إيران في العراء.. موقف الاتحاد الأوروبي من العقوبات الأمريكية التفاف أم دعم رمزي؟
الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 08:00 ص
عانت إيران من تبعات الدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية، وفي حين استمرت الإدارة الإيرانية في محاولات الخروج من كبوتها ألحقتها الدفعة الثانية من العقوبات التي ستكون أشد قسوة، لتتوالى المعاناة خاصة فيما يتعلق بقطاع النفط والطاقة.
ورغم تنديد أوروبا بانسحاب أمريكا من الاتفاق، ورفضها لاستمرار العقوبات على إيران، تقف طهران بمفردها في وجه العقوبات الأمريكية، دون تدخل من قوى من القوى الأوروبية التي وافقت على برنامجها النووي.
وبعد تكبد إيران خسائر فادحة جراء الدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية على طهران يظهر في العلن مجاهدة من الأوروبيين للبحث عن آليات جديدة تتيح لطهران الالتفاف على الحزمة الثانية من العقوبات، ويطرحون لذلك سيناريوهات عدة يظهرون من خلفها دعمهم العلني للسلطات الإيرانية.
موقف أوروبا من العقوبات الإيرانية
ويحاول الأوروبيون إظهار ضمان استمرار استيراد النفط من طهران والالتفاف على العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة والمصارف في إيران، ومن بين السيناريوهات المطروحة لذلك اللجوء إلى نظام مقايضة معقد ويمكن وصفه بالنفط مقابل السلع لكن آلياته التنفيذية غامضة ومن غير الواضح كيف يمكن العمل به على المستوى الأوروبي برمته.
ويتجه الأوروبيون لطرح اقتراح آخر قدمته المفوضية الأوروبية يتعلق بإنشاء ما سمته وسيلة "الأغراض الخاصة" وهى مؤسسة مالية ليست بنك من الناحية الفنية لكنها ستتولى معالجة المدفوعات بين إيران وشركائها التجاريين الدوليين.
اقرأ أيضاً: الحزمة الثانية للعقوبات على إيران تقترب.. كيف ينقذ الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا شركاتهم؟
وعلق تيري كوفيل متخصص بالملف الإيراني في مركز البحوث الإستراتيجية، في لقاء بقناة سكاي نيوز، على هذا الاقتراح بأن الآلية المقترحة تشبه الحساب البنكي ويزداد رصيدها نتيجة لقاء صادرات إيران للاتحاد الأوربي وينقص عند استيراد إيران من دول الاتحاد، ولذلك هو يعمل بعيدًا عن البنوك ونظامه الحالي، ويعتمد حصرا على اليورو.
وأضاف تيري كوفيل أن هناك معلومات تسربت تقول إن ما من دولة أوروبية ستقبل باستضافة مقر هذه المؤسسة المرتقبة خوفا من العقوبات الأمريكية، كما تدور تساؤلات حول إمكانية قبول شركات نفطية ومصاف العمل بهذا الاقتراح لذلك ينظر إليه كخطوة رمزية هدفها إظهار دعم أوروبي لإيران للإبقاء عليها داخل الاتفاق النووي.
اقرأ أيضاً: القارة العجوز تدعم طهران.. الاتحاد الأوروبي يرفع راية العصيان فى وجه ترامب لهذا السبب
وأوضحت آن فورنييه صحفية متخصصة بالشئون الأوروبية، في تصريحات لقناة سكاي نيوز، أنه من المهم لأوروبا التي تكبدت خسائر لشركاتها بسبب العقوبات الأمريكية أن تظهر أنها متماسكة وقوية وقادرة على صياغة رد على القرار الأمريكي للحفاظ على الاتفاق الموقع قبل ثلاثة في المقام الأول.
وفي النهاية يزيد من ارتباك الأوروبيين في التعامل مع الملف الإيراني ما ذاقته كبرى شركاتهم من جراء الدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية والتي أجبرتها على التخلي عن عقود بالمليارات في السوق الإيرانية خشية من العقوبات الأمريكية وخوفا من خسارة سوق أمريكية مهمة.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يجدد رفضه فرض العقوبات الأمريكية على إيران: لن نسير خلف ترامب
ودخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، أمس الاثنين، وتستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي النووي مع إيران في مايو الماضي، وبعد ستة أشهر على انسحابها من الاتفاق الدولي مع إيران الموقع في 2015، أكدت واشنطن إعادة فرض عقوباتها الأشد على طهران.