثوري الحاكمين لإيران قد قرروا أن الاحتفاظ ببشار وهو بمثابة مصلحة إيرانية حيوية.. ولما كان بشار لا يمكن أن يثق في الجنود السُنة السوريين في القتال لصالح عائلته، فقد لجأت إيران إلى استدعاء وكيلها، جماعة حزب الله اللبنانية، للدفاع عن الجمهورية البعثية... ومع ارتفاع حصيلة القتلى الإيرانيين، شرع القادة في طهران مؤخرا إلى شحن مقاتلين شيعة إلى سوريا من العراق وأفغانستان وحتى من باكستان.

واستطرد الكاتب قائلا إن ترامب إذا تعذر عليه فهم لماذا يبدو بشار الخاسر وكأنه رابحا؟ عندئذ يمكن لضابط الاستخبارات أن يوضح بأن الأطراف الفاعلة من طهران إلى إسطنبول إلى موسكو إلى واشنطن – جميعها تآمرت لتقرير اختيار صعب بين بشار الأسد أو مجاهدي داعش والقاعدة وتوابعهما... ويربح بشار إذا ما استطاع فلاديمير بوتين، الحائز على إعجاب ترامب، أن يقنع الرئيس أوباما بأن الأسد أقل شرا من داعش والقاعدة.

وليس ما سبق، بحسب الكاتب، بأسهل في التوضيح من شرح لماذا بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فائزا ديمقراطيا ينفذ سياسة خارجية بلا مشاكل مع الجوار، ثم انتهى إلى الانخراط في صراعات مع كافة دول الجوار تقريبا؟ بعد أن استغل اردوغان فشل الانقلاب العسكري في تركيا كفرصة لتطهير المشتبه في كونهم خصوما له من الجيش والمدارس والجامعات والصحافة والشرطة والقضاء- جلب له هذا الاستغلال انتقادا من حلفاء شمال الأطلسي الـناتو.

وأضاف برغر، أن اردوغان لكي يتخلص من العزلة الإقليمية، سعى إلى التصالح مع روسيا وإسرائيل، لتسقط الادعاءات الخاصة بالمبادئ أمام إغواء أنابيب الغاز الطبيعي وعائدات السياحة في تركيا.

واختتم برغر قائلا "وإذا ما تساءل ترامب عن موقف أمريكا إزاء هذا المشهد؟ فإن ضابط الاستخبارات يستطيع أن يوضح له أن واشنطن قد قطعت على نفسها التزامات ضخمة غير نقدية... ربما يستطيع ترامب فهم الحقيقة الجيوسياسية المعقدة للمنطقة بشكل أفضل إذا ما صيغت بمفردات يفهمها: ثمة احتمال ضئيل أن تسدد الولايات المتحدة تلك الديون."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق