حرب أكتوبر شاركت فيها جميع الأطياف.. 6 حكايات مخلوطة بالدم لنجوم الفن من أرض الميدان
الخميس، 04 أكتوبر 2018 08:00 م
كانت التوجيهات تصدر بوتيرة سريعة، لم يكن أحد يعلم، أن هناك دماء في طريقها لأن تسال من أجل استرداد الكرامة مرة أخرى، إلى أن حانة اللحظة الحاسمة، في ليلة السادس من شهر أكتوبر المجيد لسنة (1973). وبالتحديد في الثانية ظهر لليوم العاشر من شهر رمضان.
يوما مبروك وذكرى لن تنسى مهما حدث، فهي ليلة القضاء على العدو الصهيوني محتل أرض سيناء، مدينة السلام، قبل تلك الأيام ببضع ليالي، لم يكن جنودنا يعلمون أننا مقبلين على حرب، فقد قامت القوات المسلحة المصرية آنذاك بتطبيق مخطط دبر له بعناية شديدة، مكنت أبطال العبور من استرداد أرض الزيتون.
الحرب الأعظم في تاريخ مصر، شارك فيها جميع الأطياف، بدأ من الفلاح المصر البسيط، وحتى رجال الأعمال الفنية المشاهير. خلال السطور التالية ترصد «صوت الأمة»، قصص من أرض الميدان لأشهر نجوم الفن المشاركين في حرب أكتوبر 1973.
6 سنوات هي المدة التي قضاها الفنان أحمد فؤاد سليم، في خدمة القوات المسلحة، وبالتحديد خلال الفترة من (1968) إلى (1974)، ضمن صفوف رجال الدفاع الجوي، أصحاب الضربة الأولى في حرب (1973) المجيدة.
فتح «سليم»، خزائن أسراره، ليشارك بها المصريين عن حرب (1973)، مشيرا إلى أنه شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وكان له خرائط عن كيفية هجوم الجيش الإسرائيلي عليهم، ومشاريع للجنود الجديدة في سلاح الدفاع الجوي، ثم أصبح حكمدارًا لطقم غرفة عمليات. ذلك حتى تمكنت مصر استرداد كرامتها مرة أخرى في ليلة العاشر من رمضان.
وفي سلاح المشاة، عاش الفنان لطفي لبيب، لحظات الفخر المصرية، الخاص باسترداد أرض الزيتون مرة أخرى، مشيرا إلى أن لحظات استرداد، من أهم اللحظات التي مرت على مصر، قائلا: «فخر لكل مصر أن يدافع عن أرضه وعرضه».
وتابع «لبيب»: «معجزة حرب أكتوبر تتركز في عسكري المشاة»، معربا أنه لم يكن يعلم في بداية اليوم العاشر من رمضان أنه معاد الحرب، ولكن بعد عدة ساعات من نفس اليوم أحس باحتمال بدأ الحرب، وأن قائدة في الكتيبة «عبد الوهاب الحريري» حصل علي نجمة سيناء.
أما «محمود الجندي»، فقد شارك في حرب أكتوبر، وكانت مدة تجنيده نحو (7 سنوات)، وبالتحديد في الفترة من (1967) إلى (1974). خدم الجندي في صفوف القوات المسلحة ضمن سلاح ضباط الاحتياط، قائلا: «فترة خدمتي في الجيش، أهم الفترات في حياتي».
وأوضح «الجندي»، أنه حزين على القيم التي غابت عن بعض الناس في الزمن الذي نعيش فيه الآن، علي عكس فترة حرب أكتوبر، وأنه قد فقد أعز أصدقائه. وكانت الحرب مفاجأة لأنه لم يعلم معاد الحرب، ورفض أن يشبه حرب أكتوبر، بالحرب علي الإرهاب، لان الإرهاب هي حرب خبيثة لأنه لا يعلم من العدو.
وتابع: «في بداية الأمر شعرت بأني سوف أعيش باقي عمرة في الجيش، وعلي هذا الأساس تزوجت، في عمر (23 سنة)». وأوضح أن السينما لم تعطي حرب أكتوبر حقها، وأنه قد عرض الأمر على الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن الرئيس أعطى التعليمات لتسهيل مهمة الفيلم والأمر واقف على الكتابة.
على الجانب الأخر، شهدت فترة حرب استرداد الكرامة، تطوع الفنان فيصل خورشيد، ضمن صفوف القوات المسلحة، في عام (1927)، وكان من المفترض أن تكون فترة التدريب (18 شهرا)، ولكن نظرا للإعداد للمعركة تدرب في (6 أشهر) فقط، و نظراً لكفاءته القتالية في التدريب أصبح الثاني علي الدفعة.
وقال «خورشيد»: «في بداية الأمر شعر أنه ظلم نفسه عند تطوعه في القوات المسلحة، لكن بعد ذلك أصبح مدربا للجنود نظرا لكفاءته»، مشيرا إلى أن أهم التدريبات التي يقوم بها هي جري ضاحية لمسافة (15 كيلو متر)، وكانت هذه لتقوية عضلة الفخذ حتى لا يشعر الجنود بالتعب عند العبور، قائلا: «في بداية الأمر لم يكن يعلم أن التدريبات هذه بسبب التحضير للحرب».
«أحمد بدير».. كان ضمن صفوف النجوم الذين، نالوا شرف الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، في حرب (1973)، ضمن قوات سلاح المشاة. وقد فتح «بدير»، خزائن أسراره عن الحرب في إحدى البرامج، قائلا: «أثناء الحرب وبالتحديد في مدينة الإسماعيلية كان هناك غارة من جيش العدو، فظللت في المخبأ».
وتابع: «وأنا لا أحب العيش في الظلام، فضللت أنظر إلى عقارب الساعة المضيئة، وانتظرت في المخبأ ساعات طويلة»، موضحا، أن كل الألم والمعاناة التي عاشها المصريين خلال تلك الفترة، لا تضاهى بفرحة وفخر الانتصار.
وضمت صفوف الفنانين، المشاركين في حرب أكتوبر (1973) الفنان أحمد عبد الوارث، الذي أعرب عن سعادته وفخره في المشاركة بانتصار أكتوبر، لافتا إلى أنه كان احد جنود سلاح المشاة آنذاك، وبالتحديد خلف خط النار- على حد وصفه.
وعن تجسيد السينما لحرب أكتوبر قال «عبد الوارث»: «إلى الآن لم يتم تصوير وتجسيد حرب أكتوبر بشكل يليق بها في السينما»، موضحا أن العديد من الدول العربية كان لها دورا رئيسيا في تحقيق مصر للنجاح والعبور في حرب (1973).
«الجيش المصري خير أجنادي الأرض».. يتابع «عبد الوارث»، موضحا أن العتاد والأسلحة التي كانت لدى الجانب المصري، أقل كثير في الإمكانيات من العدو إلى أن القوات المسلحة تمكنت من تحقيق النجاح وفرض سيطرتها على العدو، واستعادة أرضها مرة أخرى نتيجة خبرتها، وإيمانها الكامل باسترداد كرامت المصريين أجمعين.
«نادية الجندية».. إحدى النجمات التي لهن دورا بارز في حرب (1973) فقد كانت النجمة الأشهر في تاريخ أفلام الجاسوسية المصرية، تزور باستمرار الجبهة، لرفع الروح المعنوية للجنود، بالإضافة إلى تطوعها في طاقم التمريض وقت الحرب، للتخفيف من آلام مصابي القوات المسلحة في الحرب. تطوعت «الجندي»، في سلاح التمريض إلى جوار النجمة سهير المرشدي.