عيون مصر بين الجمال والتاريخ

الأحد، 20 سبتمبر 2015 03:10 م
عيون مصر بين الجمال والتاريخ

تمتلك مصر العديد من العيون التي تشتهر بجمالها الخلاب مستقطبه الكثير من السائحين بكافة أنحاء العالم لتتمتع بها واستخدامها كسياحة علاجية، فلتلك العيون العديد من المسميات ومدلول وسبب لتسمية لذا رصدت صوت الأمة عدد من العيون لتتعرف عن مكانتها التاريخية وأسباب تسميتها بتلك الأسماء.

- قصة الزلزال وعين الصيرة

(عين الصيرة) هي عين جوفية طبيعية تقع جنوب القاهرة بمنطقة الامام الليثي، وقد تفجرت نتيجة حدوث زلزال عام 1926، ومياهها بها نسبة ملوحة عالية وترتفع وينخفض منسوبها في أوقات مختلفة في العام ويسبب ذلك إلى إغلاق الطرق المجاورة وحاليًا تقوم شركة المقاولون العرب بتوسيع وتعميق حوض المياه التدفقة للعين ليبلغ مساحته حوالي 2كم مربع وحتى الآن لم تستغل هذة العين سياحيًا.

في الماضي، كانت مكانًا للاستشفاء والوقاية من الأمراض، يأتي إليها المواطنون ليس فقط من داخل مصر ولكن من خارجها أيضًا، واشتهرت بمياهها النقية الطبيعية التي تندفع من جوف الأرض، لتنزل على أجساد المرضى بردًا وسلامًا وتشفيهم من كل داء تلك البحيرة طالتها حاليًا الفوضى واللامبالاة، واندفعت إليها مياه الصرف الصحي ومخلفات الردم والهدم، ليكون الناتج غضب البحيرة لتبدأ مياهها في الارتفاع عن منسوبها الطبيعي وتذهب إلى الشوارع وتغرق المقابر بحي الخليفة.

عين حلوان والنقوش الفرعونية

(عين حلوان) من أشهر العيون المائية في مصر، وتلك الشهرة بسبب كمية الكبريت المعالجة التي تصل إلى 27%، وفي عام 1939م انفجرت عين ماء معدني طبيعية من باطن الأرض.

تقع عيون حلوان فوق مستوى النيل بما يقرب من 33م ويبعد عنها النيل بمسافة تقدر بحوالي 4كم، والمنطقة الموجود فيها العيون تقدر بحوالي 4.5 كم في الناحية الشمالية الجنوبية وبحوالي 3.5 كم في الناحية الشرقية الغربية.

عُرِفت عين في عصر المصريين القدماء، فقد ذُكِرت في حجر رشيد باللغة الهيروغليفية بإسم عين-آن حيث اعتبرها المصريين القدماء نوعًا من الأعمال الخيرية الإلهية، وزاد الاهتمام بهذه العيون في عصر الخليفة عبدالعزيز بن مروان، حيث أجتاح مدينة الفسطاط مرض الطاعون في عام 690م فأرسل الخليفة كشافين لكي يكتشفوا مكان صحي لإقامته، فتوقفوا في حلوان وفيها أسس حكومته وأقام ثكنات للجنود ونقل الدواوين إليها، ثم اندثرت بعد ذلك لتظهر في عهد الخديوي عباس الأول.

ففي عهد الخديوي عباس وبالتحديد عام 1849م، كان الجيش يُعسكِر بالقرب من حلوان وتَصادف أن أصيب العديد من الجنود بالجرب وكان أحد هؤلاء الجنود يتجول في الصحراء ناحية التلال فاكتشف مياه غريبة تحتوي على كبريت وما أن اغتسل فيها حتى تناقصت حكة الجلد وشُفي منها، فأخبر رفاقه بالأمر وشُفِوا مما أصابهم، ووصلت أخبار هؤلاء العسكر للخديوي فأرسل الجنود المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزمية إلى عيون حلوان وكان يتبعهم كذلك العديد من المدنيين، ويقيمون في خيام ويحفروا حفراً صغيرة ليخرج بها الماء الشافي.

في صيف العام 1868م، أرسل الخديوي إسماعيل لجنة لدراسة هذه العيون وأصدر بعدها فرماناً ببناء منتجع حراري، وتم الانتهاء منه عام 1871م وبنى فندق بالقرب منها، وقد عهد بإدارة المنتجع عام 1872م إلى الدكتور رايل وهو أحد الباحثين الذين درسوا تأثيرات مياه حمامات حلوان الطبية.

وفي عام 1899م، افتتح عباس حلمي الثاني عيون حلوان الكبريتية بعد تشييد مجموعة الحمامات الحالية واندفع السائحين إليها من مختلف البلدان، وهنا بدأت حلوان تصبح منتجع سياحي وخاصةً بعد تخصيص فندق للحمامات في شارع منصور.

اتجهت الأحلام في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلى الاستغلال السياحي الأمثل لمنطقة حلوان الغنية بالعيون المعدنية والكبريتية، حيث كانت تعتبر من المدن ذات السياحة العلاجية وكانت تعتبر مشتى عالمياً، ولكنها استبعدت مؤخراً من الخريطة السياحية بسبب ارتفاع نسبة التلوث بها بعد إنشاء مصانع للأسمنت بالقرب منها.

عيون موسى أحد المعجزات الإلهيه

تقع واحة (عيون موسى) والتي تضم 12 واحة على بعد 35 كيلو متر من مدينة السويس و60 كم من نفق الشهيد أحمد حمدي الواصل بين محافظة السويس وشبه جزيرة سيناء، وتتوسط مدينتي السويس ورأس سدر وتقع على بعد ‏165‏ كيلو متر من القاهرة، وتنتمي إداريًا إلى محافظة السويس‏.

وهي من المناطق السياحية ذات الطابع المميز يزورها السائحون وهم في طريقهم إلى شرم الشيخ‏،‏ حيث تتسم بجمال مناخها ومناظرها الخلابة المطلة مباشرة على ساحل خليج السويس وتضم أشجار النخيل والحشائش الكثيفة بالإضافة إلى عيون المياه العذبة وجميعها صالحة للشرب إذا ما تم تطهيرها ومعظم سكانها من أبناء جنوب سيناء‏.

سُميت عيون موسى بهذا الإسم؛ نسبةً لأن الواحة التي تفجرت منها‏ 12‏ عينًا للمياه الصالحة للشرب لنبي الله موسى -عليه السلام- تأكيدًا لقول المولى -عز وجل-: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [البقرة : 60].

وحاليًا، لم يتبق من الأثنتا عشرة عينًا إلا خمس فقط، حيث طمرت باقي العيون لعدم الاهتمام بها وصيانتها فأدى ذلك إلى أن سكنت الطحالب وأشجار البوص بقية الآبار، ويوجد بجانب كل عين لافتة بإسم العين وعمقها، ومن أسماء العيون: (بئر الزهر والبئر البحري والبئر الغربي وبئر الشايب وبئر الشيخ وبئر الساقية وبئر البقباقة)، ولا يخرج الماء حاليًا إلا من عين واحدة فقط هي (بئر الشيخ)، ويبلغ متوسط عمق العيون حوالي 40 قدم، ويجرى الآن مشروع لتطوير وتجميل هذه العيون حيث سيتم زرع المنطقة المحيطة بها وترميم العيون المتبقية وبناء معرض بجانبها يحوي الآثار التي عُثِر عليها في هذا المكان.

العين السخنه قبلة السائحين

سُميت بالعين السخنة لكثرة العيون الكبريتية الساخنة بها والتي تستخدم للاستشفاء، وبها شواطئ غير صخرية ذات رمال بيضاء، كما أنها تعتبر مصيفًا طوال أشهر السنة صيفًا وشتاءً، ويوجد بها عدة مناطق وقرى سياحية تحوي فنادق وشاليهات ويعد فندق العين السخنة الذي أنشئ في أوائل الستينيات أقدمها على الإطلاق، وقربها من القاهرة -حيث تبعد عنها بمسافة حوالي 140 كيلومتر تقريبًا- جعلها مصيفًا مُفضلًا للمصريين خصوصًا لرحلة اليوم الواحد، وإن كانت نسبة السياح الأجانب بها هي الغالبة، ويتم بمنطقة العين السخنة إنشاء عدة مشاريع سياحية لجذب الأعداد المتزايدة من السياح المصريين والأجانب.

عثرت البعثة الفرنسية للآثار بالعين السخنة في 8 فبراير 2006م على كنز أثري يرجع لفترة الدولتين الحديثة والوسطى في مصر يرجع عمره لأكثر من أربعة آلاف عام خلت وذلك بمنطقة جبل الجلالة، كما اكتشفت بعثة ألمانية مشابهة تمثالًا ضخمًا للملك أمنحتب الثالث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق