يحمل قطار الصعيد، بين عرباته يوميا الآلاف من المواطنين فى رحلة داخلية بين الأقصر وإدفو ويسير فى عدة محطات لخدمة أهالى تلك المدن والقرى الواقعة على شريط السكة الحديد.
يخدم قطار الصعيد قطاع عريض من المواطنين بصورة يومية فى عدة مواعيد مختلفة صباحاً وظهراً وعصراً وليلاً، وينقل الآلاف من الأهالى بصورة يومية من الأقصر إلى مدينة إدفو بأسوان والعكس، حيث يمر القطار من محطة مدينة الأقصر مروراً بمدينة أرمنت وقراها ومدينة إسنا وإدفو والقرى على الطريق، حيث يستقل القطار مختلف فئات المواطنين.
رحلة المعاناة اليومية للموظفين والعمال والطلبة بالمدارس والكليات والمعاهد المختلفة فى الأقصر، ترصدها " صوت الأمة" حيث يظهر صباحاً وظهراً فى مواعيد بدء العمل ونهايته يومياً بصورة أشبه بـ"مترو الأنفاق"، من كثرة الازدحام الشديدة للأهالى لكى يستطيع الجميع قضاء مصالحهم من المدن والمحافظة بعيداً عن أسعار الميكروباص والقطارات المكيفة، حيث إن تذكرة قطار الركاب لا تتعدى جنيهين فقط.
يقول إبراهيم محمد جابر أحد أهالى مدينة إسنا، إن الجميع يتوجه لقطاء الركاب ويحفظون مواعيده اليومية فى الصباح الباكر والظهر والعصر لكونه الأرخص سعراً بين القطارات وأقل فى تسعيرة الركوب من الميكروباص الذى وصلت تعريفه الركوب فيه لأكثر من 9 جنيهات، مؤكدا أن القطار ينقلهم لمحافظة الأقصر لقضاء مصالحهم وإنهاء أمورهم اليومية فى فترة من ساعة لساعة ونصف حسب حركة القطارات فى المواعيد المختلفة.
ويضيف إبراهيم جابر فى تصريحات صحفية أن قطار الركاب من المفترض أنه وسيلة نقل للمواطنين ولكن ما يشاهده الجميع يومياً فى القطار يشبه قطار مخصص للحيوانات لكونه غير آدمى تماما، حيث إن دورات المياه متهالكة ومدمرة نهائيا ولا توجد داخلها مياه منذ عدة سنوات ولا يستطيع أحد قضاء حاجته داخلها، وكذلك أبواب القطار لا يوجد بها أى باب مغلق نهائياً وجميع الركاب معرضون للخطر بالسقوط من تلك الأبواب بجانب شبابيك ونوافذ القطار التى لا تراعى أى آدمية للمواطنين وكذلك الكراسى خارج نطاق الخدمة من الأساس، مناشداً الحكومة وهيئة السكة الحديد بالتدخل فى تلك الأزمة التى تعرض حياة الآلاف من المواطنين فى تلك القطارات ليس فى الأقصر وجنوب الصعيد فقط ولكن فى كافة أنحاء مصر.
أما خالد محمد التهامى معلم فى معهد أزهرى، فيؤكد أنه لظروف عمله يكون عليه من الضرورى التواجد فى المحافظة بصورة شبه يومية لزيارة مقر منطقة الأقصر الأزهرية، ومع ارتفاع تعريفة الركوب بصورة كبيرة، يضطر الجميع للتوجه لقطار الركاب الذى لا يكلفهم مبلغ يومى كبير ولا يدفع المواطن أكثر من 4 جنيهات ذهاباً وإياباً فى ذلك القطر، موضحاً أن المعاناة تتمثل فى عدم توافر كراسى للجميع ويضطر أكثر من ثلثى الركاب للوقوف طوال فترة التنقل من بلدتهم أو مدينتهم حتى محافظة الأقصر لقضاء مصالحهم.
وي
ويتابع خالد التهامى أن جميع الركاب فى القطار يتعرضون لمأساة يومية، حيث إن أغلبهم من الموظفين والعمال والكادحين الذين يبحثون عن أقل وسيلة تنقل تكلفة بين المدن والقرى المختلفة، وإن الجميع يتكدسون بصورة يومية على أبواب وطرقات ومداخل قطار الركاب المتهالك التى تعرضهم جميعاً للأذى ولا فيهم أحد بالتطوير والتجديد لتلك العربات التى خرجت من الخدمة منذ عدة سنوات ومازالت تعمل وتعرض الجميع للموت بشكل يومى فى التنقل الداخلى بين محطات المدن والقرى الداخلية فى المحافظات، مناشداً وزير النقل بضرورة التدخل واستقلال إحدى تلك القطارات برفقة الأهالى لمعرفة كم المعاناة التى يتعرض لها المواطنون يومياً.
ويؤكد خالد محمد التهامى، أنهم يستقلون قطار الركاب طوال العام وخلال فصل الصيف يتعرضون للحرارة الشديدة والشمس التى تعصف بهم فى قطارات لا يوجد بها أية خدمات ولو حتى مراوح لسحب الحرارة من داخل القطار الذى يوجد داخل العربة الواحدة فيها أكثر من 200 فرد، أما فى الشتاء فيعانى الجميع من الطقس البارد خلال التنقل صباحاً للتوجه لأعمالهم حيث أن نوافذ القطار خارج الخدمة وجميعها متحطمة ولا توجد بها أى زجاج يحمى المواطنين من البرد القارس عليهم فى الشتاء.
وخلال الشهر الماضى تفقد المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد، جولة مرور مفاجأة فى نطاق المنطقة الجنوبية تفقد فيها عدد من المحطات والمزلقانات وورشة الصيانة والتجهيز اليومى للقطارات بالأقصر، وزار مخرطة العجل الأرضية والمتخصصة فى خرط عجل القطارات، والتى تعد من أحدث ثلاث مخارط عجل على مستوى ورش الصيانة بالهيئة والتى أسهمت فى سرعة الاستعداد بالعربات فى المنطقة الجنوبية، كما استقل "الموتور" الخاص بالمرور والتفتيش من محطة الأقصر حتى محطة قنا، وتوقف فى عدد من المزلقانات والمحطات والبلوكات للتأكد من التزام العاملين بالوظائف الحرجة للسلامة وطوائف التشغيل من تنفيذ إجراءات وتعليمات السلامة والقيام بمهامهم الوظيفية، وكذلك مراجعه السجلات المعتمدة ذات الصلة بسلامة وأمان مسير القطارات.