«إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي».. هل قُتل المسيح قبل رفعه إلى السماء؟

السبت، 23 سبتمبر 2017 06:00 م
«إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي».. هل قُتل المسيح قبل رفعه إلى السماء؟
السيد المسيح
ماجد تمراز

«إذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون».

حالة من الجدل بين المسلمين أثارتها الآية 55 من سورة آل عمران، حول حالة النبى عيسى أثناء رفعه إلى السماء، خاصة بعد قراءة ما ذكرة الله فى كتابه الكريم بالآية 33 من سورة مريم «وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً»، والتى جاء فيها الفعل «أموت» بصيغة المضارع، مما يدل على رفعه وهو على قيد الحياة.

وفى الآية 157 من سورة النساء، قال الله عز وجل «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ»، مؤكداً أن المسيح عليه السلام، لم يُقتل أو يُصلب، وإنما تم رفعه دون أن يمسسه بشر، حيث ظن من حاولوا قتله وصلبه أن أحد أصحابه هو المسيح، فصُلب محله، أما المسيح فقد اختاره الله أن يصعد إلى السماء بعدما أبلغ رسالته التى بعثها الله من خلاله إلى الناس.

ولكن من يحسم الجدل القائم فيما يتعلق بحالة النبى عيسى أثناء رفعه؟، وأي الآيات حسمت هذا الأمر؟، فى حقيقة الأمر، كلمة «متوفيك» المذكورة فى الآية 55 من سورة آل عمران، لغوياً لا تعنى بالضرورة الموت، وإنما يُقصد منها الغياب أو الاختفاء أو عدم الظهور، إذ أن الكثير فى عصرنا الحالى قرن كلمة الوفاة بالموت، مما زاد الأمر جدلاً.

وجاء الدكتور عمرو عبد الفتاح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، ليحسم الجدل فيما تعلق بهذه النقطة، حيث قال إن هناك خلاف دائر بين المسلمين فيما يتعلق بحالة نبى الله عيسى إلى السماء، فهناك قلة قليلة من المسلمين يرون أن السيد المسيح، قُتل قبل رفعه إلى السماء، والبعض الآخر، وهم القطاع الأكبر، يرى أن المسيح عليه السلام لم يمت أو يُقتل، بل رُفع إلى الله على حالته، وذلك وفقاً لما جاء فى كتاب الله بسورة النساء «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ»، وأيضاً ما ذكره الله فى سورة مريم «وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً».

وأضاف «عبد الفتاح» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن الذى استقر عليه العلماء واتفقوا عليه، هو أن النبى عيسى لم يمت، وإنما رفعه الله حياً لحكمة لا يعلمها سوى الله وحده، مشيراً إلى أن كلمة «متوفيك» التى ذُكرت فى الآية 55 من سورة آل عمران، هى من تباعيات رفع المسيح إلى السماء، وتعنى فى اللغة الغياب أو عدم الحضور، وليست بالضرورة تعنى الموت.

ومن جانبه قال أحمد ترك، وكيل وزارة الأوقاف، إن كلمة الوفاة أعم وأشمل فى المعنى من الموت، فالموت هو نهاية الحياة فى هذه الدنيا، وانتقال الروح من الدار الدنيا إلى الدار الأخرة، ويطلق عليه الوفاة، والنوم أو الغفلة أيضاً يطلق عليهم الوفاة، مشيراً إلى أن هناك نوعين من الوفاة، أحدهما صغرى وفيه تخرج الروح بشكل مؤقت من الجسد، أما الكبرى فتعنى الموت بشكله الصريح.

وأوضح «ترك»، أن الكثير من الآيام الكريمة فى القرءان الكريم، ذكر فيها الوفاة، وبعضها جاءت كلمة الموت بعد الوفاة، مثل قوله تعالى «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى» وقوله تعالى أيضاً «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ».

وقال دكتور أحمد درويش، الأستاذ بكلية دار العلوم، إن معنى كلمة البعث يمكن تفسيره من جانبين، الأول دينى والثانى دنيوى، مشيراً إلى أن معانها من الجانب الدينى هو البعث من الموت، سواء الموت الصغير وهو النوم الغياب عن الوعى، أو الموت الكبير وهو مفارقة الحياة والذهاب إلى عالم الأموات، وقد ذكرت هذه الكلمة بالمعنيين فى القرءان الكريم، ولكن المعنى الدينى للكلمة ليس قاصراً على ذلك فقط.

وأضاف «درويش» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن الجانب الدنيوى لمعنى البعث، هو مثل بعث رسالة إلى شخص ما وهنا تعنى «إرسال»، أو بعث عصر جديد وتعنى هنا «بدء»، كما أنها تعنى الذهاب إلى مكان ما، مشيراً إلى أن هناك عدد من المعانى التى تم تسخيرها للإشارة والتعبير عن أماكن بعينها، مثل كلمة «الصلاة»، فهى تعنى فى الأصل «الدعاء»، وتم تسميتها بشكلها الحالى باعتباها أحد وسائل التقرب إلى الله، وأيضاً كلمة «الزكاة» وتعنى التطهر.

 

تعليقات (1)
الآية 55 من سورة آل عمران
بواسطة: المعرفة
بتاريخ: السبت، 23 سبتمبر 2017 09:00 م

«وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ» ان الايه صحيحة لم يقتل اليهود المسيح بل الرومان هم من صلبوا السيد المسيح "عيسى"

اضف تعليق


الأكثر قراءة