ملحمة حرب أكتوبر.. عاش "عبدالودود" حامي الحدود
السبت، 06 أكتوبر 2018 09:46 ص
يمر جيلا بعد جيل وما زالت ملحمة حرب أكتوبر العظيمة، تدغدغ مشاعره، ويقشعر بدنه كلما حلت ذكراها الخالدة، فى مثل هذه الأيام من كل عام.
دائما ما يتوق شبابا لم يحظوا بشرف خوض حرب التحرير، إلى تمنى أنهم كانوا فى طليعة من حملوا السلاح على الجبهة، وحاربوا ضد العدو الصهيونى.
كثيرة هى لحظات الفخر، والافتخار، والانتصار فى حياة المصريين، لكن تظل حرب أكتوبر خصوصية وسحر، ويظل لها بريق لا يخفت، وعشق للحظة انطلاق المدافع التى أصابت الجيش الإسرائيلى بالرعب.
كثيرة هى أيضا لحظات توحد المصريين والتفافهم خلف القيادة السياسية، لكن من ينسى أنه خلال أيام حرب التحرير، لم تسجل أقسام الشرطة محضرا بحادثة واحدة.
ستظل الأجيال المقبلة وإلى ماشاء الله تفخر بالنصر ، واسترداد الأرض، وتطهيرها وتحريرها، وعودتها إلى حضن مصر.
سقطت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر ، تحت أقدام ضباطنا و جنودنا البواسل.
سحق جيشنا العظيم أمامه جيش دولة الاحتلال، الذى اندحر وهربت فلوله مذعورة مثل الفئران لا تلوى على شىء.
حتى عندما حدثت نكسة 67 وباعتراف ووفق شهادات قادتهم فإن ذلك كان بسبب "عيوبنا وليس بسبب فروسية ومهارة الجندى الإسرائيلى".
عقب نصر أكتوبر العظيم الذى زلزل الأرض تحت أقدام جيش الاحتلال ، أجرت القيادة الإسرائيلية تحقيقا فى الكارثة ليعترف وزير الدفاع "موشى ديان" بـ"خيبة" تل أبيب القوية قائلا :"أن حرب أكتوبر أثبتت للعالم أننا لسنا أقوى من مصر، كما أن هالة التفوق الإسرائيلى التى أوهمت إسرائيل بها العالم بأنها أقوى من العرب عسكريا وسياسياً قد انهارت تماماً يوم السادس من أكتوبر عام 1973".
اعترافات القادة الإسرائيليين ، سارت كلها على وتيرة واحدة ، وفى لجنة التحقيق " آجرانات" ، راحت أقوالهم تكشف الوهم الكبير الذى صنعوه بأنفسهم ولأنفسهم وأطلقوا عليه مسمى " الجيش الذى لا يقهر".
جولدا مائير رئيسة وزراء دولة الكيان اعترفت أيضا بحجم الهزيمة وتداعياتها على إسرائيل قائلة فى مذكراتها والتى حملت عنوان " حياتى" :"ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارًا فى الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب على جبهتين فى وقتٍ واحد، ونقاتل أعداءً كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".
البطولات المصرية فى حرب أكتوبر لا تعد ولا تحصى، وحاولت أفلام سينمائية أن توثق بعض هذه البطولات، وهى أفلام اجتهد أصحابها وقتها بالإمكانيات التى كانت متاحة فى سرد بعض التضحيات لضباط وجنود جيشنا العظيم، لكن حرب مثل أكتوبر تستحق عشرات الأفلام السينمائية الحديثة، لتوثيق هذه البطولات الخالدة، وهو مطلب يتكرر كل عام فى ذكرى الحرب المجيدة ، فمتى تخرج مثل هذه الأفلام إلى النور؟!.
فى مثل هذا الأيام المباركة، التى تفوح منها رائحة دماء شهداء حرب أكتوبر المجيدة، لن تكفِ ملايين الكلمات فى التعبير عما تجيش به الصدور، وما يشعر به المصريين من فخر مصدره رجالا ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فى سبيل أن نرفع نحن الرأس عاليا.. فتحية تقدير وتحية اعتزاز لـ "عبد الودود" حامى الحدود، الذى سطر فى شجاعته الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم أجمل قصائده.
لم تتوقف تضحيات "عبد الودود" عند حرب أكتوبر المجيدة فقط، فما زال الرجل الشجاع يواجه حربا لا تقل ضراروة عن حرب التحرير، ألا وهى حرب مواجهة الإرهاب الشرسة فى سيناء وغيرها من ربوع مصرنا الحبيبة، وحتما النصر آت لا محالة، فلن تستطيع ضغمة غاشمة أن تقف أرادة شعب فى النمو والرخاء والتقدم لتحتل مصر مكانتها اللائقة بها بين الأمم.