إيران تتعلق بـ«قشة النجاة».. الاتحاد الأوروبي ينقذ طهران من عقوبات ترامب أم يخذلها؟
الجمعة، 09 نوفمبر 2018 09:00 م
أصبح الاتحاد الأوروبي آخر أوراق الحلول الإيرانية وآخر فرص النظام، للتقليل من خطورة العقوبات الأمريكية، ومراوغة حصار ترامب، وبدا واضحًا من تصريحات المسئولين داخل كافة المؤسسات الإيرانية تعليق أمالها على وعود دول الاتحاد الأوروبي بالوقوف مع طهران وإظهار ضمان استمرار استيراد النفط من طهران والالتفاف على العقوبات المفروضة على قطاعي الطاقة والمصارف في إيران.
الاتحاد الأوروبي وموقفه من إيران
يبدو واضحًا من تصريحات كافة المسئولين الإيرانية أن تشديد العقوبات الأمريكية بدأ يؤتي ثماره، حيث طالب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، ولى الله أكناري، الاتحاد الأوروبي بسرعة تنفيذ الآليات المالية التي وعدت بها مقابل استمرار طهران في الاتفاق النووي، وهذا الطلب ليس الأول من نوعه من جانب المسئولين الإيرانيين ولن يكون الأخير في ظل غموض ملامح آلية الاتحاد الأوروبي.
صمت الاتحاد الأوروبي عن مد يد العون المالي للنظام الإيراني بعد وعود متكررة بالوقوف مع طهران أمام مقصلة العقوبات الأمريكية والتخفيف من وطأة الخسائر الاقتصادية يدخل النظام الإيراني في نفق مظلم، ويكون بمثابة غرق "قشة النجاة" الوحيدة التي أصبحت تتعلق بها إيران للتحايل على العقوبات الأمريكية للحفاظ على اقتصادها.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يجدد رفضه فرض العقوبات الأمريكية على إيران: لن نسير خلف ترامب
إن كان النظام الإيراني يحاول إظهار التمنع المصطنع بعدم تأثره من سريان الموجة الثانية من العقوبات الأمريكية والظهور بقوة على المستوى الرسمي في طهران، إلا أن مطالبات المسئولين في البرلمان الإيراني ووزارة الخارجية بتنفيذ الوعود الأوروبية تجاه إيران دليل واضح أن طهران بدأت تبحث عن حلول أوروبية للنجاة من العقوبات الأمريكية، وتنفيذ سريع للآليات المالية التي وعدت بها أوروبا مقابل استمرار طهران في الاتفاق النووي.
الانهيار المالي أصبح مصير إيران عقب الموجة الثانية من العقوبات الأمريكية مع مطالبات بضرورة الاعتماد على الدبلوماسية في التعامل مع تداعيات العقوبات، ومطالبات بالاستفادة القصوى من الطاقات المحلية لزيادة الإنتاجية وتنمية الصادرات للاعتماد على الذات والعودة إلى تاريخ إيراني طويل فى التكيف مع العقوبات والتحايل عليها والحد من آثارها، لكن التاريخ وحده ربما لا يكون كافي هذه المرة للتعامل مع واقع اقتصادي صعب بدأت آثاره تسري في الشارع وحياة الناس اليومية.
اقرأ أيضاً: إيران في العراء.. موقف الاتحاد الأوروبي من العقوبات الأمريكية التفاف أم دعم رمزي؟
وكان قد أعرب الاتحاد الأوروبي وكبار مسئولي فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن أسفهم الشديد لإعادة فرض الجزاءات الأمريكية على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، التى أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع فى القرار 2231، والتي تمثل جزءا هاما من النظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية ومن الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وركنا أساسيا من أجل ضمان أمن القارة الأوروبية والمنطقة والعالم أجمع.