لزيارته والدته بدون إذن.. محمد يلقن نجله الوحيد «علقة موت»

انفصل أبويه منذ نعومة أظافره بسبب بعض الخلافات التي لم يدركها وقتها، ولم يستوعبها أبدًا، فحرمه والده من دفئ حضن أمه، وحنانها الفطرى، وألقى به بين يدى زوجته القاسية، لتتفن فى إيذائه نفسيًا وبدنيًا، طالبًا منه التأقلم على حياته الجديدة، ونسيان أمر والدته إلى الأبد، محاولاً تشويه صورتها فى عقله بكلماته المؤلمة عنها، فتشتت زهنه، وشاب ذكرياته بعض التلف بينما لم يطل قلبه أى دنس، وظل معلقًا بحب أمه رغم كل شىء.

 

حاولت أميرة التقرب من طفلها، والإطمئنان عليه مرات عديدة، ولم تستسلم لمحاولات طليقها محمد المستمرة لسلبها صغيرها، وإبعادها عنه، وساعدها طُهر نجلها فى مهمتها، فقلب الصغير متعلق بوالدته تلقائيًا كما فطره الله، ودائمًا ما يهرب من منزل أبيه، ليزور أمه، وينام فى حضنها بينما تقص عليه حكايات الأمراء الأخيار الذين ينتصرون دومًا على الشر، ويتزوجوا الجميلات، لينجبووا أطفالا بعيون زرقاء، ويعيشوا حياة سعيدة إلى الأبد.

 

غضب محمد كثيرًا لتصرفات نجله الغير محسوبة، وحرضته زوجته إيمان على طفله الوحيد ما زاد غضبه، وأعماه عن سر العلاقة المقدسة بين الطفل ذى السنوات الثمانية وأمه، وأنتظر عودته سرًا من زيارته لأميرة، ليلقنه "علقة موت" عقابًا له على فعلته، فضربه بكل ما أوتى من قوة غير مراعٍ لقدرة الصغير على التحمل ثم حمله وألقى به أرضًا، ما أسفر عن إصابته بشروخ فى الجمجمة، وإصابات متفرقة بالجسم التى أودت بحياته.

 

هرع الأب من مشهد جثة صغيره الملقاه على الأرض، ولم يعرف كيف يتصرف فى تلك الحال، فلجأ إلى والده السبعينى ليدله على طريقة يتخلص بها من مسئولية قتل نجله، فتوجه الحاج أحمد بشير إلى مركز شرطة الصف، وتقدم ببلاغ حمل رقم 1215 لسنة 2017 جنح المركز، يفيد أنه بتاريخ 16 من الشهر الجارى اصطدمت دراجة بخارية بحفيده، ما أدى إلى حدوث إصابته التى أودت بحياته، وأخطر اللواء هشام العراقى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بالواقعة.

 

وبإجراء التحريات اللازمة، وجمع المعلومات الكافية عن البلاغ، تبين عدم صحة إفادة الجد، وإتضح أن والد الصغير تعدى عليه بالضرب محدثًا إصابته التى أودت بحياته نظرًا لزيارة الطفل والدته المطلقة بدون إذن، كما حضرت الأم، وأتهمت طليقها وزوجته الجديدة بقتل نجلها الوحيد، وعلى الفور تم ضبط المتهمين، وأخطر اللواء إبراهم الديب، مدير الأدارة العامة لمباحث الجيزة، وجارٍ عرضهم على النيابة العامة لتولى شئونها.