حلف الشر الثلاثي.. ما هي مكاسب قطر وتركيا وإيران من أزمة اختفاء «خاشقجي»؟
السبت، 20 أكتوبر 2018 10:00 ص
اهتمام إعلامي ملحوظ بأزمة اختفاء الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، من قبل حلف الشرّ الثلاثي (قطر وإيران وتركيا)، مع محاولات تصعيد للأزمة ومساعي لتدويلها بهدف الإساءة إلى صورة المملكة العربية السعودية، والتأثير على علاقاتها الثنائية مع دول العالم، ولاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.
وتصُب الغالبية من التغطية الإعلامية للمنابر الإعلامية للدول الثلاث في السياق السابق ذكره، مع تكثيف المطالبات للإدارة الأمريكية بأن تكون طرفًا في هذه الأزمة على الرغم من أن جمال خاشقجي في الأساس مواطن سعودي، وهو ما ذكره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نفسه في أحد تصريحاته الإعلامية خلال الأسبوع الماضي، وأن الأمر ليس له علاقة بأمريكا.
محاولة ضرب الاقتصاد السعودي
وشهدت الأيام الماضية إعلان عدد من الشركات والمسؤولين الغربيين اعتذارهم عن المشاركة في فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس الصحراء)، والمقررة في 23 – 25 من أكتوبر الجاري، الأمر الذي أخذت المنابر الإعلامية القطرية والإخوانية والمدعومة من تنظيم الحمدين في الترويج له، وكأنه نصر مبين، في حين أكد عدد من الخبراء السعوديين في مجال الاقتصاد، أن انسحاب بعض من الشركات والشخصيات الأجنبية من المشاركة في «دافوس الصحراء» لن يؤثر على مجريات الأمر أو المسيرة الاقتصادية التي خططت لها السعودية في إطار رؤيتها 2030.
اقرأ أيضًا: السعودية تستعد لـ«دافوس الصحراء».. وخبير اقتصادي: الخسارة ستلحق بالمعتذرين
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه الدول الثلاث الحفاظ على اقتصادها بعد ما شهده من انهيار ملحوظ خلال الشهور الأخيرة، في ظل سياسات خاطئة كما هو الحال مع قطر وتركيا؛ وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية من قبل الإدارة الأمريكية على إيران.
تخفيف الضغط على إيران
وبحسب تقرير نشره معهد «تشاتام هاوس» الاثنين، فإن إيران ربما تحقق استفادة من أزمة اختفاء «خاشقجي»، في حال ارتفاع أسعار النفط ورد فعل السعودية على عقوبات أجنبية بخفض إنتاجها النفطي، لافتًا إلى أن إيران يمكن أن تستفيد من الأزمة من الجانب الجيوسياسي، وتحول الاهتمام العالمي عن برنامجها النووي، إلى جانب احتمالية تفكيك التحالف الدولي، كما يمكن أن تسعى طهران إلى استغلال الأزمة فى محاولة للتقرب إلى المملكة، بحسب «إرم نيوز».
اقرأ أيضًا: بعد اجتماعات الأمم المتحدة.. هل ترفع أوروبا الستار عن إرهاب إيران؟
وتجدر الإشارة إلى أن محاولات استغلال أزمة اختفاء «خاشقجي» في الإساءة إلى سياسات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقيادته للتحالف العربي الهادف لدعم الشرعية في اليمن في مواجهة ميليشيات الحوثيين الذراع الإيراني في اليمن.
قطر تكسب الوقت
إن الزخم الإعلامي حول أزمة جمال خاشقجي ربما خفف الاهتمام بأزمة قطر في محيطها العربي، ولاسيما الخليجي، حيث إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة من 5 يونيو في العام الماضي (2017)، إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب، ذلك الأمر الذي اصطفت فيه أمريكا وعدد من الدول الأوروبية إلى جانب دول الرباعي العربي في التصدي له.
إعاقة تدشين الناتو العربي
وفي ظل مجريات الأمور الحالية واستهداف المملكة من قبل عدد من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، بسبب أزمة الإعلامي المفقود؛ فإن التساؤلات تدور حول احتمالات إنشاء التحالف السياسي الأمني (ناتو عربي) الذي انتشرت الأنباء حول مساعي «ترامب» في تدشينه خلال الشهور الماضية، على غرار حلف «الناتو»، على أن يضم دول الخليج ومصر والأردن، بهدف تعزيز التعاون الأمريكي مع هذه الدول في مجالات مختلفة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي أثار قلق النظام القطري وإيران.
اقرأ أيضًا:
هل يكون «ناتو العرب» المسمار الأخير في نعش إيران؟.. «ترامب» يسعى لتوجيه ضربة لطهران
هتعمل ايه يا عبدالمعين.. «الناتو العربي» يحرج قطر
تركيا وواشنطن
أيضًا يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يحاول إستغلال الأزمة في صالحه ونظامه، فعلى الرغم مما شهدناه من تصريحات رنانة حول السيادة وما إلى ذلك، وتأكيده على عدم رضوخ تركيا إلى واشنطن، ورفضه لتسليم القس الأمريكي، أندرو برونسون؛ إلا أنه تنازل في النهاية وعاد القس إلى بلاده بداية الأسبوع الماضي، ملمحًا إلى أن تلك الخطوة بادرة خير في طريق تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أملًا ونظامه في ذلك الأمر سريعًا.