ما بين الانفتاح والإثارة.. إيران تخشى على نسائها من «ركب» اللاعبين

لأول مرة منذ قيام الثورة الإيرانية في 1979، سمحت إيران لـ 300 إمرأة بحضور مباراة كرة قدم بين منتخبها الوطني وبوليفيا على ملعب آزادي، وهو الأمر الذي تحظره «دولة الملالي» رغم مطالبات عدة واحتجاجات ووقفات متكررة على مدار 4 عقود مضت.

​

رغم أن القرار حكومي، غير أن المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري حذر من تكرار دخول النساء للملاعب، قائلًا إن ذلك يحمل إشكالية ولا مبرر شرعي له، وإذا استمرت هذه الظاهرة فسيتم التصدى لها.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين «إسنا» أن نحو 100 سيدة، من بينهن أقارب للاعبي منتخبي الرجال والسيدات، وعاملات في اتحاد الكرة، سُمح لهن بالدخول إلى استاد «أزادي» بالعاصمة طهران.

وحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء «مهر» عن المدعى العام الإيراني فإن السلطة القضائية تعارض ما جرى الثلاثاء، من دخول النساء لملعب آزادي، لأن إيران دولة إسلامية وقوانينها مستمدة من الشريعة، وهناك احتمال للإثم فى حال تواجد امرأة فى الملعب أمام الرجال وهم فى ملابس غير مناسبة، حسب قوله.

ورفعت الإيرانيات أعلام بلادهن في المدرجات بحماس شديد في المباراة الودّية التي انتهت بفوز المنتخب الفارسي 2-1 في إطار الاستعداد لنهائيات كأس أمم آسيا، مطلع العام المقبل.

 

المدعي العام برر ذلك بقوله: «إن البعض يحاول خدش الحياء العام لكن السلطات لن تسمح بذلك، وستتصدى لكل مسئول يحاول إدخال النساء إلى الملاعب بحجج مختلفة، وأنه في حال تكرار ما حدث أمس فستتدخل النيابة العامة فى طهران لردع ذلك.

القانون الإيراني يمنع النساء من دخول الملاعب، وذلك لأن أجواء الملاعب غير مناسبة لهن وسط حضور الشباب واحتمال استخدامهن تعابير سيئة أخلاقيا أثناء التشجيع، لكن مع كل مباراة تحاول العديد من النساء الدخول متنكرات بزى الرجال.

 

القرار أثار ضجة في الساحة الإيرانية، بين مؤيد ومعارض للقرار. المدرّب البرتغالي للمنتخب الإيراني كارلوس كيروش، اعتبر ذلك بداية عهد جديد، مبديًا إعجابه بالهتافات النسائية التي خرجت من المدرجات.

بدورها أشادت وسائل إعلام إيرانية بالسماح للنساء بدخول الملاعب؛ إلا أنها تحدّثت في الوقت عينه عن منع أخريات من دخول الاستاد، دون توضيح الأسباب.

وفي مارس الماضي اعتقلت السلطات الإيرانية 35 امرأة بعدما حاولن حضور مباراة كرة قدم -في ملعب بالعاصمة طهران- كانت لفريقي الاستقلال وبيرسيبوليس، وذلك أثناء حضور رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، في ملعب المباراة على هامش زيارته لإيران، وكان بصحبته وزير الرياضة الإيراني مسعود سلطاني فر.